محمد عواد يكتب: حسام عقل ظاهرة نقدية مشهود له بالبنان

  • أحمد عبد الله
  • الإثنين 20 سبتمبر 2021, 09:35 صباحا
  • 932
الكاتب محمد عواد - والدكتور حسام عقل

الكاتب محمد عواد - والدكتور حسام عقل

ظاهرة نقدية سردية وشعرية، مشهود له بالبنان، له ما له وعليه ما عليه، رغم ندرة ما عليه.

تنسال الكلمات من فيه، إنسيال الزئبق على الزجاج، تتدحرج قطراته، فتذيغ نواظرك، وأنت تحاول أن تقتفي أثر حلوها، وهى تتساقط كسيل يهمي ، تتجمع في اذنيك، تصنع فيها تخمة بلاغية، لاتتمكن من هضمها أولا بأول.

عبقريته ليست في نقده السردي، فالنقد لا يحتاج لهبة، فالجميل جميل، والقمئ قمئ، الناقد هو شخص، يستشعر الحسن وعكسه، لكن فينا من يتمكن منه لغة وعلما، و القدرة على تحليله، والإخبار عنه، وفينا من يشعره، ولكن لايعرف كيف يبوح بأحاسيسه، ولايملك فكرا ولا لفظا، يقول عن هذا حسن، وهذا قمئ.

عبقرية الرجل في امر آخر، نقده المجتمعي، عرفته ثائرا، ولكن مهذبا، لاينطق عن هوى، يمسك بتلابيب أي أمر يريد الحديث عنه، فيفنده، ويحلله، ويستنكره، ويوجد حلوله، هولاء من يفعلون مثله، ندرة في مجتمع، جبل على الصمت، وغض البصر، عن كل ما يؤرق مجتمعنا من كل سقامه، ومن كل عطب يحطم تماسكه، وقيمه ومبادئه...فمنهم من يؤثر الصمت، ومنهم من يشارك في هدمه إما متعمدا، أو جاهلا، رغم القابا براقة، وصفات مدعاه.

عرفته أول ما عرفته، داعما لي، أبهرتني لباقته، ولياقته ، وياقته البيضاء المزهرة، التي تشبه قلبه النقي، ثم رأيته يتحدث عن هموم الوطن، يستل قلمه من غمده، يقاتل يمنة ويسرى، لا يخشى في الحق لومة لائم، يخرب عليهم خططهم، ويفضح شتات مجتمع مزقته الأنا، ومزقه التشرذم، يرمم ما بقى لنا، من خلاق، ويحاول أن يعيد مجتمعه لمساره الصحيح..يتحدث عن قدم " محمد صلاح" التي لن تكون أبدا، هى حل لما نحن فيه، يتحدث عن الردة في زمننا، التي فاق عددها، وفاقت عدتها، عن ما كانت عليه في عهد أبي بكر، يتحدث عن الإنحطاط الأخلاقي، ويرفع الستار بجرأة الفرسان عنه، لايخشى أبدا أن تتلطخ يداه من واقعها المزري.

وفجأة...
صمت دكتور حسام عقل.. ومنذ عام مضى، وافتقدنا منبرا إصلاحيا عظيما، يعز على واقعنا، أن ينجب بطلا مثله، فلقد أخُصى هذا الواقع، واستبيح دبره وقبله، عن عمد من جميعنا، واستبيح معه وطن يستحق أجمل ما فينا.

فمن هذا الذي كمم فاه الرجل؟ وحرمنا من رجل يقول هذا حرام وهذا حلال؟ في مجتمع افتقد هويته الأخلاقية، مجتمع فقد قيمه، ومبادئه، وفقد انتمائه لوطن أقل ما نقول عنه، اسمه العظيم،، مصرنا الأعظم، وديننا السمح الرائع،

فمن بعيده إلينا؟، حسام عقل، الناقد المجتمعي، لا الناقد السردي؟

مبروك دكتور حسام، المقر الجديد، دمت " علامة فارقة" في "المشهد الثقافي"..ودمت منبرا عالى الصوت، في بلد أصبح صوته الأعلى، جعجة ليس أكثر.

دمت بسلام من الله ومحبة.

تعليقات