رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

فوزية رشيد تكتب: ما بين الفكر الإسلامي والإلحادي!

  • د. شيماء عمارة
  • الأحد 09 مايو 2021, 12:15 مساءً
  • 643
الإلحاد

الإلحاد

حين تحدثنا في مقالات سابقة عن ظاهرة غريبة بدأت تتصدر الحياة الاجتماعية العربية ووسائل التواصل الاجتماعي، فإننا لم نكن نطرح رؤية دينية أو فقهية أو تخصصية في الدين وقوامه القرآن والسنة النبوية الصحيحة، وإنما كنا نرصد الظاهرة (كظاهرة اجتماعية) شاعت في السنوات الأخيرة، وبدأت قبلها بعقود من جانب بعض المفكرين الملحدين واللادينيين، الذين أعلنوا أنفسهم كمفكرين دينيين أو باحثين في الإسلام والفكر الإسلامي، ومن ثم كمفسرين أيضا ومتصدين للتأويل في النص القرآني، وهذا ما وجب لفت النظر إليه، وحيث أصبح لهؤلاء متطوعون من الذين لا ثقافة دينية عميقة لديهم لنشر الأفكار أو تفسيرات الفكر الإلحادي «الديني» بحماس، ولا أعرف كيف يجتمع «الفكر اللاديني» بالإصلاح في الدين ويطرح رؤى في التفسير والتأويل للنص القرآني!

‭‬ ما قلناه هو أن (الإلحاد واللادينية) لا تُعطي أصحابها المصداقية في التفسير والتأويل للنص القرآني، وحيث للتفسير والتأويل أسس وأصول علمية وإيمانية راسخة، تهدف إلى ترسيخ القرآن والسنة الصحيحة، لا إلى هدمهما أو اللغو فيهما وتشويههما! ومن جانب آخر فإن علوم الحديث والفقه والتفسير لا صلة لهما بالفكر الذي ينسب إلى نفسه أنه «فكر ديني»، والذي تتنوع فيه المشارب والغايات عبر العصور! مثلما لا صلة له بالقراءات والفلسفات المختلفة! فيما تعدد المذاهب معروفة أطروحاته المتوافقة في الجوهر والمختلفة في بعض الأمور الشكلية حول كيفية الوصول إلى ذلك الجوهر، وهناك (فرق دينية) لا تنتمي إلى أصول المذاهب المعروفة لدى المسلمين والغالبية السنية، بل هي صنعت لنفسها ملامح عقيدة أخرى، وإن لبست اللباس الإسلامي، ومن هؤلاء ما نراه في (الفرق الباطنية) ولنا حديث عنها في مكان آخر، إلى جانب الجماعات التي تمثل (التطرف الفكري والإرهابي) وتدعي نسبها إلى الإسلام، وهي الجماعات التي يرفضها المسلمون قبل غيرهم! وحول هؤلاء وهؤلاء هناك مواقف وتوضيحات تأصيلية في فهم الدين الإسلامي من علماء الدين البارزين عبر التاريخ حتى يومنا هذا، وإظهار ما يشوب فكر الفرق الباطنية والجماعات المتطرفة «الخوارج» من تهافت فكري في التفسير والتأويل بل والانتساب إلى الإسلام بقرآنه وسنته، رغم أن المرويات وكثير منها موضوع هي أساس منطلقهم الديني!

حين يكون «الملحد أو اللاديني» قد وضع نفسه على سلّم الإصلاح الديني هنا يكمن الخلاف، وخاصة حين يتحوّل هؤلاء إلى (ظاهرة اجتماعية-دينية) تنتهز كل المناسبات لطرح الشبهات والشكوك، ليس في الموروث التاريخي أو الفكر الديني وإنما في النص القرآني والسنة الصحيحة، بقصد الهدم لا البناء، وطرح الشكوك حتى حول أركان الإسلام المعروفة! هؤلاء من نرصد ظاهرتهم، ولا ندعي الحديث في فقه الدين وتخصصاته برؤية خاصة كما يريد البعض حشرنا فيما لم نقله!

 وما بين النص القرآني والموروث الديني والموروث التاريخي فروق أساسية، فالقرآن كلام الله، والموروث إما بناءً عليه وإما لغو فيه! وفارق كبير بين اجتهادات عميقة (لمفكرين إسلاميين حقيقيين) في الشأن القرآني والحديث النبوي والفكر الإسلامي، وتأويلات وتفاسير لنماذج فكرية تعلن إلحادها وكرهها للإسلام، أو تدعي أنها تعمل للإصلاح الديني! بينما الهدف هو الهدم، والمنهج هو التشكيك والتشويه كغاية، والوسيلة خلط النص القرآني بالموروث الذي يجمع بين الغث والسمين! وللحديث بقية.

تعليقات