رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

أحمد الفولي يكتب: ورحَـل الأسطـورة "طبيب الغلابة"

  • أحمد عبد الله
  • الثلاثاء 28 يوليو 2020, 8:52 مساءً
  • 7259
د. محمد مشالي - طبيب الغلابة

د. محمد مشالي - طبيب الغلابة

نعم.. في رأيي هو الأسطورة، والقدوة -رحمه الله-،الذي يحتاج منّا إلى الدعاء بالرحمة والمغفرة،ثم الحديث عنه وعن سيرته بين الناس، وغرس أخلاقه من بيننا، وفي قلوب أبنائنا.


محمد رمضان ليس بأسطورة، وهذه من المسلّمات التي لا بدّ وأن نغرسها في أبنائنا ومجتمعاتنا، للإصلاح، وتحقيق نهوض حقيقي يُقدّر القدوات وأدوارهم.


الأسطورة.. هو طبيب الغلابة، الذي حطّم الأرقام القياسية في التواضع، وحسن الخلق، والرحمة، والرفق بالآخرين.


 إن الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخبرنا أن رجلاً دخل الجنة في كلب سقاه، وهو حديث في الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن رجلا رأى كلبا يأكل الثرى من العطش، فأخذ الرجل خفه، فجعل يغرف له به حتى أرواه، فشكر الله له فأدخله الجنة".


فما بالكم بمن سقى آلاف الناس، ممّن كرّمهم الله، من الفقراء والمساكين، فضمّد جراحهم، ورفق بهم، ونصحهم، وطمأنهم!


بل ورفض الشهرة، والأموال، في مقابل أن يظل خادمًا للفقراء والمساكين، الذين كانوا أوفياء معه، فعمّروا جنازته، وحضروها، مخلصين له بالدعوات الطيبات.



الأسطورة هو الذي أدرك الفرق بين الفقراء والأغنياء يوم القيامة، فلم يتباهي بسيارة فارهة، ولا بقصر منيف، وإنما كان شغله الشاغل أن يكون في خدمة المساكين، حتى ولو مات فقيرًا، لا سيما وأنه يعلم  أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام".


نعم.. لقد سبقوا بما ابتلاهم الله به في الدنيا، فصبروا وشكروا، وكانوا قدوة للناس.


لم يكن الدكتور محمد مشالي طبيب الغلابة، محبًا للفقراء فحسب، بل كان رقيق القلب، طيب العشرة، رأيت له مقطعًا مرئيًا يتحدث فيه عن سبب اهتمامه بالمساكين والفقراء، وهو يبكي بكاءً شديدًا، فتعجبتُ له، ولرقّته البالغة، وعلمتُ وقتها أنه آتاه الله عز وجل قلبًا رقيقًا سبق به، ونال الخير في الدنيا والآخرة.


طيب الغلابة يعلم أن الراحمون يرحمهم الرحمن -سبحانه وتعالى-، فكان رحيمًا بالناس، رفيقًا بهم، لينال رحمة الله -سبحانه وتعالى-.

طبيب الغلابة هو القدوة، في ظل مجتمع قلّت فيه القدوات الصالحة، وانتشرت فيه الآفات، وصار فيه نجوم "التيك توك"، هم الأبطال، الذين تحتفي بهم المجالس، وتصدّر للناس الملاحدة، وأرباب التنوير، الذين يحاربون القيم، وينشرون الرذيلة بين الناس.


طبيب الغلابة اجتمع الناس على حبه -رحمه الله-، فلم يكن مشهورًا في حياته، إلا أنه اجتمع عليه الجميع بالدعوات الصالحة من كل مكان، راجين الله أن يرحمه رحمة واسعة.


اللهم إن عبدك محمد مشالي، كان رحيمًا بعبادك الفقراء والمساكين.. فارحمه رحمة واسعة واغفر له.

تعليقات