أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
أرشيفية
ظهر مؤخرا نشاطا ملحوظا للأئمة والدعاة في مكافحة قضية الإلحاد، وهي القضية التي أصبحت تمس العالم أجمع بشكل عام، وتخص العرب بشكل خاص، إذ أنه وبسبب العولمة وانفتاح المجتمعات العربية على المجتمع الغربي بآفاته ومشاكله وأيضا بنظرياته الجديدة حول عالم بلا إله، توجه عدد كبير من شباب العرب إلى الأفكار الإلحادية.
وفي إحدى المحاضرات، قال الدكتور خالد عبدالعليم جليلة، الباحث في الفقه الإسلامي، أن هناك عدة طرق لعلاج مشكلة الإلحاد، حيث ذكر أن أهمها في إعمال العقل بالفكر والتدبر، حيث إن تعطيل العقل مصيبة !!! فالعقل هو آلة الفكر التي يصل بها الإنسان إلى الحقيقة، ولو جلس الملحد مع نفسه وأعمل عقله في كل شبهة انقدحت في قلبه لوجد جوابها بداخله دون معونة من أحد ، لأن الله فطر الناس على حبه ومعرفته والإيمان به .
وتابع، أما الفكر فيما لا ينفع ولا يفيد فهو من ضياع العمر والوقت، وهو مدخل الشيطان ليوصل الإنسان إلى متاهة وضلالة وعمى .فبعض الشبهات يجب الإعراض عنها والتخلص منها بالتعوذ بالله من الشيطان الرجيم امتثالا لما جاء في صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته. "، وجاء في سنن أبي داود : " فإذا قالوا ذلك فقولوا: الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد. ثم ليتفل عن يساره ثلاثا وليستعذ من الشيطان. " حسنه الألباني .
وأضاف أيضا أن الصحبة والبيئة الصالحة من أهم طرق العلاج والوقاية من الإلحاد، إذ أن الصاحب ساحب ، وتأثير الصاحب على صاحبه كبير شاء أم أبى ، فمن جلس مع الصالحين سيتعلم من صلاحهم أو يتأثر بصلاح أحوالهم أو تصيبه رحمة من رحمات الله التي تتنزل عليهم .والعكس صحيح ، فكم من إنسان صالح مؤمن مستقيم قد أفسده صاحبه أو ثبط عزيمته أو أغراه بالفجور أو أربكه وشككه في عقيدته بإلقاء شبهة أو فتنة في قلبه جعلته متحيرا مرتابا في أمر دينه ، بل كم من صاحب فاسد قطع الطريق على من يريد الهداية والوصول إلى الحقيقة .
كما أفاد جليلة أن من آليات العلاج هو فهم الإسلام فهما حقيقيا من مصادره الصحيحة، لأن سوء فهم الإسلام قد يؤدي إلى الإلحاد ، فالصحابة تميزوا بثلاثة أمور هامة :
- أحسنوا فهم الإسلام فهما صحيحا، أحسنوا التطبيق والعمل، وأحسنوا البلاغ والدعوة إليه .
واستكمل حديثه قائلا، إن كل خلل أو فتنة تصيب الأمة إنما هي من واحدة من هذه الثلاث ، إما سوء فهم يتبعه سوء تطبيق وعمل يتبعه سوء بلاغ وعرض ودعوة .ولله الحمد مصادر ديننا محفوظة في كتاب الله والصحيح من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، والعلماء الربانيون لا تخلوا منهم الأرض ولكن على المسلم أن يبحث عنهم ويصحبهم ويتعلم منهم .
فلا يمكن أن يتسرب الإلحاد إلى قلب قد تنور بنور العلم واستضاء بهدي الكتاب والسنة وكان فهمه فهما صحيحا على منهاج النبوة والصحابة والتابعين وسلف الأمة الصالح، فهذا على صراط مستقيم لا يأتيه الشيطان من جهة إلا أبصره وأخذ الحذر والحيطة منه .