الشاعر عمارة إبراهيم لـ "جداريات" الصحافة الثقافية بحاجة إلى ترميم وميثاق عمل أخلاقي

  • حاتم السروي
  • الخميس 27 يونيو 2019, 5:11 مساءً
  • 921
الشاعر والكاتب عمارة إبراهيم

الشاعر والكاتب عمارة إبراهيم

قال الشاعر والكاتب عمارة إبراهيم في تصريحات خاصة لـ "جداريات" إن الصحافة الثقافية الآن تعاني من التدهور الملحوظ ، وأنه يتابع بشدة أخبار الثقافة من واقع صفحات الفيس بوك أكثر من متابعته لها في الصفحات المتخصصة في الجرائد الورقية اليومية أو الأسبوعية وأيضاً ما ينشر عبر المواقع الإلكترونية الثقافية والإخبارية .

وبسؤاله عن سر هذا العزوف عن منصات الإعلام الثقافي، أجاب: أن الكثير منها ينقصها الصحافي المتخصص أو الذي يملك ماعوناً ثقافياً ناضجاً، وإن وُجِدَ هذا الصحافي فإن المكان الذي يعمل فيه لا يتفهم منجزه، وتراهم يحتاجون إلى استكمال نواقص معرفية أو ثقافية أو إبداعية يتميز صاحب المادة المرسلة بخلافها، كما أن الغالبية من الصحافيين يستسهلون النشر للمشاهير من المبدعين والكتاب والمفكرين حتى لو كانت المادة المرسلة منهم للنشر سطحية أو مستهلكة.

سألناه: ولماذا يغيب عن صحافتنا الثقافية فن البورتريه أو البروفايل المصنوع الجيد؟ فأجاب: حيث انجر الحديث إلى فن البورتريه وبعض الفنون الصحفية الأخرى مثل عروض الكتب والحوارات المهتمة بالشأن الثقافي أو السياسي أو الاجتماعي والتي بتنا لا نراها إلا نادراً فأقول: إن صحافتنا تهتم بنشر المادة الصحافية للمشاهير حتى لو كانوا من أنصاف الموهوبين أو ممن ليس لديهم موهبة وهم الذين وجدوا أنفسهم يديرون منابر ثقافية أو مؤسسات رسمية  ليعم منطق المصلحة، ناهيك عن الشللية التي باتت معول هدم حقيقي للإبداع والفكر والثقافة .

سألناه: على من تقع المسئولية؟ فأجاب: أنا هنا أعيب على السياسات الخاصة بمجالس التحرير فهم في وادٍ وما يحتاج إلى النشر بشكلٍ حقيقي واحتياجنا له ضروري في وادٍ آخر؛ فهم لا يقفون عند حدود ما يجب نشره وذلك للأسباب التي ذكرتها آنفاً أو لدوافع نفسية أعتبرها ميكروب قاتل لكل ما هو حقيقي ولكل جمال يستجد.

وأضاف إبراهيم: إن الشللية باتت معول هدم بسبب لغة المصالح التي انتشرت في سياقات كارثية تسببت في إجهاض القيم الحقيقية وانهيار أداء المؤسسات الرسمية وغير الرسمية بسبب أنصاف الموهوبين الذين يجيدون فن العلاقات العامة وهي الملكة التي لا توجد عند الموهوب الذي يخجل من المطالبة بنشر كتاب أو التقدم للحصول على منحة تفرغ أو الفوز بجائزة، وهو يعلم تمام العلم أن هذه الشللية أصبحت ركن إقصاء لكل ما هو جاد ومحترم، وبالطبع أتحدث في العموم ويبقى الاستثناء في حده الضيق، ولذلك انسحبت الأقلام الجادة من المشهد وزهدت في الظهور وفي النهاية ليس أمامنا سوى خيار واحد وهو إنشاء وتفعيل ميثاق عمل أخلاقي يعيد التوازن المفقود.

تعليقات