رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

ريكان إبراهيم: الاستقرار النفسي لا يمكن أن يتحقق من خلال الأديان الوضعية

  • د. شيماء عمارة
  • الأربعاء 02 يونيو 2021, 10:57 صباحا
  • 485
الأديان الوضعية

الأديان الوضعية

اهتم علم النفس مؤخرا برصد التغيرات التي تطرأ على شخصية الملحد، ودراسة الفروق التي تظهر بين الحالة النفسية للمؤمن والحالة النفسية للملحد، وعليه فقد توصل بعض المتخصصين في علم النفس إلى عدة استنتاجات بهذا الصدد.

وجاء على لسان الدكتور ريكان إبراهيم، والذي عقد مقارنة بين المسلم والملحد في حالته النفسية، وفيما يتعلق بالفكر الذي يحمله كل منهما: أن الدين يؤثر في الفرد وفي سلوكياته وحالته الفكرية بشكل يضع له شروط وقواعد ينضبط عندها أداء الفرد داخل المجتمع، وأن تلك الضوابط جاءت للمسلمين عن طريق القرآن الذي حفظه الله ضد أي تحريف أو تلاعب.

وأضاف، أنه مثلا في اللغة العربية لم يستطع المسلم أن يُغير من لغته التي نزل بها القرآن حرفاً واحداً لأن القرآن عنده هو سيد المعاجم ورائد القواميس الذي يندحر أمامه كل إجتهاد في التغيير، وهذا ما جعل هذا الكتاب صعباً جداً على مترجمه إلى لغة أخرى لأن الترجمة الحرفية النصية أخفقت كثيراً في استلهام روح التأويل وفقه ما بعد المعنى المباشر في الجملة القرآنية.

واستكمل إبراهيم، أن ثابت (المُقدس المحرم أو المحرم المقدس) قد أدى دوراً في العمل ضمن دائرة الطاعة للقوة الأعظم وليس في التمرد عليها، أي في العمل من الظاهرة بإتجاه خالقها. أمام هذه الثوابت وجه الكتاب السماوي العقل إلى العمل في ضمنها فأشاع في النفس البشرية عدة نقاط للتعلم، أبرزها: التواضع الجم في البحث العلمي عن الخالق وانعدام المكابرة في إصدار قرار الإلحاد. لأن العلم يعترف ويناقش في ما وصل إليه ولا يُصدر رأياً بالإلغاء والنفي لما يجهله، وإذا قال عالمٌ عن شيء لا يعرفه بأنه غير موجود لأنه لا يعرفه فقد جَهِل.

وأشار إلى أن الصبروالتأمل الكاملان وهما سمتان في طالب التعلم، وبدونهما تشيع اللجاجة والفوضى والإستعجال. وإذا شاع الصبر والتأمل قلت كمية (العُصاب) في النفس البشرية وأصبح صاحبها أكثر إستقراراً ة وقدرةً على الحوار من أجل الحقيقة.

 

وتابع، أن العلم بالمقارنة (Comparison learning) أحد هذه النقاط وأبرزها: إذ أنه كان مفقوداً في الدين الوضعي، فلم يكن مُعتقِدُ دينه الوضعي قادراً على المقارنة بين ما أوكل إلى تصوره في معتقداته وكمية المنجز من هذه المعتقدات.

وقال إبراهيم، لقد ظل الذي يتصور ربه أفعى أو كائناً بحرياً أو صنماً حجرياً عاجزاً عن فهم العجز الكامن في هذه المؤلهات عن تحقيق شيء، أما الدين السماوي (وفيه الكتاب) فقد أوقد فتيل المقارنة في العقل.

وأضاف أن من النقاط الهامة أيضا، محاربة الشك بفتح باب اليقين: فعلى الرغم من عدِ الشك عند بعض المدارس الفكرية سبباً لليقين فإنه له أثراً سالباً في النفس البشرية حيث يقود أحيانا الى ظهور البارانويا (أفكار الإضطهاد وأفكار العظمة). ولا يمكن أن يتحقق الإيمان ما لم يتحقق اليقين. فالفصامي والهوسي ومريض الأفكار الحصارية ومريض القلق يعانون من الوهم الذي كانت بدايته تدور في دائرة الشك.

واستخلص إبراهيم من كل ما سبق من استنتاجات أن الدين السماوي، هو الدين الذي يصنع المجتمع بشكل منضبط وسوي، وأن ما يتعلمه المرء في دينه السماوي ولا سيما الإسلام، لا يمكن أن يصل إليه عقليا أو روحيا من خلال الأديان الوضعية التي من اختراع البشر والتي لا تحقق له استقرارا نفسيا ولا سعادة.


تعليقات