فاضل متولي يكتب: أيها الرجل؟

  • د. شيماء عمارة
  • السبت 09 يناير 2021, 04:59 صباحا
  • 1014
الأديب فاضل متولي

الأديب فاضل متولي

أيها الرجل:

أيها الزوج:

الخطأ الذي يقع فيه أكثرنا أننا نعامل أزواجنا تبعا لوجود أو انعدام العاطفة نحوهن: فإذا كان الزوج يكره امرأته أو على الأقل لا يحبها فإن هذا الكره أو السلبية في العاطفة تظهر جلية في معاملاتنا أزواجنا. وأنا آسف وأرجو أن تفسح لي صدرك: إن هناك اعتبارا آخر نسيه أكثرنا وكان علينا أن نضعه أولا:

وستتبين هذا الاعتبار عندما تتذكر هذه الجمل القدسية من كلام الله:

"ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف"

وعاشروهن بالمعروف"

فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا"

ومن آخر وصايا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في اللحظات الأخيرة قبل موته: "اتقوا الله في النساء"

هذه الوصايا المقدسة تلفت أنظارنا إلى أنه قد بقي اعتبار مهم بل هو أهم عليه ينبغي أن تقام علاقات الرجال بالنساء: هو وصية الله الذي خيرنا بين الإمساك بالمعروف أو التسريح بإحسان، أما الإمساك مع تصريف الكراهية أو مكنوناتالنفس نحوها فأمر بغيض يحملك مسؤولية لا أظنك تقدر عليها.

وخلاصة ذلك أن هناك أساسين تقوم عليهما معاملة الرجل للمرأة:

1 العاطفة ودرجتها.

2 الأمر الشرعي.

ولا تعجب يا صديقي عندما تجدني قدمت العاطفة على الأمر الشرعي؛ فقد رتبتهما على اعتبار اهتمام أكثرنا؛ فأكثرنا للأسف يقدم اعتبار نفسه على ما أمر به.

ويؤدي بنا ذلك إلى استنتاج حتمي لا مفر منه لا بد من الاعتراف به ما دامت الحياة الزوجية قائمة: وهو أنه هناك دائما ما يلزم الزوج بأن يحسن معاملة زوجه، وأنه إذا لم يكن قادرا على ذلك فلا يحسن به أن يبقي هذه العلاقة قائمة.

وقد يقول قائل: أنا أريد أن أنهي هذه العلاقة ولكنني عاجز عن ذلك.

ومن غير الخوض في أسباب هذا العجز ينبغي التسليم في النهاية بأن العلاقة الزوجية قائمة، وأن قيامها له مقتضيات لا بد من التزامها واحترامها.

وهذه الاقتراحات التي أقدمها إنما أقدمها لمن يوافق على قولي هذا: أعني به أنه ما دامت هناك علاقة زوجية فلا يحسن بالرجل أن يسيء معاملة شريكته ما دامت تسمى زوجه.

وبعد فهذه اقتراحات أقدمها إليك أحسب أنها تقرب منك زوجك أكثر:

في فترة الخطوبة:

لا تستهلك هذه المدة في الاستمتاع بوصفك خطيبا وبوصفها خطيبة، أو في الكلام والعمل لتجهيز بيت الزوجية. بل لا بد أن تستوثق لنفسك من إجابة هذا السؤال: هل هذه هي التي تصلح لمواصلة الحياة معي إلى آخر يوم؟

إن الخسارة التي ستحصل إذا لم توفق في إجابة هذا السؤال بالنفي بينما هي الإجابة الصحيحة أو بطريقة أيسر إذا ظننت أن الجواب نعم بينما الإجابة الصحيحة لا، فإنك ستخسر بالزواج أكثر كثيرا مما يمكن أن تخسره إذا أنهيت هذه العلاقة في أنسب وقت.

عليك أن تريها شخصك الحقيقي. لا تكن ممثلا تفهمها أنك عنترة أو الأشكيف أو قيس أو سوبر مان. أو تريها رقة ما ليست فيك أو عاطفية أو كرما، أو صفة أخرى مصطنعة؛ فإنها إذا لم تكن صفتك الحقيقية فإنك لن تستطيع أن تبقى ممثلا لفترة طويلة، وعندئذ ستكون الصدمة أكبر من ظنونك.

لا تعدها إلا بما تقدر عليه في وقت الوعد. وأما الأشياء الأخرى فيكفي أن تقول لها إنك تحلم بأن تتمكن من فعلها يوما ما وأنك محتاج إليها بجانبك لتحققا ذلك معا، وتريدها أن تعمل معك وأن تشير عليك لتحقيق هذا الحلم.

