ملتقى الفكر الإسلامي: التواضع يدخل العبد الجنة.. وأول صفات عباد الرحمن

ما هي مغالطة المسخ؟!.. هشام عزمي يوضح (فيديو)

الجمعة 17 مايو 2024

أحمد حمدي

الإثنين 10 مايو 2021, 7:39 مساءً

809

ملتقى الفكر الإسلامي

أكد المشاركون في ملتقى الفكر الإسلامي، أن التواضع صفة من صفات عباد الرحمن، وسبب من أسباب دخول الجنة.

جاء ذلك في الحلقة السابعة والعشرون لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، وجاءت بعنوان : "التواضع"، حيث حاضر فيها الدكتور عمرو الكمار مدير أكاديمية الأوقاف الدولية، والدكتور أسامة فخري الجندي، مدير عام المساجد، وقدم للملتقى عمر حرب، المذيع بقناة النيل الثقافية.

وفي كلمته أكد الدكتور عمرو الكمار أن التواضع سمة من سمات المسلم ، وهو من أخص خصال المؤمنين المتقين، ومن كريم سجايا العاملين الصادقين، ومن شيم الصالحين المخبتين ، وكان (صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) القُدوةَ الحَسنةَ لهذه الأُمَّةِ ، فكانَ أفضلَ النَّاسِ وأرحمَهم، وأرْفقَهم في مُعاملةِ أهلِه وعِشرتِهنَّ، كما في هذا الحَديثِ، حيثُ تقولُ عائشةُ (رضِيَ اللهُ عنها): "كان رسولُ اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) يَخصِفُ نَعْلَه"، أي: يَخْرِزُه ويُرَقِّعُه، "ويَخِيطُ ثوبَه"، أي: يُصلِحُ ما قُطِعَ منه بالخَيطِ ليَلْتَئِمَ، "ويَعمَلُ في بيتِه كما يَعمَلُ أحدُكم في بيتِه".

وأشار إلى أن التواضع أول صفة من صفات عباد الرحمن فال تعالى: "وعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا" والكبر دليل على ضعف الإيمان، والمتكبر ليس عنده إخلاص لأنه يعمل العمل من أجل الشهرة، وثناء الناس قال (صلى الله عليه وسلم) : "إنّ أَوّلَ النّاسِ يُقْضَىَ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَيْهِ، رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ حَتّىَ اسْتُشْهِدْتُ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنّكَ قَاتَلْتَ لأَنْ يُقَالَ جَرِيءٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَىَ وَجْهِهِ حَتّىَ أُلْقِيَ فِي النّارِ، وَرَجُلٌ تَعَلّمَ العِلْمَ وَعَلّمَهُ وَقَرَأَ القُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلّمْتُ العِلْمَ وَعَلّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ القُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ وَلََكِنّكَ تَعَلّمْتَ العِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ القُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قارئ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَىَ وَجْهِهِ حَتّىَ أُلْقِيَ فِي النّارِ، وَرَجُلٌ وَسّعَ الله عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ المَالِ كُلّهِ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إلاّ أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلََكِنّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ هُوَ جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَىَ وَجْهِهِ، ثُمّ أُلْقِيَ فِي النّارِ".

وفي كلمته أكد الدكتور أسامة فخري الجندي أن غاية رسالة الإسلام هو الأخلاق قال (صلى الله عليه وسلم) " إنما بعثتُ لأتممَ مكارمَ الأخلاقِ" والتواضع هو الطاقة التي تحرك الإنسان نحو صناعة الجمال في المجتمع ، فينبغي على الانسان أن يتواضع بما وهبه الله ، لكي نحقق الجسد الواحد الذي هو الطريق إلى البناء والعمران ، والتواضع باب رئيس لصناعة الخير وباب لصناعة الحضارة ، والتواضع سبب رئيس لدخول الجنة ، قال (صلى الله عليه وسلم) : "حُرِّمَ على النار كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ ، سهلٍ، قرِيب من الناس" والتواضع من أهم الصفات التي تجعل الإنسان محبوباً لدى الله قبل الناس، فمن تواضع لله رفعه وذلك لأن التواضع خلق لين ورقيق ودائماً يكون صاحبه على منزلة عالية من حب الله والناس له قال (صلى الله عليه وسلم) : "وما تواضع أحدٌ لله إلَّا رفعه الله" ، والتواضع خلق نبينا (صلى الله عليه وسلم) فعَنْ أَنَسٍ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ) قَالَ: "لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) الْمَدِينَةَ أَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ بِيَدِي -وَأَبُو طَلْحَةَ هُوَ زَوْجُ أُمِّ سُلَيْمٍ أُمِّ أَنَسٍ (رَضِيَ اللهُ عَنْهَا)، فَأَخَذَ بِيَدِ أَنَسٍ، وَفِي رِوَايَةٍ: أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ أَمَّهُ هِيَ الَّتِي أَخَذَتْ ِبيَدِهِ إِلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) ، فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم)، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَنَسًا غُلَامٌ كَيِّسٌ فَلْيَخْدُمْكَ، قَالَ: فَخَدَمْتُهُ فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ، فَوَ اللَّهِ مَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ : لِمَ صَنَعْتَ هَذَا هَكَذَا؟ وَلَا لِشَيْءٍ لَمْ أَصْنَعْهُ: لِمَ لَمْ تَصْنَعْ هَذَا هَكَذَا؟!".