عزة عز الدين تكتب: في رحاب طاهرة

  • أحمد عبد الله
  • الإثنين 09 نوفمبر 2020, 8:17 مساءً
  • 1542
الكاتبة عزة عز الدين

الكاتبة عزة عز الدين

في رحاب طاهرة أشعر بالرهبة كلما هممت بالكتابة عن هذا الموضوع-ربما لعظمته- أو ربما لقدر المسئولية العظيمة عن هذه السطور- ولكني سأكتب كعادتي بما أشعر- وحين أكتب عن السيرة النبوية أكاد أقترب بحسي وكل خلجاتي من قطعة فردوسية أنتشي فقط من سيرتها- وأشعر أني أسبح في سموات رحبة من الجمال والنقاء والسمو- فأردد صلى الله عليك وسلم يا حبيبي يارسول الله. سجلت كتب التاريخ والسيرة تفاصيل الرسالة المحمدية النورانية الإنسانية بالدرجة الأولى- سجلت الفتوحات والنجاحات والانتصارات- وقبلها رحلة المعاناة والظلم والأذى والإخفاقات التي عاشها (ص) بداية من نزول الوحي وحتى الهجرة- أقف كثيراً عند موقف السيدة خديجة عند نزول الوحي لتلقننا درساً لا يُنسى في الحب والإيمان- ذلك الحب الذي تجلّى أيضاً في موقف سيدنا أبو بكر الصديق.

وهكذا استغرقتُ في تلك الجوانب الإنسانية والتي لم تغفل عن تفصيلة واحدة من شئون الحياة- لتحدد منهجاً متكاملاً متناغماً من العبادات والمعاملات. و لو اخترتُ سبيلاً لعبور هذا المنهج فسأجد على عتبته شهادة من الله عز وجل تجعله سيد الخلق أجمعين- " وإنك لعلى خلق عظيم". ثم أتقدم في هذا السبيل خطوة بالمحبة- محبتنا بكل الصور له (صلى الله عليه وسلم)- محبة بالعقل نقرأ ونتعلم ونهتدي- ومحبة بالقلب بمشاعر فياضة- ثم محبة بالجوارح باتباع السنن- وهكذا تكتمل محبتنا بالعقل والقلب والجوارح والتي أراها محبة فطرية لنبي الرحمة. خطوة أخرى في ذات السبيل تتجلى فيها " الرومانسية" التي ننشدها جميعاً في أكثر صورها حياةً وإشراقاً- فها هو يعامل زوجاته بالمودةِ والرحمة- يفعل ما يسعدهن- يقدر طبيعة المرأة واحتياجاتها الفطرية من الدلال والحنان- يطيب خواطرهن ويمازحهن ويرحم ضعفهن- حتى غمر بيته حباً وحناناً- ولم يخجل أبدا من ذكر هذا الحب- فعن السيدة خديجة قال" رزقت حبها".

وفي وقتٍ آخر حين سُئل أي الناس أحب إليك قال " عائشة".

فوالله لو اقتدى به الأزواج لأصبحت البيوت جنات.

تتابع الخطوات وفي كل خطوة فضيلة. الرحمة- العدل- الوفاء- الصدق..... إلى آخر قطفات الجمال. استوقفني كلما قرأت عنه موقفه صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة- حين قال لأهلها " ماذا ترون أني فاعل بكم" فقالوا " خيراً- أخٌ كريم وابن أخٍ كريم"- قال " اذهبوا فأنتم الطلقاء". أي موقف هذا يا حبيبي يا رسول الله الذي انصهرت فيه كل هذه الفضائل- الرحمة التسامح الحب الإيثار والعفو عند المقدرة. وفي خير يوم طلعت فيه الشمس قال من على جبل الرحمة وقد نزل فيه الوحي مبشراً" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا". صدق الله العظيم. فكانت خطبة الوداع والتي أوصى فيها بسبع وصايا ولقى ربه بعدها بعدة أشهر. وفي وفاته استند برأسه على صدر السيدة عائشة مرددا كلماته الأخيرة في الدنيا. " مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم اغفر لي وارحمني والحقني بالرفيق الأعلى اللهم الرفيق الأعلى". وهكذا انتهت حياة خاتم الأنبياء والمرسلين- سيد الخلق أجمعين- حياة حملت رسالة من رب العالمين ومعجزة ثابتة خالدة وكتاب مقدس عجزت كل العقول والأقلام عن مضاهاة حرف واحد منه. " الله نور السموات والأرض- مثل نوره كمشكاة فيها مصباح- المصباح في زجاجة- الزجاجة كأنها كوب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية- يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار- نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء". اللهم اجعلنا من المهتدين المقبولين وارزقنا برحمتك وشفاعة نبينا محمد "الرحمة المهداة" الجنة من غير حساب ولا سابقة عذاب وصلي اللهم وبارك عليك يا حبيبي يارسول الله.

تعليقات