فوزية رشيد تكتب: الملحدون واللادينيون ورمضان!

  • د. شيماء عمارة
  • الأحد 18 أبريل 2021, 10:58 مساءً
  • 886
محاولة الملحدين في كتم صوت المؤمنين وكبح حريتهم العقائدية

محاولة الملحدين في كتم صوت المؤمنين وكبح حريتهم العقائدية

منذ ازدياد انتشار الرسائل على وسائل التواصل الاجتماعي زادت في السنوات الأخيرة أيضا رسائل الملحدين وهدفها إثارة الشبهات في الإسلام وأركانه! وفي كل مرة ما إن تحل مناسبة دينية كشهر رمضان، أو الحج، أو سنة صيام ستة أيام من شوال لمن يريد، أو الإسراء والمعراج أو أي مناسبة دينية أخرى أو حتى ما يتعلق بمراكز تحفيظ القرآن، حتى تزداد (فتاوى الملحدين واللادينيين)! الذين أصبحوا اليوم يجاهرون، بل يتفاخرون بإلحادهم ولادينيتهم! باعتبار أنهم وحدهم أصحاب العقول العلمية رغم تهافت منطقهم!

فيأتون بكل ما سبق نشره على وسائل التواصل الاجتماعي (من أفكار تشكيكية ومن شبهات)، وفي شهر رمضان مثلا شبهة إن كان الصوم فريضة أم لا؟! وسندهم قائم على (تأويلات) لبعض من اشتهروا كمفكرين وباحثين في الإسلام مثل «سيد القمني» و«محمد شحرور» وغيرهم ممن امتلأت الساحة العربية بتأويلاتهم الدينية بشكل عام وللقرآن الكريم بشكل خاص!

رغم أن بعضهم يعلن في ندواته المسجلة إلحاده ويعتبر أن الإسلام أكبر خطر على البشرية! وهذا ما قاله بوضوح «سيد القمني» في إحدى ندواته المصورة!

الكُتاب الملحدون واللادينيون العرب هم في أغلبهم صدى الصوت للإلحاد في الغرب! وفي أغلبهم أيضا يعانون من الإفلاس الفكري والروحي، فيأتي (هواة الإلحاد) من المتأثرين بهم وبأفكارهم التي تم تفنيدها ليعيدوا تكرار ما يقوله هؤلاء على وسائل التواصل الاجتماعي، وكأنهم بصدد التذكير السنوي بها! وغايتهم في ذلك مفضوحة وهي ضرب الأحوال الإيمانية والروحية التي ترتفع في شهر رمضان تحديدا لدى كل المسلمين وفي أيام الحج وغيرها من مناسبات دينية التي هي أركان في الإسلام كالصلاة مثلا التي تم التشكيك في وجوبها! ولكأنهم يعلنون بشكل أو بآخر الغيظ الذي ينتابهم في هذه المناسبات، فيمارسون (تسلطا فكريا) على عقول المؤمنين رغم ادعائهم أنهم من أصحاب حرية الرأي والمعتقد! ولكأن تلك الحرية تطول كل الجوانب التي يريدون انتشارها من فواحش وإباحية، إلا الإسلام والإيمان فهما في نظرهم لا شأن لهما بتلك الحريات! وهذا أكبر إفلاس فكري!

‬ وهم ينبشون في كل ما يثير الشبهات في نظرهم رغم أنها مردود عليها من كبار علماء الدين، يذهبون أيضا إلى النبش في (التأويلات التي لا سند قرآني لها)، وإلى الاستشهاد بنصوص «توراتية» ومقارنتها بالنص القرآني! وكأن التوراة المحرفة هي الشاهد على القرآن المحفوظ! ومن تلك المقارنات أيضا قصص الأنبياء رغم ما هو معروف عن حجم التلاعب اليهودي بها، وبتلك القصص وبمرويات كثيرة أخرى واستبدالها «بالتلمود والكابالاة» اللذين يتم تقديسهما أكثر من التوراة نفسها عندهم!

هذا الانشغال من (الملحدين واللادينيين) بالدين الإسلامي تحديدا ليس حبا فيه وفي أصحابه المؤمنين، إنما هدفه الأول والأخير هو طرح الشكوك والشبهات حول القرآن والسنة وقصص الأنبياء، لتبرير (اللادينية أو الإلحاد) عندهم! وحين يزداد هجومهم في المناسبات الدينية تحديدا فذلك لمحاولة بائسة لصرف المؤمنين عن إيمانهم بحسب ظنهم، بفتح الباب أمام المهاترات الدينية، واللغو في القرآن! (وخاصة ممن يريد نزع القدسية عنه كقرآن محفوظ) وإسباغها للمفارقة على (اجتهادات وتأويلات) من كتاب يصورون أنفسهم أنهم وحدهم من يمتلك الحقيقة المطلقة! فيما هم لا يمثلون قيد خردلة من (المعرفة الدينية الشمولية) التي لا تنفصم عن بعضها مثل علوم التخصص المطلوب في الدين والشريعة ومقارنة الأديان وما يرتبط بها من علوم الحضارات والتاريخ وعلوم اللغة العربية وأصولها القديمة وهي لغة القرآن، إلى جانب علوم التفسير والأحاديث في السنة النبوية! لذلك يكون أحد أهداف استهدافهم علماء الدين الذين يملكون عمقا دينيا ومعرفيا حقيقيا فيحاولون بالمرة إسقاطهم وإسقاط هيبتهم الدينية! والحملة التي يشنونها على الأزهر وعلى شيخ الأزهر كمثال تدل على ذلك.

‭{‬ حين يتحول طرح الشكوك والشبهات والمهاترات إلى (غاية قصوى) لدى هؤلاء ويتم البناء عليها لهدم الإسلام تحديدا كما يعتقدون والدين عامة لتبرير إلحادهم أو لا دينيتهم، فذلك يعني (بعد المجاهرة والمفاخرة) أن يتم شن الهجوم تلو الآخر دائما وخاصة حين يحل موعد مناسبات دينية كرمضان وإعادة أسطوانة (الرؤى اللادينية والشطحات) بحجة العمل على إصلاح الخطاب الديني! الذي لا يفهمون في فقهه شيئا، وأن القرآن محفوظ ممن أنزله على البشرية، ولا كلام فوق كلام الله جل وعلا.

الأمر يا سادة أبسط من كل ذلك ولا يحتاج إلى كل هذا اللغو في الدين، فمن آمن فلنفسه ومن ضل وكفر فعليها، أم أن هؤلاء يعملون على إكساب مفهوم الحرية للإلحاد واللادينية فقط! وإسقاط حرية الناس في الإيمان والعبودية لله وحده؟! .


********************************

هوامش

********************************

المقال من موقع: أخبار الخليج

تعليقات