محمد أبو زهرة ....عالم من دوحة الأتقياء

  • جداريات Ahmed
  • الأربعاء 01 يوليو 2020, 10:07 مساءً
  • 1044
المفكر الإسلامي الكبير الشيخ محمد  أبو زهرة

المفكر الإسلامي الكبير الشيخ محمد أبو زهرة

 

يعد المفكر الإسلامي الكبير الشيخ محمد  أبو زهرة من أهم المفكرين والفقهاء والكتاب في تاريخ الأمة العربية والإسلامية ولقب بفقيه العصر وكان حجة في شتى المعارف لغزاره علمه .

ولد الشيخ محمد أحمد مصطفى أحمد عبد الله أبو زهرة الششتاوي في 29 مارس سنة 1898م في مدينة المحلة الكبرى، إحدى مدن محافظة الغربية.

نشأ الشيخ في أسرة كريمة عُنِيت بولدها، فدفعت به إلى أحد الكتاتيب التي كانت منتشرةً في أنحاء مصر تُعلِّم الأطفال وتُحفِّظهم القرآن الكريم، وقد حفظ الطفل النابهالقُرآنَ الكريم، وأجاد تعلُّم مبادئ القراءة والكتابة، ثم انتقل إلى الجامع الأحمدي بمدينة طنطا.

وانتقل الشيخ أبو زهرة بعد ثلاث سنوات من الدراسة بالجامع الأحمدي إلى مدرسة القضاء الشرعي سنة 1335هـ - 1916م بعد اجتيازه اختبارًا دقيقًا كان هو أوَّل المتقدِّمين فيه على الرغم من صغر سنه عنهم وقصر المدَّة التي قضاها في الدراسة والتعليم، وكانت المدرسة التي أنشأها محمد عاطف بركات تعدُّ خرِّيجيها لتولِّي مناصب القضاء الشرعي في المحاكم المصرية، ومكث أبو زهرة في المدرسة ثماني سنوات يُواصل حياته الدراسية في جدٍّ واجتهاد حتى تخرَّج فيها سنة 1343هـ - 1924م، حاصلاً على عالميَّة القضاء الشرعي، ثم اتَّجه إلى دار العلوم ليَنال معادلتها سنة 1346هـ ـ1927م، فاجتمع له تخصُّصان قويَّان لا بُدَّ منهما لمن يريدُ التمكُّن من علوم الإسلام.

بعد تخرُّجه عمل في ميدان التعليم ودرس العربية في المدارس الثانويَّة، ثم اختير سنة 1352هـ - 1933م للتدريس في كليَّة أصول الدين، وكلف بتدريس مادَّة الخطابة والجدل، فألقى محاضرات ممتازة في أصول الخطابة، وتحدَّث عن الخطباء في الجاهلية والإسلام، ثم كتب مؤلفًا عُدَّ الأول من نوعه في اللغة العربية وهو كتاب ( الخطابة )، حيث لم تفرد الخطابة قبله بكتابٍ مستقل.

في 2 نوفمبر 1934م نقل مدرسًا للخطابة بكلية الحقوق جامعة القاهرة (فؤاد الأول)، مع بقائه بالانتداب في كلية أصول الدين التي استمر بها إلى يونيو سنة 1942م وارتدى الزي الأزهري.

و في سبتمبر سنة 1935م انتقل إلى تدريس الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة القاهرة (فؤاد الأول)، متدرجًا في مراتبها من مدرس إلى أستاذ مساعد إلى أستاذ كرسي إلى رئيس قسم الشريعة ووكيلاً لكلية الحقوق جامعة القاهرة، لمدة خمس سنوات، انتهت ببلوغه سن التقاعد سنة 1958م، واستمر في التدريس بكلية الحقوق كأستاذ غير متفرغ وفي غيرها حتى توفاه الله عام 1974م.

وقد تولى التدريس في كلية المعاملات والإدارة بجامعة الأزهر سنة 1963م، وكذلك معهد الخدمة الاجتماعية وغيره من المعاهد.

وإلى جانب هذا كان الشيخ الجليل من مؤسِّسي معهد الدراسات الإسلامية بالقاهرة، وكان يُلقي فيه محاضراته في الشريعة الإسلامية احتسابًا لله دون أجرٍ، وكان هذا المعهد قد أُنشِئ لمن فاتَتْه الدراسة في الكليَّات التي تُعنَى بالدراسات العربية والشرعية، فالتحق به عددٌ كبير من خرِّيجي الجامعات الراغبين في مثل هذه الدراسات.

