مركز حصين: الله فطر كل الناس على الإقرار به ربا خالقا لهذا الكون
- الأربعاء 18 ديسمبر 2024
الأزهر الشريف
قبل كل شئ
لأبد أن نلقي الضوء على الجامع الأزهر الشريف الذي يعد أقدم جامعة عالمية متكاملة، ومن أهم المساجد
الجامعة في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي، احتضنت أروقته الملايين من طلاب العلم
ومعلميه، حتى غدا قِبلة العلم لكل المسلمين، ومنهل الوسطية، ومنارة الإسلام
الشامخة، وقد تجاوز عمره الألف سنة، متحملًا مسؤوليته العلمية والدينية والوطنية
والحضارية تجاه الشعب والأمة الإسلامية كلها، فكان لها رمزًا حضاريًا، ومرجعًا
علميًا رئيسًا، ومنبرًا دعويًا صادقًا.
ومنذ بناء الأزهر كثُرت العلوم التى كانت تدرس
بالجامع الأزهر في ذلك العصر وتنوعت إلى دراسة فروع العلوم العَقَديَّة والشرعية
والعربية والعقلية، فضلًا عن دراسة علم التاريخ وتقويم البلدان وغيرها من العلوم،
كما تم إنشاء ثلاث مدارس وإلحاقها بالجامع الأزهر وهي: ( الطيبرسية، الآقبغاوية،
الجوهرية)، ورتبت فيها الدروس مما أدى إلى إثراء الحركة العلمية بالجامع الأزهر، إلَّا
أن أهم ما يميز الأزهر في العصر المملوكي هو نشأة مساكن للطلبة الوافدين والمصريين
فيه عرفت بالأروقة.
وفي ظل الحكم
العثماني لمصر (923 ـــــ 1213ه/ 1517 ـــــ 1798م) احتفظ الجامع الأزهر على مدار
ثلاثة قرون بقوته وتقاليده، ومضى يؤدي رسالته باللغة العربية في الحَقْلًيْنِ
الديني والتعليمي، وظل موطنًا للدراسات الدينية، وملاذًا للغة العربية، وكعبة
علمية يفد إليها أعلام الفكر الإسلامي يتصدرون الحلقات الدراسية في رحابه، وقد بلغ
أثره في الحياة المصرية من القوة والعمق والذيوع ما جعله يحافظ على الطابع العربي
لمصر طوال فترة الحكم العثماني، كما توافد عليه طلاب العلم من مختلف أنحاء العالم
الإسلامي لينهلوا من شتى المعارف التي تُدَرَّس فيه، ومن أهم ما يتميز به الأزهر
في ذلك العصر هو ظهور منصب شيخ الأزهر.
كما كانت
العلوم التى تُدرَّس في الجامع الأزهر تربوا على عشرين علمًا مثل: الفقه- أصول
الفقه- التفسير- الحديث رواية ودراية- مصطلح الحديث- التوحيد- الحكمة الفلسفية-
التصوف- النحو- الصرف- المنطق- المعاني- البيان- البديع- الحساب - الجبر
والمقابلة- الفلك- اللغة- الوضع- العروض- القوافي- الهيئة.
وكان أبرز ما يميز الأزهر الشريف هو ما يسمى أروقة
الآزهر والتي تعد رمزٌ للعالمية وللترابط
العربي والإسلامي
لقد ظل الأزهر
على مدار تاريخه ــ ولا يزال ــ يفتح أبوابه للظامئين إلى العلم والمعرفة من
العلماء والطلاب من داخل مصر وخارجها دون تمييز أو إقصاء، فهو يمثل القِبْلة
العلمية لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، والأُنموذج الذي يُحتذَى به في
الترابط العربي والإسلامي، وصار يتفرد عن غيره من الجامعات الإسلامية على مر
العصور بعالمية رسالته التى تقوم على كونه المنبع الأصيل للعلوم الإسلامية
والعربية والعقلية، والموطن الدائم لطلاب العلم من جميع أنحاء العالم الإسلامي،
وبدوره الراسخ والفاعل والإيجابي والمتواصل في خدمة ورقي الحضارتين الإسلامية
والإنسانية.
ومن التقاليد
الراسخة التى ظلت لصيقة بالتاريخ العلمي والاجتماعي للأزهر كجامعة أنه أفرد لكل
جنسية وأهل إقليم من طلابه الذين وفدوا إليه من شتى بقاع العالم العربي والإسلامي
"رِواقًا" يقيمون فيه إقامة دائمة بالمجان طوال السنوات التى كانوا
يقضونها في تحصيل العلوم في رحابه، وهي أماكن للإعاشة الكاملة بالمجان، طعامًا
وإقامة وكسوة وجرايات ومرتبات ومخصصات كثيرة، وغير ذلك من الخدمات الجليلة تكريمًا
وراحةً لهؤلاء المجاورين، فتعد أروقة الأزهر رمز تاريخي وحضاري يشهد بعالمية
الأزهر ودوره العلمي والاجتماعي على مر العصور، وفيما يلى نبذة موجزة عن هذه
الأروقة:
أولاً: أروقة المصريين والتي ضمت عدة أروقة
متخصصة لكل فئة من المصريين مثل
1- رواق
الصعايدة: وتم تخصيصه للطلبة الوافدين من أقاليم صعيد مصر.
