أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
الدين والإلحاد في علم النفس
دائما ما يشكل الحديث عن علاقة الإلحاد بالحالة النفسية للشخص، موضعا هاما
للدراسة من قبل علماء النفس، حيث ثبت في العديد من الدراسات النفسية والعقلية أن
الملحد يعاني من كثير من المشكلات، وأن ثمة اضطرابات تتطرأ على شخصية الملحد بسبب
عدم التقين مما يدعيه.
ومن النتائج الهامة التي توصل إليها علماء النفس، ما جاء به الدكتور ريكان
إبراهيم الباحث في علم النفس الديني، حيث قال إنه لدينا استنتاج بأن الدين السماوي
أثر في العقل وقاده إلى التوحيد على 3 أصعدة: هي التفكير: وهو الذي يرتكز إلى
الذكاء والذاكرة واللغة والإستنتاج عبر أدوات الحس وما فوقها من قدرة على
الإستلهام.
والثاني.. العواطف: حين هذبها تهذيباً يليق بوقار الكائن الإنساني المُطالب
بكيفية المثول أمام قدرةٍ تتمتع بالمُطلق، وآخرها السلوك: حيث استطاع هذا الدين أن
يرسم حدوداً وحرية محكومةً بإحترام حرية الآخر.
وأضاف، لقد حَقق الفكر الإنساني المُلحد بالله إغراء لدى الكثيرين فنشروا
نظرياتهم وأفكارهم الداعية إلى إنكار وجود الله، واستطاع هؤلاء بما ملكوهُ من قدرة
على الكتابة والنشر أن يُغروا جيل الشباب من بني الإنسان بأفكارهم.
وتابع إبراهيم قائلا، كثيراً ما يكون الإنسان في مُقتبل عُمرِه متمرداً
مشاكساً باحثاً عن وجودهِ عبر قاعدة "خالف تُعرَف"؛ حتى إذا تَقدَم
العمر بهؤلاء الشبيبة آلوا إلى التمحيص وإعادة النظر في ما أغراهم من هؤلاء
المفكرين الداعين إلى الإلحاد.
كما وجد، أن علم النفس الذي يعضد الإلحاد لم يستطع أن يقف أو يصمد أمام علم
النفس الذي يعضد الإيمان بالله، لأن ذلك العلم كان يدرس السلوك البشري بواسطة
مختبره النفسي والعقلي فيأخذ الظاهرة الإنسانية أخذاً تفسيرياً لا تأويلياً.
لقد جعل علم النفس الملحد الإنسانَ نواةً لأبحاثه وأوكل إلى طبيعة الإنسان
كل قدرةٍ على الكينونة، يقول الدكتور ريكان إبراهيم.
وتابع: لنأخذ أمثلةً على ذلك: درسَ علم النفس حالة الغضب (Anger) عند الإنسان ووصل إلى أن مركز السلوك الغاضب هو اللوزة (Amigdla) التي تجعل
الإنسان غاضباً عندما يتعرض لأسباب نفسية أو إجتماعية أو بيئية؛ فيصبح غاضباً لأن
منطقة اللوزة مستثارة، لكن علم النفس لم يستطع أن يجيب عن الأسئلة الآتية: لماذا
اصبحت اللوزة مركزاً للغضب عند استثارتها، ولماذا تُثير الأسباب النفسية
والإجتماعية اللوزة؟
وفسر إبراهيم ذلك، على أن علم النفس الإلحادي، قد أوجد آليات العمل لأجزاء
في الجسم البشري على سبيل المثال، لكنه لم يستطيع إيجاد لماذا هذه الأجزاء هي
المسؤولة عن فعل كذا أو كذا، واعتبر إبراهيم أن هذا هو التحدي الذي قام به الدين
أمام العقل البشري فإما أن يرفضه هارباً منه إلى الإلحاد أو أن يكتشف حقيقةً لا
يستطيع إنكارها، تتمثل في وجود الخالق الذي أوجد الأشياء ثم أوجد وظيفتها وآلية
عملها.