ليلى إبراهيم تكتب: "لماذا انتحرت؟"

  • أحمد عبد الله
  • السبت 07 ديسمبر 2019, 5:53 مساءً
  • 1209
ليلى صاحبة السعادة

ليلى صاحبة السعادة

لماذا انتحرتَ ؟؟!!!

تخيل لو أُتيحت لنا فرصةٌ لنسألَ شابًا من المنتحرين لماذا انتحرتَ؟؟!!

سنتناول إجابتَه لاحقًا.. لكن تعالوا معي أولًا نتكلم في هذا الموضوع الشائك بشيء من الاستفاضة.


ظاهرة الانتحار ليست وليدةَ اللحظة؛ فكثيرًا ما سمعنا عن انتحارٍ لمُطربٍ أو ما شابه، غير أنه يوجد إحصائية للمركز القومي للسموم تقول إنه في سنة ٢٠٠٧ وحدها سُجِّل أكبر إحصاء لعدد المنتحرين في مصر؛ إذ وصل عددهم الي ٢٧٠٠ حالة انتحار، وسجل أيضًا أن نسبة الانتحار في الإناث كانت أكبرَ منها عند الذكور لتصل إلىٰ ٦٨℅ للإناث ، بينما كانت ٣٢℅ عند الذكور ، وكانت أعمارهم تتراوح بين ١٥ إلي ٢٢ سنة.


 أما في عام ٢٠٠٩ فوصلَتِ الحالاتُ المسجَّلة إلي ١٠٤ ألف حالة محاولة انتحار؛ نجح منها في الانتحار فعليًا 5 آلاف حالة، ما جعل الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء يعتبر جريمةَ الانتحار ظاهرةً تتزايد يومًا بعد يوم .

نقف هنا قليلًا نتحدث عن دوافع الانتحار وطريقته.

دوافع الانتحار كانت إما لدافِعٍ عاطفي أو إحساس نفسي بالاضطهاد من جانب الأسرة أو المدرسة أو من المجتمع ككل؛ ما قد يؤدي إلىٰ نوع من الخلل أو الاضطراب النفسي الذي يدفع المريض بدوره إلىٰ ارتكاب جريمة في حق غيره من المحيطين به أو في حق نفسه .

بينما كانت طريقة الانتحار بتناول حبوبٍ منوِّمة أو مُخدِّرة ، أو تناول جرعات زائدة من السم .

ذلك بالنسبة للإناث أما الذكور فكانت عن طريق الشنق أو قطع شرايين اليد.

نتوقف هنا قليلًا لنوضح أن طريقة الانتحار كانت بغير تعذيب مُضنٍ للنفس ، أعلم أن البعض سيقول: "كلها موتة أو كله انتحار" وهذا صحيح لكن دعونا نتأمل طرق الانتحار في أيامنا هذه ؛ فتاة ترمي بنفسها أمام عجلات المترو ، شاب يحرق نفسه بصاعقة كهربائية ، وأخيرًا شاب يرمي بنفسه من أعلىٰ برج القاهرة.

إنه لأمرٌ فظيعٌ مُريع ، وهذا هو المُعلَن وربما غير المُعلَن كثيرٌ كثير.

صار الشباب يتفنن في طرق الانتحار.. لماذا ؟؟!!

هنا السؤال لماذا ؟؟!!

هل كان لدىٰ كل منهم رسالةٌ لم يستطع أن يُوصلها بطريقه ما للمسؤولين ، ووجد أن أفضل طريق لتوصيلها هي حياته نفسها؟؟!! ما رسالته؟؟!!

هنا سيجيب المنتحر..لماذا انتحرتُ ؟؟!! أين انا؟؟

ماذا سيكون مستقبل أيامي؟؟

ماذا سيقدم لي وطني؟؟

من يستطيع ان يسمعني يستوعبني يحتويني يجعلني أعبر عما بداخلي؟؟

ماهي فرصتي في بلدي لأحقق ما أحلُم به وأطمح إليه؟؟

هل سأعمل بشهادتي العالية بعد تخرجي في كلية الهندسة او الطب؟؟

هل سأجد لي عملًا كريمًا يناسب قدراتي وطموحاتي أم سأعمل سائقًا أو عاملًا في كافيه او ما شابه ذلك؟؟

عندما ترد علي استفساراتي هذه -يقول المنتحر- ستعلم إجابةَ سؤالك لي : لماذا انتحرتَ؟؟!!

أنا لا أبرر الانتحار لكن دعونا لا ندفن رؤوسَنا في الرمال فنعترف أننا إزاءَ أزمةٍ حقيقيةٍ وظاهرةٍ مُخيفةٍ في كمِّها وكيفها ، لابد أن نعيَ أن احتواءَ أبنائنا والسماعَ إليهم والتحدثَ معهم أمرٌ بالغ الأهمية بمكان.

لا ينبغي أن تصرفَنا ضغوطاتُ الحياة ومشاغلُها عن أن نمنحَهم بعضًا من وقتِنا واهتمامِنا وحبِّنا قبل نُقودنا ، نرسِّخ فيهم عقائدنا الدينية ، نحببهم في أنفسهم والحياة ، ونعززهم حتي يشعروا بقيمتهم عند أنفسهم وعندنا. أعطوا ، احتووا ، اسمعوا..تتجتبوا السوءَ لابنائكم.

تعليقات