"الشيخ إمام .. الإنسان والفنان" في ضيافة ملتقى السرد العربي

  • معتز محسن
  • الخميس 26 ديسمبر 2019, 6:25 مساءً
  • 481
ندوة "الشيخ إمام عيسى" بملتقى السرد العربي

ندوة "الشيخ إمام عيسى" بملتقى السرد العربي

أقيمت بملتقى السرد العربي برئاسة الدكتور حسام عقل بالتعاون مع صالون غادة صلاح الدين الثقافي، ندوة عن الشيخ إمام عيسى رائد الأغنية السياسية مع رفيق دربه أبو الفاجومية الشاعر أحمد فؤاد نجم ، أدار الندوة الشاعر الكبير السعيد عبد الكريم وتحدث فيها المحقق التراثي الكبير الأستاذ سيد مهدي عنبه جامع تراث العملاقين الكبيرين، ومعه ابن شقيق الشيخ إمام الأستاذ شعبان عيسى الذي شدا بأجمل ألحان الشيخ إمام مثل: "واه يا عبد الودود، البقرة حاحا، شعبان البقال، والبحر بيضحك ليه".

أكد المحقق سيد عنبه أن مدخل كلامه منصب في كتابه "الشيخ إمام الفنان والإنسان" وذلك بحكي الشيخ إمام عن نفسه ، مع وجود آراء مجموعة من المفكرين والموسيقيين الذين عاصروه ، مع إبراز النوت الموسيقية لألحانه المتنوعة ما بين الأغنية العاطفية والسياسية كرائد للتلحين الكاريكاتيري.

وأكد "عنبه" أن مدرسة القرآن الكريم هي التي أسست إمام عيسى على نهج سليم ، جعلته يخرج أحلى الألحان مستنبطًا من التواشيح الدينية ما يضفي على ألحانه التميز والتفرد وذلك من خلال تعلمه للمقامات الموسيقية على يد الشيخ درويش الحريري الذي ربطته بإمام صلة قوية إمتدت عشرين عامًا من العام 1933 حتى العام 1953.

وأشار إلى أنه تعلم في الجمعية الشرعية بالمغربلين وأحب قيثارة السماء الشيخ محمد رفعت وقت تردده على مسجد فاضل باشا بدرب الجماميز وتزامن إنشاده بنفس المسجد مع وجود الشيخ الكبير الذي تنبأ له بمستقبل باهر ينتظره على أحر من الجمر.

وأضاف "عنبه" أن منطقة حوش آدم هي التي جمعت بين إمام ونجم لتنفسهما لعبق واحد ألهمهما بأعظم ما نحتوه من أغاني عاطفية وسياسية وضعتهما في صفحات خالدة بسجلات التاريخ ، إلى جانب هضم إمام لمبتهلين عظام أرشدوه للأداء المميز وهم : "محمود صبح، فتحية أحمد ، علي محمود".

قدم الشيخ إمام 300 أغنية ، 153 لنجم ، و100 أغنية لشعراء آخرين وغنى لفؤاد قاعود 14 أغنية ، بدأت مسيرة إمام والفاجومي في العام 1962 من خلال أول أغنية عاطفية بعنوان "أنا أتوب أنا عن حبك" ، لتتوالى الأعمال المميزة مثل "عشق الصبايا ، ساعة العصاري ، على حسب وداد جلبي ، التحالف "يعيش أهل بلدي" ، البلي بام والبلي با ، سايس حصانك".

جاءت حرب العام 1967 بصدمتها الكبرى لتغير مسارهما للقبلة المنتظرة والتي عرفتهما بالجمهور عبر الأغنية السياسية من خلال ملاحم : "البقرة حاحا ، يا فلطسينية ، واه يا عبد الودود ، إسكندرية ، مصر ياما يا بهية ، جيفارا مات ، هوشي منّة ، كسبنا القضية ، بيان هام ، دولا مين ، شعبان البقال ، ممنوع من السفر ، أهيم شوقًا ، حي على الكفاح".

وأضاف "عنبه" بأن الشيخ إمام غنى من كلماته هو ثلاث أغنيات وهي : "فرَّح فؤادي حبيبي 1945 ، ليبيا .. ليبيا 1986 ، الجنوب اللبناني 1990" معبرًا عن مواقف الأمة المختلفة في أهم فتراتها التاريخية.

وأكد الدكتور حسام عقل على أن الشيخ إمام كائنًا موسيقيًا معتمًا عليه لحالته الثورية مع أحمد فؤاد نجم ، ومن هنا حان الوقت لكسر هذا الصمت بظهور سيد عنبه الذي حقق وأرخ لهذا الثنائي العظيم المؤرخ للحالة الشعبية من خلال كتابه "الشيخ إمام ونجم .. عشاق بهية".

وأشار "عقل" على أن الكتاب يتضمن حوارات مع نجم وإمام كاشفًا عن الصفحات المجهولة في حياتهما مؤكدًا على أن الثنائي الشهير رسخا لحالة الخروج عن النسق العام في كل شئ  بشدوهما لمصر.

وأضاف "عقل" أن "عنبه" أشار بتوثيقية رائعة لكتاب محمد فرج "عباقرة الإنشاد الديني" بأن نجم إمام بزغ في مسجد فاضل باشا بدرب الجماميز وقت تعرفه على الشيخ محمد رفعت الذي اكتشف صوته المميز متنبئًا له بمستقبل باهر.

الكتاب يقع في 188 صفحة حاملاً لحوارات ممتعة مع القطبين متقلدًا لوسام حقيقي بكتابة  الكبير الطاهر مكي مقدمة له ، والحوارات لم تكن دبلوماسية خاصةً مع نجم الذي قال : "في الملجأ تعلمت الشجن والبعد عن أمي".

أبرز "عنبه" شهادات بدر توفيق ، خيري شلبي وصافيناز كاظم بكلماتهم الهامة : "كلمات نجم وألحان إمام علمتنا في الظروف الصعبة أنه لا مجال لليأس".

وختم "عقل" كلامه بأن نجم أعاد اكتشاف العامية المصرية وإمام دعمه بفنية الأداء الديني.


تعليقات