معتز محسن يكتب : السيرة النبوية والأدب (2)

  • معتز محسن
  • الأحد 08 ديسمبر 2019, 3:05 مساءً
  • 898
صورة تعبيرية

صورة تعبيرية

استكمالاً للمقال السابق حول السيرة النبوية العطرة و الأدب ، دارت عجلة الإبداع في قريحة السيرة العطرة وما هو مرتبط بالوحي بتنزيل كلمات نورانية تضفي على الروح ما ينعش الصدور من أجل مقابلة الحياة بصدر رحب يتقبل كل ما فيها من سعادة وشقاء.

دارت العجلة الفكرية تجاه السيرة النبوية من خلال أساطين الفكر من رعيل التنوير الأول ما بين طه حسين ، العقاد ، أحمد أمين متناولين الأمر بقريحة تنويرية تجمع بين أبجديات الروح ومنهج العلم والإستقراء كي لا يقع الدين في فخ الثبات تحت مسمى التسليم بكل ما جاء ، مما أدى لتعطيل منهج الإجتهاد وإعمال العقل لنرى نتاج ذلك كله في ما نراه الآن من فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان !!

بدأت القريحة الإبداعية من خلال فن السرد ، مستوعبًا ما طرقه رواد الفكر في أعمالهم الفكرية لنجد المزيج الذي جسده راهب الفكر توفيق الحكيم في العام 1936 أي قبل العمالقة في كتابه الشهير "محمد صلى الله عليه وسلم .. سيرة حوارية" مبرزًا دور الفن في تكيفه مع الدين بتناول سلس بسيط لا يشوبه أية مشكلة.

نجح الحكيم في تقريب المسافة الزمنية بين وقت الرسول الكريم ووقتنا المعاصر بحبكة فنية وثقافة تراثية عالية ، ترد على الإتهامات التي وجهت له بترجيح كفة الثقافة الغربية على ثقافتنا العربية العريقة ، وتلك المعادلة  وصل إليها عن طريق أحد أصدقاءه الروس ورد ذكره في رواية "عصفور من الشرق" وكتاب "زهرة العمر" المليئ بمجموعة رسائل متبادلة جعلت من هذا الصديق المرشد الرئيسي له ، لما يمتلكه تراث العربية من مخزون عظيم ونفائس كريمة لابد من التركيز عليها كي لا يضل الطريق نحو ذاته الثقافية وهويته الإنسانية ، فكان لكتابه عن الرسول الكريم الخطوة الكبرى في التحول نحو التراث بعين الفنان والمحقق.

سرد الحكيم الوقائع التاريخية والأحاديث الصحيحة الموثقة لتلك الأحداث ، واضعًا في الإعتبار ورود ترجمة الكتاب يومًا ما للغات مختلفة موضحًا عبر لغته الأم الوصف الصحيح والدقيق للإسلام عامةً وللسيرة النبويةً خاصةً كما فعل محمد حسين هيكل في كتابه الهام "حياة محمد".

وللحديث بقية .....

تعليقات