باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
عزة عز الدين
أرملة وزير سابق، على قدر كبير من الرقي والجمال وحسن الخلق، كرست حياتها
بعد وفاة زوجها لتربية ابنها حتى اشتد عوده، تغافلت عن حاجتها للمودة بوجود رجل في
حياتها ونست أنها امرأة، حتى قابلها من حرك مشاعرها وبادلها ذات الشعور، جمعهما حب جارف لم تستطع مقاومته، ولأنها امرأة
حرّة، مستقيمة لم تقبل بأي تجاوز، فوجدت نفسها على المحك، إما أن تبتعد تماماً
تقديراً لأعراف مجتمعية ظالمة تسلب حقها في حياة مكملة واحتراماً لشعور ابنها
الشاب ذو الفطرة الحساسة والغيرة المفرطة على أمه، وإما أن تستجيب لنداء القلب
والروح وتمارس حقها الذي كفله لها الشرع.
ولأن كلا الاختيارين قاس فقد استقرت على حلٍ وسط في منطقة رمادية باهتة
ووضع غريب، تزوجت رجل الأعمال الذي أحدث في حياتها طفرة، ولكنها اشترطت أن يكون
زواجاً سرياً لم تخبر به أحداً سوى صديقتها المقربة جداً.
كانت تلتقي بزوجها في فيلا خاصة كلما سمحت لهما الظروف، تقضي معه ما تيسر
ثم تعود لابنها ويعود هو لأسرته.
بعد فترة ألح
عليها في أن يعلن زواجهما رفضاً لهذا الوضع الغير لائق من وجهة نظره وهو الرجل
المحترم الواضح الذي لا يجد غضاضة في مواجهة المجتمع وكل أصحاب الحقوق لديه بزواجه
الثاني الذي كفله له الشرع.
وبعد إلحاح قبلت ولكن أجلت هذا الإشهار إلى أن ينتهي ابنها من امتحانات
بكالوريوس الصيدلة حتى لا تربك نفسيته، خاصةً وهي تثق أنها بصدد معركة إنسانية
نفسية حامية.
في لقاءٍ أخير بينهما يتناول من يديها وجبة سمك وقبل أن يفرغ من طعامه يلفظ
أمامها أنفاسه الأخيرة لتجد نفسها في صدمة أقوى من استيعابها تصرخ وتصرخ ثم تغادر
الفيلا في هلع دون أن تبلغ عن وفاته فتقوم
بهذه المهمة صديقتها المقربة وقد باتت هي في انهيار تام.
تتوالى الأحداث ليتضح أنه مات مقتولاً بنوعٍ خاص من السم وتتشعب التفاصيل
حتى ينكشف المستور وتُتَهم هي في جريمة القتل.
من أقوى المشاهد مشهد المواجهة بينها وبين أخيها لواء الشرطة الذي يصرخ في
وجهها مستنكراً ما فعلت ويسألها إن كانت أخفت هذا الزواج على ابنها احتراماً
لمشاعره فلماذا تخفيه على أخيها!!! وهو من
يقدر تماماً حقها الشرعي في ذلك، ثم
يستقيل من وظيفته الشُرطية ويرتدي ثوب المحاماه في أول قضية له كمحامٍ، تلك القضية الشائكة المتهمة فيها شقيقته.
تتوالى الأحداث المؤلمة جداً ليأتي مشهد النهاية عاصفاً حين يعترف الابن
أنه القاتل، نعم هو من دسّ السم في السمك
بعد إعداده، واثقاً أن أمه لن تأكل معه لأنها مصابة بحساسية بالغة للسمك.
وقد أقبل على
جريمته ودبّر لها بإتقان حين اكتشف أن ثمة علاقة بين أمه وهذا الرجل، وصور له
الشيطان أنها علاقة آثمة فأقبل على القتل غيرة ورفضاً وانتقاماً ثم سقط مذهولاً
مذعوراً فنقلوه لمصحة نفسية خرج منها مباشرة على المحكمة يوم النطق بالحكم ليُدلي
باعترافه الصادم ويُحكم عليه بالأشغال
الشاقة.
هكذا كان الثمنُ باهظاً، ثمن الخوف من مجتمع لا يُنصف، ومن موقف أناني
متعسف لأولاد ينكرون على أمّهم حقاً كفله لها الشرع.
امرأة في ورطة من أجمل ما قدمت الدراما المصرية، عملاً اجتماعياً شديد
الحساسية يطرح قضية شائكة أزعم أنها قضية رأي عام.
امرأة في ورطة تفوقت فيه إلهام شاهين على نفسِها وهي تقدم دور
"ندى" الأرملة مرتين، والأم
الملكومة التي تسببت بتصرفها الأحمق" وإن كانت حسنة
النية" في القضاء تماماً على مستقبل وحيدها.
المبدع ياسر علي ماهر في دور الأخ
اللواء ثم المحامي "خالد" انتقل
بانفعالاته ببراعة وصدق بين كل موقع وموقف ومرحلة ليحفر في الوجدان بصمة قوية تضيف
لرصيده الإبداعي الكثير، وتثمّن دور الأخ " السند".
امرأة في ورطة جعلتني أشعر بورطة حين تساءلت حائرة أيهما أحق أن يُتّبع
المجتمع بأعرافِه وتقاليدِه المجحفة أحياناً والنظرة الأنانية للأولاد، أم الأحق
نداء الفطرة والرغبة في حياة متوازنة مكمّلة يكفلها الشرع ولا يُظلم فيها أحد؟