رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

انتصار ربيع تكتب: الصالح والمصلح

  • أحمد عبد الله
  • الجمعة 16 أكتوبر 2020, 01:16 صباحا
  • 728
الروائية انتصار ربيع عبد الحميد

الروائية انتصار ربيع عبد الحميد

فرق كبير بين الكلمتين، الصالح هو الذى صلُح عمله لنفسه وشهد الناس بصلاحه، بمعنى أنه لا يكذب لا يسبّ أحدًا، لا يسرق، ويتسم بالأخلاق الكريمة.

أخلاقه تتحدث عنه، فهو راقِ فكريا، دوما مع الله والناس تهابه وتسعد به وتستشيره وتعمل برأيه الصالح، دوما الكل يتقرب منه يتعطر بحضرته

وحينما يصبح مصلحا، أى يريد إصلاح ما يراه فاسدا في مجتمعه يقوم الناس بمحاربته. 

هم أنفسهم من كانوا يشهدون له بالصلاح تنقلب الموازين ما بين طرفة عين وانتباهتها.

والذي كان بأعينهم ملاكا يصير شيطانا هكذا هى الدنيا.

ولنا فى قدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فحينما كان صالحا كان الكل يهابه و يعتز به، بل ولقبوه بالصادق الأمين وهذا ليس تفاضل منهم له بل إنه صلوات ربي عليه كان كذلك، وحينما أمره الله سبحانه بأن يبدأ فى الإصلاح طلب منه الله ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) أمره الله أن يبدأ بالأقربين، أهله وعشيرته، فاجتمع بهم وأبلغهم ما أمره الله به حينها، تطاولوا عليه وكان اول من تطاول عليه عمه وصار الجميع يحاربونه لأنه أراد أن يسوّي بأمر ربه بين السيد والعبد، وأنه لا فرق بين أبيض وأسود إلا بالتقوى. 

حاربوه بشتى الطرق، بل وخاضوا فى سيرته الذكية واطلقوا عليه جميع الصفات السيئة فكان أول من اطلقوا عليه الكاذب،فبعد أن كان الصادق الأمين قالوا عنه الكاذب بل واتهموه بالجنون وأنه ساحر وهو الذي نزهه ربه في كتابه عن كل النقائص حينما قال في محكم آياته عنه (وإنك لعلى خلق عظيم).

وحينما سئلت أمنا عائشة رضي الله عنها قالت كان خلقه القرآن، أو فيما معناه "كان قرآنا يمشي علي الأرض"،  عليه وعلى آله وصحبه وسلم السلام والبركة.

أشاعوا عليه كل التهم الباطلة من كذب وسحر وجنون، فقط لأنه أراد أن يفرق برسالته بأمر من رب العالمين بين الحق والباطل، بين البدع والخرافات والشرك والضلال وظلام الجهل والكفر،  أراد أن ينير العالم بنور الإسلام الذى أمر فيه الإنسان أن يكون خليفة فى الأرض للإصلاح. 

وجاهد الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم إلا أن نصره الله وأيده بالتمكين بعد صبر ومواقف من الابتلاء.

وإن طالت محاربة الفاسدين لابد وأن ينتصر، ويوم أن كرمه بالفرح الأعظم فتح مكة ونصره على هؤلاء الذين حاربوه من قبل،   وقف شامخا يوم فتح مكة منتصرا عزيزا، وهم ضعفاء يقول لهم: ماذا ترون أني فاعل بكم؟

فكان ردهم أخ كريم وابن أخ كريم. 

أصبح اليوم كريما، لا كاذب ولا شاعر ولا ساحر.

علموا اليقين في هذه اللحظه أنه علي الحق،  ولأن المصلح دوما على الحق يسير.

وهذا هو حال الدنيا إن كنت صالحا فأنت صالحا لنفسك فإن أردت أن تصلح حاربك المفسد بل وأشاع عليك عكس ما فيك.

وفى مقالى القادم إن شاء الله أحدثكم عن أول مصلح فى الإسلام.

حاربوه وسجنوه.. والآن وبعد قرون مضت نصره الله فى رسالته، ولكنه الثبات على الحق، وأن نعلم دوما أن المصلح محارب بشتى أنواع الطرق، وهذا إن دل انما يدل على أن الفاسدين كثر، وان طريق الإصلاح طريقا ليس ممهد بالورود بل إنه طريق مملوء بالأشواك. 

 نسأل الله أن يثبتنا على ما فيه خير لديننا وإصلاح الفساد والمفسدين أينما كان.

تعليقات