ومن جانبه يقول المفكر الكبير الدكتور يسري عبد الغني الذي حرص على نشر هذه السيرة الذاتية على صفحتة الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك " إنه بعد صدور قانون تطوير الأزهر اختير الشيخ أبو زهرة عضوًا في مجمع البحوث الإسلامية سنة 1382هـ - 1962م، وهو المجمع الذي أُنشِئ بديلاً عن هيئة كبار العلماء ، كما كان الشيخ مقررًا للجنة بحوث القرآن ولجنة المتابعة ولجنة السنة المطهرة، وشيخًا في لجان التقنين للمذهبين الحنفي والشافعي.

ووصفه الدكتور عبد الغني بأنه عالم من دوحة الأتقياء 

كان أيضًا عضوًا بمجلس جامعة الأزهر، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ومعهد البحوث الجنائية والاجتماعية، والمجلس الأعلى للفنون والآداب، ومجلس محافظة القاهرة.

قدم الشيخ للمكتبة الإسلامية مؤلفات قيمة تزيد عن الأربعين ، كتب الله لها القبول و الانتشار إلى يومنا هذا .ومنها:

1- الخطابة.

2- تاريخ الجدل.

3- تاريخ الديانات القديمة.

4- محاضرات في النصرانية.

5- محاضرات في الوقف.

6- محاضرات في عقد الزواج وآثاره.

7- أصول الفقه.

8- أحكام التركات والمواريث.

9- الجريمة في الفقه الإسلامي.

10- العقوبة في الفقه الإسلامي.

11- الميراث عند الجعفرية.

12- أصول الفقه الجعفري.

13- الأحوال الشخصية.

14- الإمام زيد: حياته وعصره، آراؤه وفقهه.

15- الإمام الصادق: حياته وعصره، آراؤه وفقهه.

16- الإمام أبو حنيفة: حياته وعصره، آراؤه وفقهه.

17- الإمام مالك: حياته وعصره، آراؤه وفقهه.

18- الإمام الشافعي: حياته وعصره، آراؤه وفقهه.

19- الإمام أحمد بن حنبل: حياته وعصره، آراؤه وفقهه.

20- الإمام ابن حزم الأندلسي: حياته وعصره، آراؤه وفقهه.

21- الإمام ابن تيمية: حياته وعصره، آراؤه وفقهه.

22- تاريخ المذاهب الإسلامية جزءان في مجلد واحد.

23- المعجزة الكبرى: القرآن.

24- خاتم النبيين: ثلاثة أجزاء في مجلدين.

25- الملكية ونظرية العقد.

26- شرح قانون الوصية.

27- تفسير " لواء الإسلام" الذي طبع باسم (زهرة التفاسير)، حتى الآية 73 من سورة النمل .

28- فتاوى محمد أبوزهرة. جمع وترتيب وتحقيق وتقديم: مجْد مكي.وسيصدر -بعون الله- في خمس مجلدات.

الدفاع عن الإسلام لآخر نفس ( حسن الختام ) :

عقد الشيخ محمد أبو زهرة في أواخر عام 1973م وأوائل عام 1974م العديد من الندوات والاجتماعات بجامعة القاهرة والإسكندرية، وفي جمعية الشبان المسلمين لمحاربة التعدي على الشريعة الإسلامية، وكانت له صولات وجولات في مجمع البحوث الإسلامية والأزهر بخصوص تحديد النسل وتقييد تعدد الزوجات والطلاق في مشروع قانون الأحوال الشخصية لوزراة الشؤون الاجتماعية، وقرر إقامة مؤتمر شعبي لمناقشة هذا الأمر في سرادق كبير في شارع العزيز بالله أمام منزله بضاحية الزيتون، أقامه رحمه الله على نفقته الخاصة، وقام فضيلته بمعاينة المكان وإنشاء السرادق مبكرًا في صباح يوم الجمعة 19 ربيع الأول 1394 هـ الموافق 12/4/1974م، ثم عاد إلى حجرة المكتب بالدور العلوي وشرع في إكمال تفسير سورة النمل حتى أذان الظهر، وأثناء نزول فضيلته حاملاً القلم والمصحف مفتوحًا على آخر ما وصل إليه في التفسير وأيضًا الورق الذي به ما كتب في التفسير تعثر – رحمة الله عليه – وسقط ساجدًا على المصحف وعلى أوراق التفسير، ثم فاضت روحه الكريمة إلى بارئها أثناء المغرب.

وهكذا شاءت إرادة الله العظيم أن يكون هذا السرادق الذي أشرف على إقامته لمؤتمر شعبي هو سرادق العزاء له.

 

تعليقات