د. بلال أبوالهدى خماش يكتب: هُنَاكَ خَالِقٌ وَاحِدٌ أَحَدٌ لِهَذَا الْكَوْن
الكاتب أ.د. بلال ابوالهدى خماش
أرغب في هذه المقالة نقاش وتبادل الرأي والحجة المنطقية بالحجة
المنطقية والحقائق الكونية الواقعية دون اللجوء إلى أي آية من كتاب الله
القرآن الكريم أو حديث من أحاديث الرسول الصحيحة عليه الصلاة والسلام، مع
من عندهم عقل وتفكير نَيِّر من الملحدين الذين لا يؤمنون بوجود خالق لهذا
الكون هو الله. وبالخصوص الذين يقولون أن الطبيعة هي من وجدت نفسها بنفسها
ومن ثم خلقت بنفسها ما فيها من مخلوقات ونباتات وحيوانات وطيور ... إلخ
أي
يؤمنون بأن إلاههم هو الطبيعة. فإن كان إعتقادهم كذلك، ألا يخطر على بال
أحد منهم (الملحدين) أن يتساءلوا من خلق الطبيعة؟ كما يقولون للمسلمين في
نقاشهم معهم من خلق الله؟. فكيف يحق لهم أن يسألوا من خلق الله؟ ولا يحق
لغيرهم أن يسألهم من خلق الطبيعة التي خلقت نفسها وكل شيء فيها؟. فإن كانت
الطبيعة إلاههم، فهذا يعني أنها تملك عقل جبَّار ومبدع ومطور ولا تلحق
الضرر بنفسها أو بما خلقت فيها إلا بمبرر منطقي.
فلماذا الطبيعة تلحق الضرر
بنفسها وبما فيها من مخلوقاتها في بعض الحوادث المخيفة والمرعبة كالهزَّات
الأرضية المدمِّرة، أو عندما تحدث التسونامي وتغرق بعض المناطق وما فيها
من مخلوقات وأشياء، أو عندما تحرق نفسها بنفسها عن طريق البرق وتسبب
الحرائق الهائل وتحرق وبعض المناطق كاملة وما فيها من أشياء؟، أو عندما
تثير بعض البراكين ... إلخ؟.
فأي خالق هذا (أعني الطبيعة في إعتقاد
الملحدين) الذي لا يملك العقل والمنطق فيلحق الأضرا.ر بنفسه وبمخلوقاته من
الأشياء المختلفة. وهل من المعقول أن يكون الإنسان الذي خلقته الطبيعة أي
المخلوق عنده قوة تسيطر على رغبة وقوة الخالق (يعترض على ما ذكر من أحداث
ويسيطر على الحرائق الكبيرة مثلا ويخمدها بما لديه من إمكانات هو صنعها أو
خلقها (إسمحوا لي أن أستخدم كلمة خلقها إن جاز لي ذلك)) ؟. وهل المخلوق
يخلق؟ فإن كان المخلوق يخلق فهذا يعني ان هناك أكثر من خالق؟ وإن كان هناك
أكثر من خالق فهل يتفقون ولا يختلفون؟ وهل يستوي هذا الكون على وتيرة واحده
منذ أن خُلِقَ حتى وقتنا الحاضر؟.
فكل ما عاشته أمم من قبلنا ونعيشه نحن في وقتنا الحاضر وما ستعيشه أمم
من بعدنا من أحداث كونية حياتية تؤكد على وجود خالق واحد لهذه الطبيعة
المخلوقة وهذا الكون المخلوق وما فيه من مخلوقات مختلفة. فدعونا نتساءل هذه
الأسئلة البسيطة ولا داعي لأسئلة علمية معقدة لا يفهمها الجميع: أليس منذ
بداية الخليقة يوجد في الكون قمراً واحداً؟ وشمساً واحدة؟ وسماءَ واحدة؟
وأرضاً واحدة؟ وليلاً واحداً؟ ونهاراً واحداً؟ وصيفاً واحداً؟ وشتاءً
واحداً؟ وخريفاً واحداً؟ وربيعاً واحداً؟ كل ذلك يدل على الوحدانية. أليست
الفصول الأربعة والنهار والليل إستمرت واحدةً في كل بقعة من بقاع الأرض
ومنذ بداية الخلق حتى وقتنا الحاضر؟. أليست المياه واحدةً؟ والهواء واحداً؟
حتى يومنا هذا؟.
ولو كان هناك أكثر من خالق في هذا الكون كما توصلنا له في
الفقرة السابقة بناءً على تفكير الملحدين لحصل خلافات عديدة بين تلك
الآلهة العديدة، ولإختلفوا حول أوقات الفصول الأربعة أو طول الليل والنهار
أو طلوع الشمس وغيابها ... إلخ.
والإستمرار وثبات كل الحقائق الكونية التي
ذكرناها حتى يومنا الحاضر تؤكد وجود خالق واحد لهذا الكون وليس أكثر من
خالق وتدل على الوحدانية. ولماذا مثلاً لم تحم الطبيعة (إله الإتحاد
السوفياتي وأساس الإلحاد في العالم) من تفككه وضعفه أمام أمريكا؟ وقس على
ذلك الصين وإصابة شعبها بفايروس الكورونا كوفيد-19.
وهل الطبيعة عندها جواب
عن كل تساؤل يخطر على بال الناس المخلوقين حول ما يحدث فيها أو حول ما
خلقت فيها من مخلوقات؟، وكيف تجيب عن كل تساؤل؟ هل أرسلت الطبيعة كتاب بذلك
أو سخَّرت أحدا من خلقها لتأليف كتاب بذلك؟ ... إلخ من التساؤلات التي لا
نهاية لها ولا إجابة عليها؟. فالإنسان العاقل والمنطقي لو فَكَّر في كل ذلك
وأراد إجابة لكل تساؤل يخطر على باله حول الكون وما فيه من مخلوقات لوجدها
في كتاب واحد وهو القرآن الكريم، الذي يصلح لكل زمان ومكان، وكما يعترف
بذلك كبار علماء ومثقفين وعباقرة العالم. وإذا كان الأمر كذلك فنستدل من كل
ما سبق أن هناك خالق واحد أحد صمد لهذا الكون وهو اللـــــــــــــه الذي
لا إلـــه إلا هو.