أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
الأزهر
ساهم مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على مدار الأعوام الستة الماضية بشكل فعال في دعم جهود الدولة المصرية في مكافحة التطرف والإرهاب وملاحقة الأفكار الضالة، انطلاقًا من أن مكافحة التطرف هي أولى خطوات التنمية وبناء المجتمع وتماسكه ولُحمته، والحفاظ على وطننا الغالي ومقدراته، ودفع عجلة التنمية والازدهار، كما حرص المرصد على التواصل الفعال مع مختلف مؤسسات الدولة لإقامة الندوات والفعاليات التي تحصن الشباب من الوقوع في براثن الفكر المتطرف، وكذلك تبادل الإصدارات البحثية التي تنشر الفكر المعتدل وتحارب الأفكار الهدامة.
وقال الدكتور
طارق شعبان، مدير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن المرصد يعد أحد المراكز
الأزهرية المستحدثة بهدف مكافحة التطرف، لذا فهو يساهم بفاعلية في دعم جهود
الدولة ومؤسساتها في محاربة الأفكار الهدامة من تأسيسه على يد فضيلة الإمام
الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في 3 يونيو 2015م؛ إذ تعد مكافحة للتطرف على
الجانب الفكري، المحور الموازي لمكافحة الإرهاب على الجانب العسكري، هذا الجانب
الذي تقوم به القوات المسلحة المصرية إلى جوار الشرطة المصرية ببسالة منقطعة
النظير، ولأن مكافحة الفكر المتطرف لها أهمية قصوى في هذا السياق، فقد اضطلع
المرصد بمكافحة هذا الفكر وتفنيده على جميع الأصعدة.
ومن ضمن
استراتيجيات عمل المرصد المختلفة في هذا السياق هو إعداد المقالات والتقارير حول
أنشطة الجماعات المتطرفة في مختلف دول العالم، وأبرز أفكارها، والتي يطلب
الاطلاع عليها جهات كثيرة داخليًّا وخارجيًّا رغبة منهم في التعاون معه نظرًا
لما يقوم به من جهدٍ كبير ومتواصل في مجال مكافحة التطرف، وترسيخ القيم الدينية
والإنسانية.
ومن أبرز جهود
المرصد في هذا المجال، تلك المتعلقة بالتنسيق والتعاون مع مؤسسات الدولة ودعم
جهودها.
يقوم مرصد
الأزهر بالتنسيق الدائم مع مؤسسات الدولة المعنية بهذا المجال لنقل خبرات وتجارب
المرصد وإصداراته البحثية الدقيقة عن انتشار الجماعات المتطرفة ومواطن ضعفها
وقوتها وتفنيد أفكارها الضالة، وما تتميز به هذه الإصدارات من غزارة في المعلومات
التي تفيد مؤسسات الدولة في دعم خططها في هذا المجال، وتحصين الجمهور من أي أفكار
خبيثة أو دخيلة على المجتمع، كما يعقد المرصد ندوات متنوعة في العديد من المؤسسات
لبيان سماحة الدين الإسلامي الحنيف وضلال الجماعات الإرهابية وأهدافها الخبيثة.
ومنذ يومه الأول
عمل المرصد على التواصل البناء والمستمر مع مؤسسات الدولة ومنها: وزارات (الخارجية،
الداخلية، التربية والتعليم، الشباب والرياضة)، وذلك بدعم هذا المؤسسات بإصدارات
المرصد والتقارير الشهرية وكذلك المجلة الشهرية التي تصدر عن المرصد، والتقارير
التي يصدرها المرصد حول القضايا المختلفة التي تخدم هذا المجال، وأبرزها التقارير
المتعلقة بالحريات الدينية ومكافحة التطرف ودعم حقوق المرأة والطفل وأحوال
المسلمين حول العالم، وخريطة انتشار الجماعات المتطرفة وعدد وحجم ونوع العمليات
الإرهابية التي تقوم بها، وكذلك دعم قضية العرب والمسلمين الأولى وهي القضية
الفلسطينية ودور الأزهر في الدفاع عن هذه القضية.
كما حرص مرصد
الأزهر على التعاون مع الوزارات الدفاع والداخلية لعقد لقاءات عديدة مع أبطال
قواتنا المسلحة والشرطة البواسل، واستقبلت مشيخة الأزهر دفعات عديدة من الضباط
الدارسين بكلية القادرة والأركان، للاطلاع على آليات مرصد الأزهر وجهود المؤسسة العريقة
في نشر الفكر المعتدل وسماحة ويسر الإسلام وطرح أي أسئلة تدور في ذهنهم يجيب عنها
علماء الأزهر خلال لقاءات تتسم بالفعالية والانفتاح للنقاش حول أي قضية تثير
اهتمام هؤلاء الضباط.