2 - رواق
الشراقوة: وتم تخصيصه لطلبة إقليم الشرقية.
3 - رواق
(زاوية) العميان: وخصصت للطلبة المكفوفين.
4 - رواق
البحاروة (البحيرة): وتم تخصيصه للطلبة الوافدين من إقليم البحيرة.
5 - رواق
الفيومية (الفَيَمَة): وتم تخصيصه للطلبة الوافدين من إقليم الفيوم.
6- رواق
الفشنية: وتم تخصيصه للطلبة الوافدين من إقليم بني سويف.
7 - رواق
الشنوانية (الأجاهرة):
8 - رواق ابن
معمر: وهو من أشهر أروقة الجامع الأزهر؛ لأنه لم يكن مخصصًا لجنسية أو إقليم
جغرافى أو لمذهب ديني معين.
9 - رواق
الأقبغاوية: وتم تخصيصه للطلبة الذين يحضرون الحلقات الدراسية فى هذه المدرسة.
10 - رواق
الأحناف (الحنفية): وتم تخصيصه لطلاب المذهب الحنفي.
11 - رواق
الحنابلة: وتم تخصيصه لطلاب المذهب الحنبلي.
12 - الرواق
العباسي: وتم تخصيصه كمقر لإدارة الأزهر وإقامة الاحتفالات الرسمية به، ولإقامة
طلاب بعض الأروقة من المصريين والوافدين، بالإضافة إلى مقر طبيب وصيدلي الأزهر,
وإفتاء الديار المصرية.
وقد استمرت
أروقة الجامع الأزهر عامرة بالمجاورين, تؤدي دورها العلمي والاجتماعي حتى إنشاء
مدينة البعوث الإسلامية والبدأ فى شغلها بالطلبة في 12 ربيع الأول 1379ه/ 15
سبتمبر 1959م.
كما أن هناك
أروقة الوافدين أبرزها "
1 - رواق
الأتراك: تم تخصيص هذا الرواق لأبناء الجنس التركي الوافدين من قارتي آسيا وأوربا
وبعض جزر البحر المتوسط.
2- رواق
الشوام: خصص للوافدين من بلاد الشام (سوريا- فلسطين- لبنان- الأردن).
3 - رواق
الحرمين: تم تخصيص هذا الرواق للوافدين من بلاد الحرمين الشريفين.
4 - رواق
اليمنية: أفرد هذا الرواق للطلبة الوافدين من اليمن.
5 - رواق
الأكراد: تم تخصيصه للطلبة الأكراد السُنَّة الوافدين من شمالى العراق وبلاد الشام
والأناضول وغيرها.
6 - رواق
البغدادية (البغادة): يستقبل هذا الرواق الوافدين من العراق والبحرين والكويت.
7 - رواق
السليمانية: ويقبل الطلبة الوافدين من أفغانستان.
8 - رواق
الهنود: كان هذا الرواق مخصصاً للطلبة الوافدين من الهند.
9 - رواق
الجاوة (الجاوية): وكان مخصصاً للوافدين من إندونيسيا والفلبين وماليزيا.
10 - رواق
المغاربة: كان رواق المغاربة من أوائل الأروقة التى أنشأت بالجامع الأزهر، لم يكن
يقبل به إلاَّ من كان بلاد المغرب( طرابلس, تونس, الجزائر, مراكش), كما لم يكن
يقبل به إلاَّ من كان مالكى المذهب.
11 - رواق
السنارية: تم تخصيصه للطلاب الوافدين من إقليم سنار فى السودان.
12 - رواق
الدكارنة دارفور: تم تخصيصه للوافدين من بلاد دارفور وسنار وتكرور.
13 - رواق
دكارنة صليح: تم تخصيصه للوافدين من منطقة التشاد والبلاد المجاورة لها بوسط
القارة الأفريقية.
14 - رواق
البرابرة: تم تخصيصه للطلاب الوافدين من موريتانيا وما جاورها من أقاليم.
15 - رواق
الجبرت: تم تخصيصه للوافدين من الحبشة, وسواحل البحر الأحمر.
16 - رواق
البرناوية (البرنو): وكان مخصصاً للطلبة الوافدين من غرب أفريقيا كالسنغال,
والنيجر, وغينيا, وساحل الذهب(غانا.