اختيار أنثى يمكنك التكيف مع طبيعتها وإشباع طموحها أفضل من اختيار أنثى طموحاتها أكبر من قدراتك أو طبيعتها وعاداتها فوق طاقة احتمالك. ولا تجهد نفسك في محاولة ترويضها على طبيعتك وقدرتك؛ نعم هو ممكن، ولكن بنسبة ضئيلة، ثم إنك لا تأمن أن ترجع هي إلى ما حاولت أنت التخلص منه.

لا بد أن تكون قارئا جيدا لانطباعها عن كل ما يتعلق بك: صورتك في عينيها، هندامك، تفكيرك، مستواك الشعوري، التعليمي، المادي، هداياك، كثرة أو قلة زياراتك لبيت عائلتها وكذلك نظرتك ومعاملتك لأفراد عائلتها، طريقتك في الأكل، مدة الأكل، كمية الأكل، حركات يديك وعينيك وجسمك وأنت تملأ الملعقة أو ترفعها نحو فمك أو تمضغ، أو طريقة كلامك أثناء الأكل. طول وقصر مدة الزيارة. وغير ذلك. وإياك ثم إياك ثم إياك أن تكتفي برأيها الذي تبديه بكلامها وخاصة إذا كان ثناء أو كلاما يدل على أنه لا إشكال أو أن هذه أشياء غير مهمة. لا تصدق. هي مهمة في غالب الأحوال إلا عند قلة قليلة جدا. لا بد أن تكتشف ذلك بنفسك. وبناء على قراءتك لانطباعاتها التي ستحاول أحيانا أن تكتمها عنك ستعرف ما ينبغي أن تثبت عليه أو تزيد منه أو تلغيه أو تقلل منه.

أيها الرجل:

إذا لم تؤمن برأيي فأعطه من الحق ما تعطيني، فإنني أرى أنك لا تحتاج إلى نصيحة ولا جهد لتكسب قلب امرأة، وبالطبع أقول لك ذلك أعني بذلك عموم النساء لا امرأة بعينها، فقد تقتضي استمالة امرأة بعينها جهدا مختلفا عن الذي تحتاجه لأخرى، ولكنك إذا ارتسمت على النحو الذي تريد به أن تستميل امرأة على وجه العموم فإنك وشيك أن تجتذب قلبا ما؛ ذلك أن النساء كالرجال: معادن يصلح بعضها لبعض دون أن نحدد في العموم من يصلح لمن. وبالتالي فأنت كائنا من تكون تستطيع أن تستميل امرأة ما على نحو ما.

ولكنك بالطبع في غالب أحوالك تريد أن تفتح الطريق بينك وبين المرأة التي تحب. فإنني أقول لك مخلصا: ليس الشأن أن تسكن قلب أنثى إنما الشأن ان تحتفظ بك هذه الأنثى في قلبها. ولتحتفظ بها ربما تنفعك هذه النصائح:

   المرأة التي تكملك أفضل من التي تكررك. أما التي لا تكملك ولا تكررك فإذا كان بينكما حب فلن يعيش طويلا.

حاول أن تتقمص فكرها وطبعها أو فكرا وطبعا يبهرها ويجذبها، ويكون ذلك إذا تفهمتها وعرفت نظرتها إلى الحياة: عاطفية، عقلية، شهوانية، مادية...إلخ. وأنت طبعا لن تبادر بطلبها إلا إذا كنت قادرا على التكيف مع الطبيعة التي عرفتها فيها.

على هذه القاعدة السابقة يكون اختيار الهدايا: فلا بد أن تختار لها الهدية التي توافق تفكيرها وطبيعتها لا تفكيرك وطبيعتك.

إذا كنت ممن يحبون الإبداع والتميز ولم تكن هي كذلك فلا بد أن تخرجها من عالمها إلى عالمك وإلا فلا بد أنكما ستفترقان يوما ما.

  إذا كنت شاعرا فلا بد أن تفرق بين الشعر الذي تكتبه عنها وبين ما تكتبه لها: فالذي تكتبه عنها لا بأس أن يكون صعبا عليها مستعصيا على فهمها فأنت تريد به الرقي الأدبي والإسهام في مضمار الفن. وأما الذي تكتبه لها فلا بد أن يناسبها وإن باين مقاييس الفن أو كان في ميزان الفن هابطا وفي نظرها عينا من عيون الشعر.