وتتنوع موضوعات
لقاءات مرصد الأزهر مع رجال قواتنا المسلحة والشرطة، لتشمل: الحقوق، والواجبات،
وكيفية التعامل مع الأزمات المستحدثة، وطرق الوقاية منها، وآداب الأديان السماوية
في التعامل مع المخالفين في الرأي، وضرورة الاحترام، وقبول الرأي، وتحقيق الأمن
المجتمعي، وبيان أن الجندية شرف، وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي يروج لها المتطرفون،
وأعداء الوطن.
اتفاقات تعاون
مع التربية والتعليم والشباب والرياضة
عقدت وزارة
التربية والتعليم اتفاق تعاون مع مرصد الأزهر نهاية عام 2017م. يقضي بإرسال
المرصد لقوافل إلى المدارس المختلفة لتوعية التلاميذ، وترسيخ القيم الدينية
والإنسانية لديهم. ومن ثمار هذا الاتفاق «ورشة عمل المدارس» التي استحدثها
المرصد لتقوم بإلقاء ندوات ومحاضرات في المدارس بجميع مراحلها. وقد نظمت هذه
الورشة عدة فاعليات في المدارس، لتوعيتهم وتحصينهم وحمايتهم من الفكر المتطرف
واستغلال الجماعات المتطرفة للأطفال والشباب.
كما وقع مرصد
الأزهر اتفاق تعاون مع وزارة الشباب والرياضة لعمل 30 دورة تدريبية لشباب جامعات
مصر، وذلك داخل مرصد الأزهر، لتوعية الشباب بخطورة التطرف، وترسيخ الشعور الوطني
ودعم روح الولاء للوطن عند الشباب بالتعاون مع محاضرين من القوات المسلحة
المصرية.
ورش عمل وندوات
وفعاليات ميدانية
شارك أعضاء من
المرصد في ورش عمل مع الهيئة الإنجيلية بالقاهرة والمنيا والإسكندرية، وكان ضمن
هذه الورش ورشة عمل «مهارات حل النزاع» بمقر الهيئة الإنجيلية القبطية. وفي تفاعل
آخر لمرصد الأزهر وفي إطار نشر القيم الدينية، وإرساء مبادئ المواطنة، والاندماج
ودعم الحوار بين الأديان، شارك المرصد في ورشة عمل تدريبية لعلماء الدين لإكسابهم
المهارات والخبرات اللازمة لترسيخ مفهوم المواطنة تحت عنوان «الإطار المعرفي
للمواطنة والقيم الدينية»، بمقر الهيئة الإنجيلية القبطية.
كما شارك مرصد
الأزهر بدعوة من مكتبة الإسكندرية في حلقة نقاشية بالمكتبة بعنوان «مسؤولية
الحديث في الشأن العام: الإسلام والسياسة». وجاءت كلمة ممثل المرصد ضمن محور
«مواجهة الأيديولوجيات الهدامة، وتحصين الشباب»، وتناول فيها وسائل التنظيمات
المتطرفة في استقطاب الشباب، وما يقوم به المرصد من جهود في تفنيد أفكار
التنظيمات الإرهابية والمتطرفة.
وفي ورشة عمل
«التطرف والإرهاب.. الدوافع والسياسات» بمركز الأهرام للدراسات السياسية
والاستراتيجية، استعرض باحثون من المرصد آلية عمل المرصد وما يقوم به الباحثون
والراصدون في مجال مكافحة التطرف، وما يتم إصداره في هذا الشأن. كما شارك باحثون
من مرصد الأزهر في ندوة عقدها موقع «أمان» بجريدة الدستور، حول استغلال الجماعات
الإرهابية للمرأة، وتحدثت ممثلة المرصد في هذه الندوة عن دور الأزهر في مكافحة
التطرف، وما يقوم به من جهود في حماية المرأة من استقطاب الجماعات المتطرفة.
