رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

ريكان إبراهيم: وظيفة الدين العُليا هي بث الطمأنينة والاستقرار في النفس البشرية

  • د. شيماء عمارة
  • الأحد 30 مايو 2021, 09:23 صباحا
  • 1111
الدين والعقل البشري

الدين والعقل البشري

قال الدكتور ريكان إبراهيم، إن وظيفة الدين العُليا هي بث الطمأنينة والاستقرار في النفس البشرية، وهذا ما عجزَ عنه الدين الذي صنعه العقل، لأن العقل صانع والدين الذي أوجده العقل مصنوع، والمصنوع لا يجوز أن يكون أكبر أو أقدر من الصانع على أداء المهمة.

وتابع، في مقال له تحت عنوان: "العقل والدين في مسألة الإلحاد"، نشرته صحيفة "المثقف" هل يرضى الأب أن يكون ابنه قائداً له في مسيرة حياته وهو الذي كان سبباً في ولادته ومُعلماً له دروس حياته؟ وإذا أردنا أن نشير إلى فضيلةٍ للعقل في اختراعه ديناً خاصاً به، مُفصلاً على حالة وعيه المحددة بزمانه ومكانه وثقافته، فإننا ملزمون بالاعتراف بأن الدين ضرورة عقلية للانتماء على الرغم من الاختلاف القائم في فهم محتواه.

واستطرد: فما دام العقل قد (فكَر) في ايجاد دين ينتمي إلى نفسه وإلى خَلقِه وخالقه فيعني ذلك أن الدين يظل عملاً عقلياً لم يُسعفه الدين السماوي بالتبكير في الظهور فأوجده الإنسان من عندياتهِ.

إذن، لو فرضنا أن الدين السماوي لم يظهر ابداً، فهل كان العقل البشري قادراً على الوصول بتدرجه الديني الذي هو من صُنع محاولاته إلى مرحلة الدين السماوي أم أنه سيستمر في الإنتقال من دين الى دين بصورة وضعية حسية تعتمد على إدراك اللامحسوس بالمحسوس (استخدام الحس الفائق)؟ الذي نعتقده هو انه سيصل إلى مشارف الدين السماوي أو الدين السماوي نفسه ولكن بعد أن يستنفذَ كل محاولاته في صناعة إله على هواه فينشأ عنده ما نُسميه (إدراك اليقين باليأس من الشك).

 

واستكمل: هنا يلتقي الدين الذي صنعه العقل مع الدين الذي ضيع العقل، وهذا ما يؤكد أن الدين السماوي هو دين الفطرة والفطرة هي التلقائية والاستعداد الجبلي لقبول التوحيد والدين الذي ينادي بالتوحيد.

 

فلنعترف الآن أن الإنسان في مسألة إعتقاده كان قد دار في حلقة مُغلقة لم يُخرجهُ منها إلا استسلامه إلى القدرة الأعلى وهي الله.

 

نحاول الآن أن نفحص الدين الذي صَنع العقل، أي الذي أخضع العقل الطاغي المتمرد لقوته ونظَم وعيه بالطريقة التي يريد، فالكائن الإنسان محكوم بتلاثة معطيات: التفكيروالعواطف والسلوك.

 

وشدد على أن الذي فعله الدين في العقل، لكي يسيطر على هذه المعطيات، يمكن أن نجمله في النقاط التالية:

ـ قَدم الدين السماوي صيغة المُسلمات وهي النصوص التي لا جدال فيها، ولكي لا تكون تلك النصوص قيوداً على العقل ترك الدين للعقل فرصة التفكير في النص ولماذا جاء بهذه الصيغة الثابته، أي أن الدين لم يسلك مع العقل سلوك التدرج بل قَدم الثابت ليدور حوله النقاش.

ـ قَدم الدين معلوماتٍ عن الخَلق (آثار الله) بطريقة رمزية وإشارية تتطلب من العقل البشري إعمال المجاهدة فيكشف تلك الرمزية.

ـ جعل الدين ظاهرة الشك قائدة إلى اليقين ولم يجعل اليقين سبباً لإسترجاع الشك.

ـ رسخ الدين السماوي في العقل ظاهرة التأمل، ويعرف الكثيرون أن التأمل هو أولى الخطوات إلى المعرفة الحقة.

 

ـ أردفَ الدين السماوي ظاهرة العواطف في الإيمان إلى جنب ظاهرة التفكر لأننا نعرف، وفي علم النفس تحديداً، أن التفكير الوجداني يشحن التفكير العقلي بقوة المتابعة والإستمرار في المتابعة.

ـ جَرد الدين السماوي سلوك الإنسان من الممارسات الساذجة والطقوس البدائية في التابو والطوطم والأسطورة لأنها لا تُفضي إلى الإيمان الحق بالخالق الحق.

ـ علم الدين السماوي العقل البشري ظاهرة التواضع أمام المجهول لحين إكتشافه فأصبح عقلاً لا يمارس العمل الإختزالي في الوصول إلى النتائج.

تعليقات