قلوب ترى لأحمد الأشهب.. 4 ساعات من الجدل في ملتقى السرد العربي

  • جداريات 2
  • الأحد 18 أغسطس 2019, 12:31 مساءً
  • 1786
جانب من المناقشة

جانب من المناقشة


على مدار أربع ساعات متصلة تحلق عدد من المبدعين والنقاد ومحبي الأدب ومتذوقيه حول رواية "قلوب ترى" للكاتب أحمد حمدي الأشهب في ملتقى السرد العربي الدائم بالقاهرة، في ندوة أدارها القاص زكريا صبح، وألقى فيها عدد من النقاد ورقات نقدية حول الرواية، إضافة إلى مداخلات الحضور. 



البداية كانت مع الشاعر السعيد عبد الكريم الذي قال، إن الجديد في رواية "قلوب ترى" هو براعة الإسقاط في فترة محمد نجيب، فالكاتب لا يتحدث عن هذه الفترة لذاتها، وإنما يوظف الإسقاط من خلالها، والإسقاط واحد من الأسباب الذي بسببه يعيش العمل الروائي إذا تم توظيفه بشكل جيد.

وأضاف "عبد الكريم" أن الصراع في الرواية كان الكاتب أحمد الأشهب يجدده في نحت شخصياته، حيث رسمها رسما نفسيا جيدا،  فوصلتنا، لكنه أعطانا مساحة لتخيل الشخصيات والإضافة إلى ما رسمه أيضا.

وتطرق عبد الكريم إلى ما اعتبره "مآخذ لا تقلل من قيمة الرواية"، وكان من هذه المآخذ أن هناك شخصيات مبتورة وتأتي في الرواية سريعا لا تعرف لماذا جاءت ولا لماذا اختفت، مثل البنات اللاتي ذهبن إلى الغيط مع فاطمة، إضافة إلى الإطالة في بعض المواضع مثل إطالة الوصف والتشبيهات التوضيحية.

وأشار "عبد الكريم" إلى مأخذ آخر في الرواية، وهو أن هناك بعض الأمور والأعراف التي جاءت في الرواية ولا تصلح في لغة القرية والفلاحين، ومثل الخلط بين الدار والكوخ الذي وقع فيه أحمد الأشهب، فلا يمكن أن تسمى الدار كوخا والكوخ دارا، مرجعا وقوع الكاتب في هذا الخلط إلى أنه قاهري يعيش في القاهرة ولا يعيش في القرية في الأساس.

وشدد السعيد عبد الكريم في نهاية كلمته على أن ما ذكره من أخطاء قليل جدا بالنسبة لكتابة رواية هي الأولى للكاتب، ولا يقلل من قيمتها في شيء.


الناقد الدكتور حسام عقل، أستاذ النقد الأدبي بكلية التربية جامعة عين شمس، قدم قراءة نقدية ضافية للرواية، حلق فيها حول القضايا التي جاءت في الرواية، مؤكدا أن أحمد الأشهب في روايته "قلوب ترى" معبأ بقضية خرافات القرية التي لا يمكن المرور عليها لماما دون الالتفات لها، وأهمها استخدام البشعة خاصة في القرية وهو بذلك وقف عند نقطة مهمة في تصورات الشخصية المصرية، خصوصا عند البسطاء، وكذلك البقرة المبروكة التي تستخدم كترياق لشفاء المرضى.


ولفت "عقل" إلى أن الأشهب انتقل من القصة القصيرة إلى الرواية ومعه هاجس "الحجم" ولذلك خرج النص- كما يسميه الراحل الدكتور عبدالصبور شاهين-  "مُتَفَنّجًا"، أي متضخما، وكان يحتاج لقص لبعض الزوائد، مضيفا أن من المآخذ أيضا شيوع نمط الميلودراما السينمائي في الرواية، فكلما حار الكاتب في شخصية جعل لها نهاية قدرية أو مصادفة مثل موت علي السرجاني برمزيته بدهس القطار، مؤكدا أن هذا مأخذ على الرواية، ففي السرد يمكن أن تنتهي القصة دون حل، ويكفينا أن نصدّر الأزمة دون أن نحل الأزمة.


واختتم "عقل" بأنه لم يكن هناك داعٍ لهذه الشبكة من العناوين الفرعية داخل الرواية، خصوصا أنها عناوين كلاسيكية، وكان يمكن الاستغناء عنها بترقيم المقاطع، خصوصا أن النص متدفق وفيه الإيقاع الجيد.

وعن الحوار في الرواية قال "عقل" إنه كان معبرا عن الشخصيات وأجاد استخدامه، ولم يكن سببا في تضخم الرواية، بل السبب كان السرد التفريعي في بعض مواضع الرواية.


وقدم آخرون أوراقا نقدية حول الرواية ومنهم الشاعر سلطان إبراهيم الذي علق على عنوان الرواية "قلوب ترى حين يظلم العالم" بأنه طويل وكان يكفي أن يكون عنوانا مكثفا ومن كلمة واحدة، مضيفا أن الرواية بها مسحة رومانتيكية حزينة ربما مرجعها ما ينتاب الكاتب من قلق إزاء ما يكتب.


حول البشعة

أثناء الندوة دار جدل حول ظاهرة البشعة التي جاءت في طيات الرواية، ففي حين اعتبرها البعض خرافة، ومنهم الشاعر سلطان إبراهيم، عدّها آخرون واقعا وحقيقة، لكنها ليست موجودة في القرية بل بين القبائل البدوية ومنهم الكاتب محمد فوزي عثمان، واعتبرها جهازا لكشف الكذب حقيقةً، ليتدخل الدكتور حسام عقل في النهاية ويؤكد أن القبول بما يسمى "البشعة" يعطل عمل المؤسسات القضائية والرسمية، كما استدل على عدم منطقية البشعة بأحاديث من السنة النبوية، مختتما بأن الدكتور حمادة الزهري أثبت أن الاعتماد على البشعة وجفاف اللعاب في هذه العملية محض هراء.

وفي ختام الندوة شكر الكاتب أحمد الأشهب الحضور، مؤكدا أن كل الملاحظات إيجابية وسلبية مقبولة من الجميع "فأنا لا أكتب قرآنا بل أكتب لأتعلم"

تعليقات