رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

أحمد محمود يكتب: زًيف التنويرين في تجديد الخطاب الديني

  • وسيم الزاهد
  • الثلاثاء 18 مايو 2021, 05:20 صباحا
  • 870
تجديد الخطاب الديني

تجديد الخطاب الديني

في الآونة الأخيرة، أصبح من اليسير جدا التحدث في الدين واتهامه بأبشع الاتهامات ووصفه بأبشع الألفاظ، فعلى سبيل المثال هناك من يصف الدين بالبشاعة التي يستخدمها العلماء لترهيب الناس وتخويفهم وكأننا نملك صكوك ملكية الجنة، فهل أصبح الاستهزاء بالدين وسيلة يستخدمها الناس من أجل الشهرة ولفت الأنظار؟!.. هل أصبح الدين مستباحا لكل من عَلم في أمره كلمتين؟!

لقد أصبح ازدراء الدين والتطاول على الرموز الدينية والعلماء حرية شخصية، حيث تجد شباباً صغاراً لا يعلمون شيئاً عن الدين غير أنه أنزل على محمد، يقول لك: بماذا يتم ترويض المجتمع؟. فيجاوبك بكل أريحية ويقول يتم ترويضه بالدين.

والأسوء أنه يسلبك حق الرد، هو فقط يريد أن يتحدث ويمنع عنك نفس الحق الذي يتمتع به، وإذا صادف وحدثت مشكلة أو جريمة في المجتمع وكان لسوء الحظ أن المتهم يصلي حتى ولو كانت هذه أول مرة يقيم فيها الصلاة، تجد كل من يكره ويعادي الدين يلصق التهمة بالدين ويقول هذا هو الدين الذي تريدون منا أن نتبعه، لا أعرف ماذا يجب أن نفعل؟.. أنترك عبادة الله سبحانه وتعالى ونجحد بدينه لكي نرضي نفوسكم المريضة التي تريد إلصاق التهم بالدين فقط؟.

 وتجد المجتمع يترك المجرم  ويعلق جريمته على الدين، إذا ذهب مريض إلى المستشفى وقام الطبيب بتشخيص حالته بطريقة خاطئة ومات المريض، هل من المعقول أن نتهم الطب وعلوم التشريح وأساتذة الطب في الجامعة؟! أم نحاسب الطبيب على فعله؟!

أسباب هذه الأزمة هي: عدم احترام كل منا لتخصص ورأي الآخر، فليس من المعقول أن تنتقض قضية علمية دون أن نبحث فيها وندرسها جيدا، ولكن الخطأ الأكبر من ذلك أنهم لا ينظرون إلى الدين على أنه علم ينطبق عليه كل شروط البحث والدراسة مثل باقي العلوم الطبيعية؛ فهو يريد أن يأتي بالكتاب الديني يفتحه على مصراعيه ويبحث فيه على جملة واحدة دون إشراف ممن هم أعلم منه ويعولون ذلك على الآية الكريمة: "أفلا يتدبرون القرآن"، وعلى مقولة "الدين ليس حكرا على أحد"، وأنه لا يوجد كهنوت في الإسلام.

 

السبب الثاني: هو عدم انتقاء الأسلوب المناسب والمصطلحات المناسبة أثناء الحديث عن الدين، فترى الكاتب أو الصحفي أو المحاور يتحدث كل منهم عن الدين وكأنه يتحدث عن شيء لا يذكر، وإذا تحدث أحد معه يقول له لا تخاطبني هكذا، عجبا لك أتغضب لنفسك وتُعلي من قدرك ولا تحترم أو تعتبر الآخرين؟

الضحك على عقول الشباب تحت ستار حرية الفكر:

العجيب في الأمر تجد بعض الجمعيات التي ترعى كل هذه الأفكار السامة التي تسمم عقول الشباب تخصص ميزانية كاملة تُمنح لرعاية كل من يتحدث عن الدين ويهاجمونه  تحت مسمى "التنوير" و "تجديد الخطاب الديني".

 

تعليقات