متفق عليه.. كيف قاد التنوير أوروبا إلى الإلحاد؟

  • أحمد حماد
  • الثلاثاء 13 أبريل 2021, 5:45 مساءً
  • 860
متفق عليه

متفق عليه

التنوير مصطلح غامض، حتى الآن لم يتم تعريفه بالشكل المطلوب، الأمر الذى أدى إلى حدوث كوارث، مجتمعية، ودينية، وهو ما يتطلب وقفة حاسمة، لمنع تلك الأزمات من السير في طريقها.

وفي هذا الإطار، ناقش برنامج "متفق عليه"، الذي يقدمه الإعلامي أحمد الفولي، عبر شاشة قناة الندى، في حلقته الأولى معنى التنوير، بحضور الدكتور حسام عقل، الناقد الأدبي الكبير، ورئيس ملتقى السرد العربي الدائم بالقاهرة، والدكتور هيثم طلعت الباحث المتخصص في الرد على الملحدين.

وقال الدكتور هيثم طلعت، إن التنوير يحمل صورتين، الأولى تتعلق بالإصلاح الديني، وتجديد الخطاب الديني، ووضع سياقات معينة لإعادة الناس للدين الصحيح، ونزع الخرفات والبدع، وهو موجود ونحض الناس عليه، ونتمنى أن تقوم المؤسسات الدينية مثل الأزهر بالعمل عليه.

أما الصورة الثانية، وهي المتعلقة بتأويل النص الشرعي، والنصي الديني، وإخرجه عن معناه، وهو أخطر ما يكون، وهذا النوع من التنوير ظهر في أوروبا من 200 سنة، وهو ما قاد أوروبا إلى الإلحاد.

وأوضح هيثم طلعت، أن التونير الذي يهدف إلى إخراج النص عن معناه، يضعف النص، والتسليم له في قلب المسلم، وهو بهذه الصورة خطوة أكيدة نحو الإلحاد.

وبين هيثم طلعت، أن الهدف من وراء الحملات التي تنادي بالتنوير، هو إسقاط قيمة أهل العلم في قلب المسلم، وتغيير النصوص، حتى لا يستدل بعد ذلك بكلام أهل السلف، في دعوات التنويريين الباطلة.

وأشار طلعت إلى أن الإلحاد الذي ينتج عن دعوات التنوير الباطلة، يضيع على الناس أخلاقهم، لافتًا إلى أن الهجوم على الأئمة، هدفه الوحيد إسقاط النص الشرعي في قلب المسلم، وتفسير النصوص على هوى الملحدين.

وأكد هيثم طلعت، أن الحروب التي عاشها العالم في القرون الأخيرة بسبب دعوات التنوير، ولعل حروب هتلر ضد اليهود، أبرز الأدلة على ذلك، مشيرًا إلى أن الدين لم يكن يومًا سببا في إقامة حرب.

من جانبه قال الدكتور حسام عقل، إن دعوات التنوير بهذه الصورة التي نعيشها الآن، تحاول أن تجعل من القرآن الكريم نصًا تاريخيًا، وهذا أسوأ ما يكون، لأن القرآن وجد للأمس ، ولليوم، وللغد.

وأكد حسام عقل، أن مصطلح التنوير، ولد في أوروبا عام 1874 من خلال مقالة في مجلة برلين الشرقية بعنوان: "ما التنوير؟"، ولم يكن الهدف منه الدعوة إلى الإلحاد، أو ما نرهاه في عصنا هذا، وهناك تعتيم متعمد تجاه هذا المقال.

وحذر رئيس ملتقى السرد العربي الدائم بالقاهرة ممن يسمون أنفسهم بالتنويريين العرب، لأن أغلبهم لا يعرف في الأصل معنى التنوير، ولا الهدف المراد منه، وبالتالي يساهمون في نشر الإلحاد بين الشباب.

ولفت حسام عقل، إلى أن دعاة التنوير حاليا، يريدون أن يدفعوا بالثقافة والكتب إلى حالة عدمية، وأن تتحول الكتب إلى علامات تدور في الفراغ، مشيرًا إلى أن ذلك أدى إلى ظهور الإحباط بين الشباب.

وأكد عقل أن الهدف الحقيقي من التنوير هو أن ننقل الناس من التخلف إلى النور والحضارة، وليس في هذه ليس مشكلة، والإسلام هو أول ما نادى بذلك، فبعد أن كانت المرأة تدفن حية، كرمها، وأصبح لها مكانتها الخاصة.

 شاهد الحلقة كاملة من هنا.

 

تعليقات