آيات عبد المنعم تكتب: وجهان يبكيان

  • أحمد عبد الله
  • الجمعة 01 يناير 2021, 06:28 صباحا
  • 1270
الشاعرة آيات عبد المنعم

الشاعرة آيات عبد المنعم

وجهان يبكيان


هنا.. في أيقونةٍ من المجدِ يَبرزُ الميلادُ.. 

نجمًا سمائيًّا مهيبًا.. 

كيفَ للحزنِ معه أنْ يسكنَ كلَّ عينٍ؟!

ما دام (المجدُ للّٰهِ فِي الأَعَالِي، 

وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ)


كانت الأمُّ.. تطلُّ بطفلِها من شرفةِ الألمِ لا الأيام، تأتي قومَهَا تحملُهُ.. أم تلوذُ به فرارًا؟! 

لا تطمئن..

كلما أطلَتْ في الوجوهِ؛ تدركُ أنَّ ما يحترقُ داخلَها بركانٌ من الخوفِ

يستعرُ بأحجارٍ من قلوبٍ

تُحيلُها رمادًا.. وتنكرُها!!

فلا تفتدي لهما.. ولا تحملُ عنها الصليبَ!


كيف لي؟! ألا أُطبِّبَ جرحَها، جرحَكِ.. 

أُقطبُ الأفكارَ ملحمةً.. من التأويلِ؟!

بأنني.. ما زلت أُهرع إليكِ يا أمي

تزودين عني بأوزارٍ من الظنِ.. 

ومن نفادِ الصبرِ، لجحيمِ التجربةِ..

أقررُ.. ألا أعيشَ!


كيف؟! وأنا أُبصرُ حزنَ عينيكِ.. وألمسُ جزعَ روحِك، أخبرُكِ المزيدَ من التفاصيل؟!

كيف نهدرُ العمرَ في سجالٍ طويلٍ؟!

ثم كيف لكِ ألا تلعني الحظَّ.. والساعةَ والميلادَ.. كيف لك ألا تبغضيني؟!! 

تبغضي العيدَ؟!


لِمَ في سَمتِ الأمهاتِ يبقى كلُّ شيءٍ ممكنًا؟! والأحلامُ والأجراسُ.. والأعيادُ بنكهةِ الفردوسِ.. 

خالدةٌ كرائحةِ كعككِ..

وبهجةِ قهوتِكِ الباردة؟! 


أنَّى تكونين ملحَ هذه الأرضِ وتنورَها؟!

لِمَ تحاكين من جلالِ الحزنِ في وجهِكِ والألمِ ربيعًا مدهشًا.. 

يزدانُ بين أوراقِ الخشوعِ ياقوتًا، ويمزجُ عبقَ الأُلفةِ ببهاءِ الكبرياءِ.. 

فيضيء وجهُكِ كالملاكِ.. يضيء 


لِمَ كلُّ البشاراتِ تبتسمُ لطفلِكِ في مزودِهِ؟! وتؤصِّلُ أنَّ في الحياةِ حياةً لكِ، لم تكنْ.. 

وفي الأمنياتِ.. ما يشِعُّ بإيمانِكِ وحدَكِ.. 

ما يقرُّ بك.. آيةً على التوحيدِ


كيف يا أمي؟! 

يا مريمَ العذراءَ في محرابِها..

أشتهي منكِ الثمارَ.. وأنهلُ معَ وهنِ عينيكِ البكاءَ؛ فتسكُبين الشعرَ.. والتماثيلَ، واللوحاتِ

كيف تكون حضارتي.. 

محضَ أغنيةٍ على شفتيكِ.. صلاةً أو دعاءً.. تُهدهدين بها البراءةَ ليلًا في سكينةٍ أو رثاءٍ 

كيف تباشرين كلَّ حَزني.. بثقتِكِ؛ فأتقبلُ كوني وحدي.. معجزتَكِ

أخجلُ إنْ أضيعَكِ.. أضيع!


(الطفل في المغارة.. وأمه مريم

وجهان يبكيان.. وأنني أصلي)

تعليقات