أفكار ضد الإلحاد 2.. حسام الدين حامد يقلب الطاولة على أبناء الطبيعة

  • جداريات 2
  • الأحد 11 أغسطس 2019, 09:21 صباحا
  • 2169
شعار الإلحاد

شعار الإلحاد

تناولنا في حلقة سابقة تحت سلسلة أطلقناها بعنوان "أفكار ضد الإلحاد" نتناول فيها أهم المفكرين والكتاب الذين جابهوا الأفكار الإلحادية بأسلوب منهجي علمي ورصين، ومن بين هؤلاء الكتاب الطبي المفكر حسام الدين حامد في كتابه "الإلحاد: وثوقية التوهم وخواء العدم" الذي ينطلق فيه بهدوء ومنطقية مع الملحدين من بديهياتهم ومعتقداتهم ثم يأخذ في تفكيكفا وإثبات بطلانها بأسلوب علمي سلس يمزج بين المنهجية العلمية والكتابة الأدبية، واليوم نعمد إلى شيء من التفصيل عن هذا الكتاب.

تحت عنوان "أمنا الطبيعة.. أليس كذلك" يتناول الكاتب هشاشة ادعاء الملحدين بأنهم أبناء الطبيعة، حيث يرى "الكاتب أن أكثر المواقف جمعا للمتناقضات المضحكة هو موقف الملحد من الطبيعة، فهو إذ يدعي- كثيرا- أن الدين هو صورة لهروب الإنسان من خوفه من الطبيعة، فهو لا يدقق في كون إلحاده- غالبا- يمثل انعكاسا لانبهاره أو حيرته أو تشبثه بالطبيعة وهو ينتسب إليها مدعيا أنه ابنها، دون ملاحظة غربته فيها وكفران كبراء مذهبه بأمومتها، وهو يرمي المتدين بالغفلة عن دراستها وتحريم السياحة في أرجائها، ولو كان في الإلحاد شرع يبين موقف الملحد من الطبيعة لكان نهيا جازما "لا تتأمل".

 ويبين الكاتب أنه "كثيرا ما يُدلل الملحد الطبيعة بنداء الأمومة، مع أن المشاعر المتبادلة بين الاثنين يغلب عليها الخوف والقلق، فالملحد بالنسبة للطبيعة ليس إلا أحد الغزاة المنتقعين يستهلك مواردها ويقضي على خيراتها دون وجه حق، وفي وجود أفكار التطور وحتمية التقدم لدى الإنسان فإن فلاسفة مثل نيتشة وسبنسر- ملهمين بهذه الأفكار- قد طرحوا نظرة تسمى أحيانا النظرة الفاوستية للعمل الطبيعي- ترى الإنسانية مشتبكة في صراع دائم لإخضاع قوى الطبيعة واستغلالها للاستعمال الذي يعود بالفائدة، وقد رأى نيتشة أن هذا مشتق من غريزة دفينة تهدف إلى التحكم في الطبيعة وقد كانت هه الغريزة من العوامل التي ساعدت على بقاء الإنسان حيا في الماضي السحيق".

ويصل بنا الكاتب إلى تضارب أقوال الملحدين حول أمومة الطبيعة ليخلص إلى أن "الطبيعة بالنسبة للملحد شخصية اعتبارية، عديمة الإرادة، دائمة الحركة دون محرك خارجي، دؤوبة التأثُير على حياة الإنسان، فأي قلق يتولد في قلبك من متصرف عديم العقل؟! ثم كيف يطمئن لسانك وأنت تسمها بالأمومة؟! ويفكك الكاتب قول الملحد الشهير سام هاريس في الركون إلى ادعاء أمومة الطفولة إنه يعتقد في خطورة وسفاهة هذه النظرة الرومانسية الأسطورية للطبيعة، كل مائة مليون سنة تقريبا يصطدم كويكب أو مذنب في حجم الجبل بالأرض ويسحق كل ما هو على قيد الحياة، إذا أردنا دليلا على عدم اكتراث الطبيعة برفاهية الكائنات المعقدة مثلنا فإن تاريخ الحياة على الكوكب هو حلقة من التدمير الذي لا يرحم والتجديد الأعمى المترنج".

ويختتم حسام الدين حامد مقالته: "وهكذا وفقا لما زعموا فإن الطبيعة الجامدة التي لا تعقل ولا تبالي لهي جديرة أن توصف بالجفاء، وألا يُهتم لها...".

 

تعليقات