هناك أمور لا بد أن تتقدم كلمة المرأة فيها على كلمة الرجل. منها على سبيل المثال: اختيار ثيابها وعطرها وحليها في حدود طاقتك المالية.

اختيار أثاث البيت وزينته.

اختيار مستلزمات الصغار. اختيار أماكن النزهة.

عندما تعرض عليها الحب لا بد أن تبين لها حاجتك إليها أكثر من حاجتها إليك.

في كل مكان تكونان معا لا بد أن تبين لها أنها أهم شيء في المكان، وأن سعادتك بهذا الشيء واستمتاعك به لم يكونا قبل وجودكما معا وأنك تستغل فرصة وجودها لتحب الأشياء وترى سحرها وجمالها.

إذا كان فرق السن بينكما كبيرا فتمهل قبل أن تبوح لها بحبك، وسل نفسك عن قدراتك: على سبيل المثال: ربما تحتاج أحيانا إلى أن تمسك بيدها وتجريا معا في الدروب المحفوفة بالزرع والماء والشوك والبشر.

ولا بد أن تتصابى لها ولا تحاول أن تكهلها لك.

مهما يكن فعلها في مصلحتك تافها فلا بد أن تعظم من شأنه وتريها أنه مهم وتبرهن لها على أن الحياة كانت ناقصة بدون ذلك.

لا تكن جادا معها دائما بل كن تافها أحيانا؛ فإن التفاهة في الجد كالفسحة في المدرسة.

لا بد أن تخصص لها وقتا ، على أن لا يكون وقتا ثابتا.

لا تضيع فرصة للتعبير عن افتتانك بها، ولا يكفي أن تظهر فتنتك بها بل يجب أن تبين فتنتك بكل شيء فيها على حدة: شعرها شفتيها، رقتها، مهارتها في الطبخ..... إلخ.

إذا كنت غنيا فتجنب قدر استطاعتك أن تشتري لها الهدايا الرخيصة، وإذا كنت فقيرا فاختر لها أجمل الرخيص.

إياك أن تكون رائحة فمك مؤذية لها وأنت لا تدري.

عندما تعانقها فاجتهد في تنويع العناق: فأحيانا يكون عناقا كاملا الصدر على الصدر وسائر الجسم ملاصق لسائر الجسم. وأحيانا تعانق كفها فتضعه على صدرك وتضغط عليه وأحيانا تعانق رأسها وأحيان تعانقها من اليمين ومن الشمال وأحيانا تعانق بعض أشيائها.

إذا كنت ممن يتحملون تقبيل اليد فأحسن تقبيل لليد أن تقبل الأصابع تقبيلا قريبا من المص خفيف رقيق.

وتلعق أصابعها بعد فراغها من الأكل.

تقبيل الشفتين يكون بوضع الشفة على الشفة وبوضع الشفة على جانب الشفة وبتقبيل الشفتين معا وبتقبيل شفة واحدة، وبتقبيل عرض الشفة بطول الشفة.

القبلات السريعة المتلاحقة لها مدلول، والقبلات البطيئة المتفرقة لها مدلول. والقبلات الصاخبة لها مدلول والقبلات الهامسة لها مدلول. والقبلات الطويلة الممتدة لها مدلول، والقبلات الخاطفة لها مدلول، ولقبلة الشفتين مدلول، ولقبلة الخد الواحد مدلول، ولقبلة الخدين مدلول، ولقبلة الكف مدلول ولقبلة ظهر اليد مدلول، ولتقبيل الأصابع مدلول فافهم.

لا بد عندما تغرقان في غيث القبلات وتجرفكما سيولها الشهية أن يكون لكما رغبة واحدة، وإذا كانت الغاية مجرد التقبيل فلا بأس بشرط أن تكون مشتركة بينكما؛ فإن المتعة إذا كانت عند الطرفين من نوع واحد كانت كالمرايا المتقابلة وبقيت في النفس بعد زوالها من الجسد.

إذا كانت عاطفتها أكبر من شهوتها فأخبرها أنك تشتهيها لأنك تحبها وإذا كانت شهوتها تغلب عاطفتها فأخبرها أن الإثارة الجسدية التي تسببها لك هي سبب حبك لها.

في بعض البيئات لا تحسن المرأة استيعاب الحب لأنها لم تشبع من ضروريات الحياة، فإذا فهمت هذا الداء فافهم الدواء.

 

تعليقات