رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

معتز محسن يكتب: ضبابية الوسطية

  • معتز محسن
  • الثلاثاء 26 نوفمبر 2019, 4:41 مساءً
  • 1030
معتز محسن

معتز محسن

الآن وبعد اقتراب أفول عامنا الحالي منتقلين إلى حقبة جديدة في العام 2020، فلنتأمل الأحوال التي صارت عليها العقول ما بين المتفتحة والمنغلقة، الواقعة في نفس الفخ ألا وهو فخ التطرف والمغالاة بالاستماتة على الشيء دون الاستماع للآراء الأخرى.

ماذا تعني تلك الظاهرة، وسط تأرجحها بين الفريقين؟

الظاهرة هنا تعلن عن نفسها بضبابية الوسطية الفكرية في تسيد المشهد العام من أجل غدٍ أفضل، ليقترب ذلك المصطلح من الاختفاء من حياتنا كما اختفت الوسطية المجتمعية كرمانة ميزان تحمى المجتمع من أنياب المتناقضين، فما ينطبق علينا الآن هو قول الله تعالى: "كُل حزبٍ بما لديهم فرحون".

كل يفرح بما يحمله في أحشائه من كلمات براقة تنتهي بالذوبان عند ارتفاع الصوت بحنجورية المتحذلقين كأداة توكيد على الصواب المقحم بنفسه على الآخرين دون سابق إنذار ، ليكون الضحية في خلاصة الأمر المجتمع بأكمله.

لا أستثني أحدًا من عبثية المشهد العام ما بين يمين ويسار يرفض الاستماع إلى الآراء الأخرى بحجة الأوحد والأفضل في يقينية المعلومة والكلمة، لنقع بين شقي الرحى، مصطدمين بنماذج مجتمعية تعاني التشويش والإبهام.

الحل هنا  يأتي من الوسطية المطلوبة بأن نرى من يصلي في خشوع ويتمعن في ما يتلوه من القرآن، وفي نفس الوقت يدندن في أوقات فراغه مقويًا من مناعته الفكرية والجسدية، فارزًا للأجيال القادمة من يحمي المجتمع عن قلب خاشع وعقل مستنير، يطبق ما طبقه العلماء في العصور الوسطى المستنيرة عنوان الدولة الإسلامية المعتدلة المستمسكة بعروتها الوثقى، مع اطلاعها على ما يفرزه الآخر من تراث متنوع، كما فعل "الفارابي، الكندي، ابن سينا، البيروني، وابن حزم".

لنفتح النوافذ لعقولنا التي ركدت من عطن الجعجة الفارغة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه عبر الاستفادة من صفحات التاريخ التي عانت الهجر والتجاهل تحت مسمى التقدمية وأبناء اليوم الواقفون على حافة الهاوية.

تعليقات