وقد استعرض
باحثون من مرصد الأزهر أساليب الدعاية عند جماعات التطرف والإرهاب، وطرق
استقطابها للشباب، ودور الأزهر في تشكيل رواية مضادة تشتبك مع خطاب الجماعات
المتطرفة وتفنده، وذلك في ملتقى «المرأة والشباب» الفكري الذي نظمه «منتدى
الصفوة» بالتعاون مع الاتحاد العام لنقابات عمال مصر.
أنشطة وفعاليات
بالجامعات المصرية
يتعاون مرصد
الأزهر مع مختلف الجامعات المصرية على أكثر من مستوى، ولذا فقد أنشأ حملة «طرق
الأبواب» وهي حملة تعمل على الوصول إلى الشباب في أماكن تواجدهم، وتوعيتهم من
أخطار الفكر المتطرف، وإبراز القيم الدينية، والأخلاقية لهم، عن طريق عقد مجموعة
من المحاضرات الخاصة بمكافحة التطرف في التجمعات الشبابية المختلفة مثل
الجامعات، والمدن الجامعية، وكذلك المشاركة في معارض الكتاب الدولية، والندوات
التي تُعقد فيها. وقد خصص المرصد مجموعة من باحثيه للقيام بهذه الحملة، ويمكن
تلخيص مهام هذه الحملة على النحو الآتي:
1- المشاركة
في معرض القاهرة الدولي للكتاب وإلقاء ندوات، (4 دورات).
2- المشاركة
في معرض الإسكندرية الدولي للكتاب.
3- إلقاء
محاضرات توعوية في بعض أفرع وزارة الداخلية.
4- عقد
ندوة في كلية العلوم جامعة عين شمس.
5- عقد
ندوة في مدينة البعوث الإسلامية.
6- عقد
ندوة في كلية التجارة جامعة الأزهر.
7- عقد
ندوة في مدينة البنات جامعة الأزهر.
8- زيارة
لكلية دار العلوم جامعة القاهرة للتعريف بالمرصد وأهدافه.
9- زيارة
لكلية اللغة العربية بالدراسة للتعريف بالمرصد وأهدافه.
10- زيارة
لكلية العلوم، جامعة الأزهر بالقاهرة للتعريف بدور المرصد وأهدافه.
11- زيارة
لكلية الصيدلة بنات جامعة الأزهر بالقاهرة للتعريف بدور المرصد وأهدافه.
12- زيارة
لكلية الدراسات الإسلامية بنات بالقاهرة للتعريف بدور المرصد وأهدافه.
13- استقبال
وفد يتكون من (50) طالبة وعضو هيئة تدريس من كلية الدراسات الإنسانية بنات
بالقاهرة، للتعريف بالمرصد وكيفية مكافحة التطرف.
ومن أبرز ما
قامت به «ورشة الجامعات» هو ملتقى «اسمع وتكلم»، وهو ملتقى شبابي عقده المرصد في
شهر مايو ٢٠١٨ بمركز الأزهر الدولي للمؤتمرات، تحت عنوان "الشباب والمؤسسات
الدينية"، وذلك بالتعاون مع مركز الأزهر للترجمة، ومركز الأزهر العالمي
للفتوى الإليكترونية. استضاف المرصد في هذا الملتقى (400) شابًا، وفتاة من (15)
جامعة مصرية.
عُقِد خلال هذا
الملتقى ثلاث ورش عمل: الأولى بعنوان «اسمع وتكلم.. العولمة والحفاظ على الهوية»،
والثانية بعنوان: «الشباب والمؤسسات الدينية.. بناء الثقة»، والثالثة بعنوان:
«الدين وحرية الفكر والإبداع»، وتم خلال هذه الورش التأكيد على أهمية الهوية
الوطنية، وعدم التعارض أبدًا بينها وبين الهوية الدينية، بل هي علاقة أصيلة،
والتنبيه على أن التنظيمات المتطرفة تسعى لاستقطاب الشباب من خلال ضرب هويتهم
الوطنية، وإضعاف انتمائهم إلى وطنهم.
وفي إطار حملة
طرق الأبواب أيضًا، شارك المرصد مع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإليكترونية في
قافلة دعوية وتوعوية لطلاب جامعة المنصورة، في الفترة من 1 وحتى 4 مارس 2020.
شارك في الندوات كوكبة من أعضاء مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية،
وأعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر، وعُقد خلالها ندوات وحوارات مباشرة مع طلاب
(14) كلية من جامعة المنصورة، وقد شهدت كليات: الطب، وطب الأسنان، والعلوم أولى
محطات القافلة، في حين كانت كليات: الطب البيطري والصيدلة والتمريض هي ثاني
المحطات. أما كليات التجارة والزراعة والتربية والآداب فكانت المحطة الثالثة،
وكليات الحاسبات والمعلومات والفنون الجميلة ورياض الأطفال والتربية الرياضية
وكلية التربية النوعية هي المحطة الرابعة والأخيرة للقافلة.
