متخصصة إعلام: «فاتن أمل حربي» هدفه إفساد العقول وخلخلة الإيمان

  • أحمد حماد
  • الإثنين 23 مايو 2022, 7:46 مساءً
  • 408
فاتن أمل حربي

فاتن أمل حربي

حذرت سوسن الشاملي، وهي حاصلة على دكتوراه في الإعلام ومؤلفة كتاب "الإلحاد حيل إعلامية"، من خطورة بعض الأعمال الدرامية، وتأثيرها على الأشخاص من الجانب الديني، وكان من أبرز تلك الأعمال مسلسل "فاتن أمل حربي" الذي عرض في رمضان الماضي.

 

وأوضحت في مقال نشرته، عبر موقع "السبيل" أن التفكيك المستهدف من خلال نتلك الأعمال قد يصل بالمشاهد إلى الإلحاد وإنكار الله كليَّةً، حيث يأتي عمل ينقد قضية من الثوابت الدينية كالحجاب، وعمل آخر يشوه شكل رجل الدين وعمل غيره يظهر الدين بأنه محض تشدّد، وغيرها الكثير، حتى يجد الفرد ينقض هذا ويرفض هذا ويتعارض مع هذا وينفر من الشخص الملتزم، ليجد نفسه في الهاوية ممحوَّ الديانة والهوية، ويصبح محضَ كائن لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا، كما أنها تربي لديه فكرة التجرؤ على الدين والطعن في الأحاديث والأحكام الشرعية والفتاوى أو رفض أمر من أوامر الله.

ولفتت الدكتورة سوسن الشاملي، إلى أن الدراما تتسلّل إلى عقول الجمهور لبرمجتها عن طريق دس السم في العسل فيتم التركيز على ما يشكك المرء في دينه ما هي إلا رسائل يراد تمريرها ثم ترسيخها في المجتمعات لإعادة صياغة تعريف الإنسان في عهود ما بعد الحداثة، وذلك مثل تناول قضايا المرأة بشكل رافض لتعاليم الدين وأحكامه وهذا له دور كبير في دعم آراء الملحدات ونشر أفكارهم وترسيخها في عقول الجمهور من الفتيات والنساء.

 

وتابعت: من المهم إعطاء بعض الأمثلة الواضحة حول هذه النوعية من الدراما، كما هو الحال في مسلسل (فاتن أمل حربي) الذي عُرض في رمضان، وهدفه مناقشة قانون الأحوال الشخصية ويفتح ملفات قضايا المرأة المطلقة، ولكنها جميعها تأتي -للمفارقة- من وجهة نظر كاتبه الذي جسّد فيه كل أفكاره التي يؤمن بها، وذلك واضح في المسلسل بشكل عام ففي أحد المشاهد ترفض بطلة المسلسل سقوط حضانة الأم بعد زواجها، بالرغم من وجود نصّ نبوي صحيح حكَم فيه النبي صلى الله عليه وسلم بسقوط الحضانة عن المطلّقة حال زواجها من أجنبي.

 

يدور المشهد حول أن بطلة المسلسل تذهب لدار الفتوى بالأزهر لتجد شيخًا -أي الممثل للدين- يتم تجسيده في المسلسل على أنه مجرد امرئ عاجز عن شرح علّة فقهية محل إجماع وفيها نص شرعي، وتظهر فاتن المعترضة على سقوط حضانة المطلقة على ولدها بأنها ذات الحجة الناصعة والدليل القاهر، فتثبت ببضع كلمات أنه لا يوجد في الدين ما يبيح سقوط حضانة المطلقة لولدها بمجرد زواجها من أجنبي “فربنا رحيم”، وهنا يقف الشيخ مصدومًا مرتبكًا، ولا يستطيع الردّ عليها غير قوله إن هذا “كلام الفقهاء”، وكأن الفقهاء هم الذين ألفوا الدين على مقاساتهم الخاصة أو مزاجهم البشري، ولا يوجد عندهم مرجع من نص شرعي أو علم أو دراية بالأحكام الربانية.

 

وأردفت: المؤسف أن هذا الشيخ مهزوز الثقة هو الذي يراجع نفسه لكى يستطيع التحايل على الدين وتحريفها وتعطيلها لخدمة تصور مدام فاتن عن الرحمة الإلهية، وفي مشهد آخر تحاول أن تبرر لزوجها سبب جحودها بفريضة الحجاب بل وتتطاول عليه قائلة له “أنت محتاج دكتور نفسي”، فهو بحاجة للعلاج لأنه طلب منها ارتداء الحجاب الذي فرضه الله، وهي بذلك تحاول أن تقنع الجمهور أن الحجاب محض عادة وليس فرضًا إلهيًّا.

 

وشددت سوسن الشاملي على أن مثل هذا العمل كيف تنظر له المرأة المطلقة التي لا علم لها بالإسلام ولم تتلقَّ معلوماتها عن الحياة إلا من وسائل الإعلام والتواصل المميعة للدين، خاصة تلك التي تريد أن تأخذ أبناءها إلى حضانتها، سوف تثور على الدين وترى أن نظرة المؤلف صحيحة، وأنه لابد من تغير هذه الاحكام للتوافق معها، دون النظر إلى فائدة هذا الحكم والحكمة من ورائه، فهي أم مغيبة عن سياق الفقه وعوامله وتعقيداته، وقبل كل ذلك فإن العاطفة تغلب عليها.

 

وأوضحت أن هذا العمل الدرامي وغيره يقوم بمحاولة خلخلة الإيمان داخل عدة فئات أصبحت غير قليلة في المجتمع وهي المرأة المطلقة، وخلخلة الإيمان عند بعض المحجبات اللاتي يتأثرن بالدراما ومن ناحية أخرى ليس لديهن مناعة فكرية دينية.

وفي ختام مقالها، شددت دكتوره الإعلام، على أن توظيف التفكيكية في الإعلام يستمر، حيث يتم هناك أعمال كثيرة أخرى تناقش قضايا مختلفة فتضم فئة أخرى وهكذا من فئة لأخرى ومن قضية لأخرى حتى يصل إفسادها لكل فئات المجتمع وتغطي كل القضايا التي تفسد العقول، ليصبح الإنسان مفككًا في دينه ومشاعره من الداخل، فليس لديه ثابت يستند إليه، بل تغيّر شكل التفكير فالتغيُّر والسيولة هو الثابت الوحيد في المسألة وهذه من أخطر الأفكار التي يمحى على إثرها معايير ومبادئ وثوابت دينية متعارف عليها منذ تاريخ البشرية وحتى عصر الحداثة، في محاولة لتشكيل مفاهيم مختلفة تماما تهدف إلى تفكيك الإنسان وتحليله ثم إعادة تركيبة من جديد بتعريف مختلف ومهام مختلفة، وهكذا يصبح الأغلبية بلا مبدأ أو ملامح ثابتة، وتزول القناعة بالأحكام والثوابت الدينية.

 

تعليقات