هل يتعمد إبراهيم عيسى تشويه التاريخ الإسلامي؟ (فيديو)
- الخميس 21 نوفمبر 2024
جانب من الندوة
حالة من الجدل امتدت لما يقرب من خمس ساعات أثارتها "أوراق الشتاء" للكاتب والمترجم فرج محمود الجعبيري، في ندوة ملتقى السرد العربي، بحضور عدد من النقاد والكتاب، ففي حين اعتبرها البعض رواية سيرة ذاتية عدها آخرون أنها تنتمي لأدب الرحلات، وعدها بعض آخر رواية فلسفية.
حسام
عقل: الذات والآخر.. صدام أم حوار؟
من جانبه قال الناقد
الدكتور حسام عقل، إن "أوراق الشتاء" لفرج محمود تتلامس مع شكلين أدبيين،
الأول هو السيرة الذاتية من خلال الألماني الذي يعيش في مصر يحكي ٣٠ عاما عاشها في
مصر، والثاني هو أدب الرحلة فيكون العمل جزء من شهادة البطل الرحالة يعرفنا من خلاله
على الثقافتين العربية والغربية.
وعن القضية الأساسية
في العمل رأى عقل أن فرج محمود في أوراق الشتاء يحلق حول أمر في غاية الأهمية وهو العلاقة
بين الشرق والغرب هل هي صدام أم حوار؟ وهل هناك محاولة لفهم كل منهما الآخر من خلال
التلاقح والمثاقفة أم لا؟
وأشار عقل إلى
أن بطل الرواية لم يكن صديقا للفكرة الدينية لدى العرب والمصريين ويظهر ذلك في حديثه
عن صوت الأذان و"بعد قليل انصهرت هذه
فوق رأسك هذه الأصوات.." فنحن هنا أمام حالة فجوة وكره بين الشرق والغرب وعلينا
أن نتساءل من الذي صنع هذه الفجوة؟ وما الداعي
لهذه الكراهية في أول مجيئه لمصر.
واستطرد عقل أن
البطل الألماني في العمل جاء إلى مصر وهو في حالة يأس وليس حالة عادية بل عنده نوع
من المعنى العدمي، مضيفا: لذلك كان على فرج محمود إعطاء بطاقة تعريفية ويوضح لنا لماذا
وصل إلى هذه الحالة قبل مجيئه إلى مصر.
وأوضح أننا في
أوراق الشتاء لم نكن أمام آلة رصدية جامدة بل هناك مكان للوجدانيات وهو ما يظهر من
خلال بكاء الراوي على غياب محمد وهو ما قد يثبت أن محاولة التفاهم بين الشرق والغرب
ما زالت قائمة، مؤكدا أن الصور الروائية عند فرج محمود مقتضبة، لكنها تشي ببراعة مجازية
وكنائية كما في وصف حذاء إحدى الشخصيات "محمد" حذاؤه القماش مخلخل في قدميه.."
مازجا بين الواقع والخيال.
وعن بعض المآخذ على الرواية رأى عقل أن تقسيم العمل إلى أوراق وتأملات في تقسيم داخل التقسيم لم يكن في صالح النص وجعله يبدو كمزق مبعثرة أحيانا وأعطب آلة السرد أحيانا، وأن شخصية عبدالشافي لم يتم رسمها بطريقة جيدة ولم يكن من المهم وجودها، مختتما بأن هناك بعض الأخطاء اللغوية في العمل، لكنها قليلة.
نهى
الرميسي.. أشكال شتى
بدأت الإذاعية
نهى الرميسي كلمتها بالحديث عن تصنيف العمل، مؤكدة أنه يمكن تصنيفه على أنه رواية تأملية
أو فلسفية أو رسائلية أو واقعية نقدية أو سيرة ذاتية أو كل هذا معا.
وأوضحت "الرميسي"
أن الحكم بأنها رواية تأملية جاء من خلال العناوين التي اختارها الكاتب حيث اختار عناوين
أوراق وقسم الأوراق إلى تأملات، ووصفها بأنها فلسفية لأن بطلها يميل إلى فلسفة الوقائع
والمشاهدات والأحداث في المجتمع المصري ، ورسائلية لأنها تتماس مع رواية مونتسكيو
"رسائل فارسية" التي اعتمدت على أسلوب المراسلات. وهي أيضا واقعية نقدية
انتقدت عادات وتقاليد كثيرة عن المجتمع المصري على لسان بطلها وهي أيضا تتماس مع أدب
السيرة الذاتية من خلال حكي البطل عن حياته في مصر وألمانيا.
وعن الغلاف قالت
الرميسي إنها لوحة سريالية تأتي كإشارة مبدئية لسيريالية الحكي داخل النص كما أنها
قد تكون رمزية لمجتمعنا المرتخي النائم وإن كان مشدودا بأحبال تحاول شد انحناءاته وارتخاءاته،
ولا تجدي معه محاولات إيقاظه تلك.
وأكدت الرميسي
أن الكاتب يحاول الإيهام الواقعية، بدءا من الاستهلال الذي يؤكد فيه أنها لشخص حقيقي،
وكذلك من خلال الشخصيات، ومن خلال استخدامه لصيغ وأسلوب الترجمة ومنها مثلا "عندما
يذكر في الهامش عبارة "هكذا في النص الأصل".
وأوضحت الرميسي
ان الكاتب لديه معرفة وثقافة واسعة لكنه تغلب عليه الرؤية الفلسفية مما قد يوقعه في
غموض الأسلوب أو ركاكته أحيانا، إضافة إلى وجود تحول بين الضمائر في الرواية بين المتكلم
والغائب والمخاطب يفقد السرد كثيرا من جمالياته أحيانا.
وحفلت الندوة بمداخلات
أخرى حول العمل منها مداخلة القاص زكريا صبح، الذي أكد أن العمل يحسب على أدب الرحلات
أكثر من كونه رواية وكذلك الشاعر سلطان إبراهيم الذي أشار إلى شعرية لغة "أوراق
الشتاء" ومؤكدا أننا بحاجة إلى مثل هذه الأعمال التي تدور حول الأنا والآخر.
وفي الختام علق
الكاتب فرج محمود بأنه يرحب بكل النقد الموجه إلى عمله "أوراق الشتاء" سواء
بالسلب أو الإيجاب، مؤكدا أن كل عمل له مواضع قوة ومواضع ضعف والإشارة إلى مواضع الضعف
تكون في صالح الكاتب لأنه يتفاداها في أعماله التالية.
انعقدت ندوة مناقشة
"أوراق الشتاء"، أمس الأول السبت، في ملتقى السرد العربي بالعجوزة، بحضور عدد من الكتاب
والمبدعين العرب، على رأسهم الدكتور حسام عقل أستاذ النقد الأدبي بكلية البنات جامعة
عين شمس، والإذاعية نهى الرميسي، وضيف شرف الندوة الروائية الدكتورة نبيلة المحجوب،
والروائي السعودي أحمد الشدوي، والروائية اليمنية فكرية شحرة وعدد من أعضاء ملتقى السرد
العربي القاص زكريا صبح والروائية علياء هلال، والشاعر سلطان إبراهيم، إضافة إلى محبي
الأدب ومتذوقيه.