وشهدت الندوات
تفاعلًا بنَّاءً، وحضورًا كثيفًا، يعكس مدى حضور الأزهر الشريف، وعلمائه في نفوس
الشباب، وطلاب الجامعة.
ودار في آخر كل ندوة حوارٌ مفتوحٌ بين المحاضرين، وطلاب الكليات، أجاب خلاله
أعضاءُ مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية عن كثير من الأسئلة التي
تشغل أذهان الطلاب.
أنشطة تدريبية
وتوعوية للشباب
نظم مرصد الأزهر
عددًا من البرامج التوعوية للشباب بهدف حمايتهم من الفكر المتطرف. ويمكن تلخيصها
على النحو الآتي:
1- استقبال
حوالي 100 شاب جامعي من جامعات مصر المختلفة شهريًا، وذلك لمدة يوم كامل، يضع
المرصد لهم فيه برنامجًا يتضمن زيارة للمرصد، ومحاضرة توعوية عن الفكر المتطرف وخطورته
وسبل الوقاية منه.
2- استقبل
المرصد أسبوعيا حوالي 50 إمامًا وخطيبًا من دول مختلفة بالتنسيق مع «أكاديمية
الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ»، يستقبلهم مشرفو المرصد ويتحدثون معهم
حول كل ما هو جديد في الفكر المتطرف وكذلك سبل مواجهته، واللغة التي يستحسنها
الشباب.
3- برنامج
تدريبي لطلاب وخريجي كليتي اللغات والترجمة والدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر،
في مجال الوعي بظاهرة التطرف، وكان ذلك في الفترة من 29 سبتمبر وحتى 3 أكتوبر
2019، بمقر المرصد بمشيخة الأزهر.
4- برنامج
تثقيفي للطلاب الأفارقة من المقيمين في مدينة البعوث الإسلامية. نظّمه المرصد في
14 نوفمبر 2019. وتناول هذا البرنامج أبرزَ الحركات، والتنظيمات الإرهابية التي
تنشط داخل القارة الأفريقية، كما ناقش أهم المرتكزات الفكرية التي ينطلق منها
هؤلاء الأشخاص، واستعرض سبل مكافحة تلك القوى الظلامية، وجهود المرصد في تقديم
وقاية حقيقية لشباب القارة؛ لتحصينهم من الوقوع في براثن تلك الجماعات المتشددة.
5- تنظيم
(5) زيارات، كان بهم حوالي (250) طالبا، وطالبة من جامعات مصر المختلفة، وتنظيم
برامج قصيرة لهم تتناول قيم المواطنة، والسلام، والتعايش السلمي، وأهمية وسائل
التواصل الاجتماعي، واستراتيجيات التنظيمات المتطرفة في استقطاب الشباب، ومدى
حرصهم على الشباب بصفة خاصة.
مبادرات
وإصدارات مصورة
1- مبادرة
«هن»: بمناسبة إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، عام 2017م عامًا
للمرأة، أعلن المرصد تبنيه المبادرة الرئاسية من خلال القيام بثلاثة حملات «هن»،
و«أنت ملكة»، و«رفقًا بالقوارير» على مدار العام.
2- إصدار
تقرير مصور باثنتي عشرة لغة تحت عنوان: «التنمية في مواجهة التطرف.. مصر 2030
نموذجًا»، وذلك في إطار سلسلة الإصدارات المرئية التي ينشرها المرصد باللغة
العربية واللغات الأجنبية.
أكد المرصد في تقريره أن جهود مصر في مكافحة التطرف تعكس عزم الدولة -في أجندتها
الوطنية المستدامة- على اجتثاث جذور الإرهاب وتجفيف منابعه من خلال تبنِّي
استراتيجية شاملة.
وأشار المرصد إلى أن مكافحة التطرف والإرهاب أحد أهم العوامل التي تساعد على
تنفيذ رؤية مصر 2030؛ باعتبارها نموذجًا يُحتذى به في تمكين الشباب وتحصينهم من
أخطار الاستقطاب، بما يُسهم في خلق بيئة طاردة للتطرف والإرهاب.