عباس شومان يكتب: كورونا تكشر عن أنيابها

  • أحمد حماد
  • الثلاثاء 27 أبريل 2021, 3:52 مساءً
  • 725
عباس شومان

عباس شومان

 لا أعرف هل كورونا مذكر أو مؤنثة؟ وحيث إنني أنتمي إلى نوع الذكور، فأعتبرها أنثى وبكل تأكيد  فإن النساء قد حسمن أمرها فهي مذكرة عندهن بلا أدنى احتمال، ويمكن من باب الحل الوسط أن نعتبرها من النوع الثالث، وأفضل من ذلك كله أن نعتبرها من عالم الجن غير المؤمن مع أنها لم تقيّد في رمضان، ويحتمل أن تكون مجمل شياطين الجن والإنس وما لا نعلمه من خلق الله.

وبعيدا عن هذه المداعبة الاستهلالية من باب البحث عن ابتسامة في زمن كورونا التي ضيقت مساحاتها، فإن المؤكد أن هذه الكورونا تضرب بشدة غير مسبوقة ولم يشفع للناس عندها الصيام ولا القيام، حتى صعيدنا الذي ضلت الطريق إليه في جولاتها السابقة، حتى ظنناها أرادت أن تعوضه عن تجاهله من بعد عصر الفراعنة إلى زماننا، استهدفته في جولتها الحالية بكل قوتها، ولم يشفع لأهل الصعيد عندها الفقر الصحي وتواضع المستشفيات بكافة أنواعها، وعجزها عن تلبية حاجات الناس قبل وصول هذا الزائر غير المرغوب فيه أو فيها، لينطبق عليها قول القائل: أبنت الدهر عندي كل بنت فكيف وصلت أنت من الزحام؟ والمثل العامي: مقدرش يقوم قال: إعقلوه، ومع تمنيات السلامة للناس أجمعين وبخاصة أهلنا في الصعيد، ومع مطالبة الجميع بأخذ كافة وسائل الحماية والوقاية، وإذا كان الكحل فوق قدرات أهلنا في الصعيد، وإذا كانت الكمامات لا تناسب حالهم وأعمالهم، وينظرون إليها على أنها من الترف المدني تصبيرا لأنفسهم على عدم قدرتهم المالية، فلديهم البصل وقد يكون أجدى من كحلنا في المدن التي نعيش فيها وإن كنا من أعماق الصعيد  وبه نفخر، وليعلموا أن بصلهم الذي يكثر في بيوتهم قد لايتيسر لنا، لنفس أسباب مشقة الحصول على الكحل والكمامة عندهم.

أتمنى أن تكون القوة التي تضرب بها كورونا هي قوة المحتضر وليس دليل فتوة وعنفوان شباب، وفي الحالتين ليس لها من دون الله كاشفة.

تعليقات