دعوات للتنازل عن حماية براءات الاختراع حول لقاحات كورونا من أجل سلامة البشرية

  • د. شيماء عمارة
  • الجمعة 07 مايو 2021, 10:41 صباحا
  • 1169
التنازل عن براءات اختراع لقاح كورونا

التنازل عن براءات اختراع لقاح كورونا

تزايد الدعم الدولي للاقتراح الأمريكي بوقف العمل ببراءات اختراع لقاحات فيروس كورونا التي توجد حاجة ماسة لها.

جاء الاقتراح الأمريكي، في وقت سجلت فيه الهند عددا قياسيا من الوفيات والإصابات جراء الموجة الوبائية التي تجتاحها.

وتواجه الدول الغنية اتهامات بتكديس الجرعات، بينما تكافح الدول الفقيرة لإطلاق برامج التطعيم وتطويرها، ففي حين يتفشى الفيروس في كلّ الدول النامية تعمل أوروبا والولايات المتحدة على تخفيف القيود الصحيّة.

وتحت الضغط الشديد لتخفيف حماية حقوق الملكية، قالت ممثلة التجارة الأمريكية كاثرين تاي في بيان الأربعاء، إن واشنطن "تدعم التنازل عن تلك الحماية للقاحات كوفيد-19".

وأشاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس الأربعاء، بما وصفه بأنه "قرار تاريخي" للولايات المتحدة.

كما أشاد الاتحاد الأفريقي بالموقف الذي وصفه بأنه "تعبير ملحوظ عن الريادة".

لكن في أوروبا، أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن تردد في التنازل عن براءات الاختراع، لكنها قالت الخميس إن بروكسل مستعدة لمناقشة الاقتراح، وهو موقف رددته ألمانيا.

رغم ذلك، أظهرت عواصم أخرى حماسة للفكرة بينها باريس وروما وفيينا.

وقال وزير الصحة الإيطالي روبرتو سبيرانزا "علّمنا هذا الوباء أنه لا يمكننا الانتصار إلا معا".

كما أيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فكرة التنازل عن حماية براءات الاختراع للقاحات، في وقت سجلت روسيا لقاحا جديدا من جرعة واحدة باسم "سبوتنيك لايت".

ولقي الاقتراح معارضة من منظمة تمثّل شركات أدوية كبرى، ووصفت الموقف الأمريكي بأنه "مخيب للآمال"، محذّرة من أن الأمر قد يعيق الابتكار.

وبعد إعلان الولايات المتحدة، تراجعت أسهم شركات تصنيع اللقاحات المدرجة في آسيا.

ويقول مؤيدو الاقتراح إن تخفيف قيود براءات الاختراع سيحفّز إنتاج لقاحات منخفضة التكلفة، ما يساعد البلدان الفقيرة التي تكافح من أجل تحصين شعوبها.

ويجادل المعارضون أن الخطوة ستضر بحقوق الملكية الفكرية وتضعف حافز الربح، وتؤثر في النهاية على البحث والابتكار في مجال الأدوية.

وقالت شركتا بيونتك الألمانية، وفايزر الأمريكية، إن حماية براءات الاختراع لا تعيق إنتاج أو إمداد لقاحات كوفيد، وإلغاؤها لن يؤدي إلى زيادة عدد الجرعات على المديين القصير والمتوسط.

وتقود الهند، المعركة للسماح لمزيد من صانعي الأدوية بإنتاج اللقاحات، حيث تواجه طفرة وبائية أدت إلى وفاة مرضى في الشوارع وعلى أبواب المستشفيات بسبب نقص الأسرة والأكسجين الطبي.

وأعلنت نيودلهي، الخميس، عن ما يقرب من 4 آلاف وفاة جراء الفيروس وأكثر من 412 ألف إصابة، وكلاهما رقمان قياسيان جديدان قوّضا الآمال في تراجع الطفرة الكارثية بعد أيام شهدت انخفاض عدد الإصابات.

وحذر مسؤول هندي رفيع، الأربعاء، من أن الأسوأ قادم، ووصف الموجة الثالثة بأنها "حتمية نظرا لارتفاع مستويات انتشار الفيروس".

وقال إن البلاد بحاجة ماسة إلى المزيد من الأكسجين من دول أخرى.

وصرّح المستشار العلمي الرئيسي للحكومة الهندية ك. فيجاي راغافان أنه "يجب أن نستعد لموجات جديدة".

وأفادت دراسة جديدة أن حوالي 230 مليون هندي صاروا فقراء بسبب الوباء العام الماضي، والشباب والنساء هم الأكثر تضررا، وتهدد الموجة الحالية بتفاقم المأساة الاجتماعية.


كما زادت أيضا الإصابات في مصر وعلى إثرها أعلنت الحكومة إغلاقا جزئيا للمراكز التجارية والمطاعم وألغت احتفالات عيد الفطر للحد من انتشار الفيروس.

وسجلت حتى الآن قرابة 232 ألف إصابة بينها أكثر من 13 ألف وفاة حيث قال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي إنها تشهد "موجة ثالثة".


احتفالات العيد مهددة أيضا في ماليزيا ذات الأغلبية المسلمة، حيث أقرت قيود جديدة في العاصمة كوالالمبور تسمح فقط للأعمال التجارية الأساسية بالعمل بعد تسجيل أكثر من 3 آلاف إصابة يومية مؤخرا.


بدورها، تحركت السلطات الأسترالية، الخميس، لاحتواء بؤرة وبائية في مدينة سيدني بعد عدم رصد أي إصابة محليّة منذ أكثر من شهر.


ومثل الهند، سجلت الأرجنتين أرتفاعًا قياسيًا لوفيات كوفيد-19 هذا الأسبوع، مع 633 وفاة خلال 24 ساعة الأربعاء، على الرغم من القيود المتزايدة للحد من حركة الناس في أنحاء البلاد.


مع استعداد أوروبا لموسم العطلة الصيفية، أضيفت إسرائيل إلى قائمة الاتحاد الأوروبي للبلدان الآمنة التي يمكن لمواطنيها السفر بحرية إلى القارة.

وفي عالم الرياضة، هناك أمل في تنظيم الألعاب الأولمبية في طوكيو حيث قال تحالف "فايزر-بايوتيك"، إنه سيوفر اللقاحات للرياضيين.

وأودى الوباء بأكثر من 3,2 مليون شخص في أنحاء العالم منذ ظهوره لأول مرة أواخر عام 2019، وفق بيانات رسمية جمعتها وكالة فرانس برس.

والولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تضررا بحوالي 580 ألف وفاة، تليها البرازيل بأكثر من 414 ألفا ثم الهند بأكثر من 230 ألفا.

تعليقات