د. عباس شومان: اللغة العربية أشرف اللغات على الإطلاق
- الخميس 26 ديسمبر 2024
مناقشة سيدة الوشم
حسام عقل: مصطفى البلكي واحد من قلائل أجادوا الكتابة عن
الصعيد
عبد الستار سليم: البلكي كاتب جاد وملتقى السرد يقدم
المواهب الحقيقية
عبير عبدالله: رومانسية تمزج الروح بالجسد
ناقش ملتقى السرد العربي الدائم بالقاهرة، مؤخرا،
رواية سيدة الوشم للروائي مصطفى البلكي، بحضور عدد من الكتاب والنقاد، على رأسهم
الدكتور حسام عقل، أستاذ النقد الأدبي بكلية التربية، جامعة عين شمس، والشاعر
الكبير عبدالستار سليم، والدكتور أسامة البحيرى، رئيس اتحاد كتاب طنطا.
من جانبه قال الناقد الدكتور حسام عقل: الذين
أجادوا الكتابة عن الصعيد قلائل والكاتب مصطفى البلكي من أفضل من كتبوا عن
الصعيد من زواياه مختلفة، كما فعل يحيى الطاهر عبدالله ومحمد مستجاب، مضيفا:
المكان هو البطل الحقيقي في رواية سيدة الوشم، حيث يعيد الكاتب تدوير وإعادة
اكتشاف المكان، ويقدم محاكمة لأعراف المصريين، فالقرية التي يقدمها ليست قرية
حالمة بل فيها الكثير من الفجاجة والعنف وكل أبطال الرواية لا يرون إلا الدمار
القدري.
وأضاف "عقل"، أن مصطفى البلكي في روايته
سيدة الوشم عالج قضية شائكة، وهي قصة حب بين ضياء المسلم وأفروديت المسيحية، لكنه
لم يقدم حلا للمشكلة، لأن حل المشكلة ليس من مسؤولية الاديب، وفي سيدة الوشم يسائل
البلكي المجتمع ما إذا كان سيسمح المجتمع بقصة العشق هذه أن تتم أم لا؟ وهو ما
يذكرنا برواية الشقراء والشعر الأبيض لإحسان عبد القدوس، مؤكدا أن قضية الرواية
برغم أنها قد تكون متداولة لكن البلكي يعيد تدويرها واكتشافها من جديد ويجعل
منها مادة خام وطازجة.
واختتم عقل أن الكاتب اختتم الرواية بحلم وهو أجمل
ما في الرواية، فهو حلم فيه نوع من الاستيهام، حيث جعلك تتخيل معه أبعاد هذا
الحلم. فإذا اردت أن تفسره فيكمن أن يكون حلما أو كابوسا كافكاويا.
في حين قال الشاعر الكبير عبد الستار سليم إن
مصطفى البلكي كاتب جاد وموهوب، ومصر مليئة بالمواهب والكتاب الجادين ولكن عين
الإعلام لا تراهم، لكن ملتقى السرد يلقي الضوء على المواهب الحقيقة التي ظلمها
الإعلام والصحافة بسبب البعد المكاني أحياناو لحسابات أخرى أحيانا.
الناقدة عبير عبدالله، أكدت أن رواية سيدة الوشم للروائي مصطفى البلكي رواية رومانسية مغرقة في التراجيديا والمشاعر المتدفقة المتضاربة من خلال حب عفيف طاهر كلله الزواج بامتزاج الروح والجسد معًا لكن في وسط مشتعل بالرفض لهذا الحب.
وأضافت "عبدالله" في قراءة نقدية لها
خلال مناقشة الرواية بملتقى السرد العربي، أن الراوي في سيدة الوشم بضمير
"أنتِ" للمخاطبة الأنثى، لكنه مشارك في الأحداث بل هو معادل للبطلة،
ملاصق لها يشعر بها ويساندها ويتألم مثلها ويعيش مشاعرها، يعلم
ما تفكر فيه، وكيف تفكر؟ وكأنها كتاب مفتوح يعيش فيه.
وعن التقنيات التي اعتمدت عليها الرواية أثنت عبير
عبدالله على توظيف الكاتب للحلم، خاصة الحلم الذي جاء على لسان
"أماني" أن أمها تزورها في الحلم مع بعض الموتى من العائلة وهم
يتعجلونها لتركب معهم القطار إلا أن أمها أبت ذلك، وهو حلم يدل على أن موعد
أماني لم يحن بعد وأن الحياة مازالت مستمرة، ثم تأتي الخاتمة المفتوحة بتساؤل:
إلى أين أمضي؟ وكأن للرواية بقية.