رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

وسيم الزاهد يكتب: هل يظلم الله الفقير؟

  • وسيم الزاهد
  • الإثنين 10 مايو 2021, 5:56 مساءً
  • 1264
الإلحاد الجديد

الإلحاد الجديد

تمر الأزمان وتتعاقب الأجيال وتتبدل الشعوب وتختلف الثقافات ولا يزال طائفة كبيرة من الناس على الأرض يبلغ عددهم الآن في 2021م حوالي ملياري شخص يمتنعون عن الطعام والشراب طوال النهار لمدة ّثلاثين يوما ً بشكل متواصل تحت مسمى الصوم؛ ويقول أكثرهم بأن هذا يساعدهم على الشعور بالجوعى والمحتاجين والارتقاء بالمشاعر الإنسانية تجاه الفقراء... 

إن قلنا بأن ذلك هو الهدف والفائدة من الصوم (وهو فهم ناقص)...

 ألم يكن من باب أولى ألا يستوجب الصوم على الفقير الذي يعاني الجوع والحاجه طوال السنة؟؟ّ

والحقيقة أن لوجوب الصوم في الشريعة الإسلامية إلا على المرضى والمسافرين وغيرهم ممن لا يجب عليه الصوم  أهداف أخرى، من ذلك أن في الصوم ترسيخ لمعاني الألوهية ولعظمة الإله في القلوب التي تجعل المسلم يمتنع عن الطعام والشراب حتى إن فعل ذلك متسترا ً.. والوازع الداخلي الذي ينشأ من ذلك هو الذي يضمن الأمان للمجتمعات بعد أن خاب ظننا لأكثر من مرة في أن رادعا ً مرئيا ً قد يضمنه لنا كالكاميرات مثلا ً وسقط ذلك أمام أعيننا بعد الخسائر التي قدرت بمليار دولار نتيجة النهب والسرقة بعد حادث نيويورك (حادث انقطاع الكهرباء في نيويورك 1977م) لذلك يجب أن يكون الرادع من الداخل وهذا ما ينميه الصوم بداخل المسلمين.

 الصوم يضمن صورة اجتماعية هادئة تخلو من السب والشتم حيث أن الصائم يمتنع عما لا يليق من القول ويكتفي بقوله "إني صائم" بدلا من أن يصدر أي ردة فعل غير مقبولة.

 الصوم مأمنة لكل إمرأة من التحرش والمضايقات؛ لأن ذلك قد يفسد صوم أحدهم كالطعام والشراب  فلابد له أن يمتنع عن أي شئ قد يثير غرائزه الجنسية.

 الصوم يرقى بالعلاقة بين الأزواج حيث يبتعد الزوج عن زوجة طول فترة الصوم.. وحتى يرى الزوج زوجته كشريكة حياة ليست مجرد لعبة فراش يعبث بها متى شاء.

 حتى وإن قال البعض بأن الإله وهم وأن الدين مجرد اضطرابات عصبية وأن الصوم خرافة تاريخية تناقلتها الأجيال.. فلا يمكن لأحد أن ينكر أنه يضمن للمجتمع وللفرد حتى لغير المسلم حياة أفضل لمدة ثلاثين يوما ً وأنه يدرب المسلمين على أن يكونوا بهذه الصورة طوال أشهر السنة، ولا يمكن لأحد إنكار فوائده الصحية التي يحتاجها الغني والفقير والمؤمن وغير المؤمن، فالصوم يساعد الجسم على مكافحة الأورام والسرطانات، ويساعد على تخفيض نسبة الدهون الثلاثية في الدم، وينظم البروتينات الواقية من مرض آل زهايمر...) وتم اثبات هذه الفوائد وغيرها في دراسة علمية نشرت في مجلة عالمية في أكتوبر من عام 2020م ويمكنك قراءة الدراسة من خلال الرابطhttps://www.nature.com/articles/s41598-020-73767-w

وكوجوب الصوم على الفقير.. فواجب على كل كل مستطيع أن يخرج من ماله عن نفسه وعن كل فرد من أسرته حتى الطفل الرضيع  قبل انتهاء شهر الصوم حتى يعطى للفقير ما يكفيه (زكاة الفطر) ولا يقل وجوب ذلك عن وجوب الصوم شيئا ً؛ لأن الله لا يظلم أحدا ً.

أرجو أن تبحث بحيادية.. وأن تكون متصالحا ً مع نفسك.. وأن تنصت إلى صوت الفطرة الذي بداخلك.

   

تعليقات