باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشاعر محمود درويش
الروائي الفلسطيني: شعر درويش رافق القضية الفلسطينية في محطاتها الرئيسية.. ورحيله خلق فراغًا في أدب المقاومة
ويرد على المهاجمين: درويش شاعر تاريخي.. و"البروباجندا" لا يمكن تكون سببا في نجاح مبدع على المستوى العالمي
ويتساءل: من يكتب عن حصار غزة ومقاومة المصلين في الأقصى للإسرائيليين الآن؟
قال الكاتب الروائي الفلسطيني رجب أبو سرية، إن الشاعر محمود درويش أحد بواعث الهوية الثقافية الفلسطينية الذين دشنوا وفتحوا الطريق والأبواب لبعث الهوية الوطنية منذ الستينيات، وبقي لمدة نصف قرن بشعره صوت المقاومة الفلسطينية.
وأضاف
أبو سرية، في حديث خاص لـ"جداريات" عن شاعر المقاومة الفلسطينية محمود
درويش في الذكرى الحادية عشرة على رحيله: بعد مرور هذه السنوات على رحيله ما زلت أبحث
عن شعر أو أصوات المقاومة الفلسطينية، وأنتظر محمود دوريش آخر يكون في خندق المواجهة
مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا: "درويش الذي كتب "في حضرة الغياب"
ما زال حاضرا ليس عند الشعب الفلسطيني فقط، ولكن عند العالم العربي عموما، وأنا أتابع
منذ أيام عدد التفاعلات والمشاهدات لإلقاء قصائده عبرالمواقع واليوتيوب، فهو أكثر
الشعراء العرب تداولا الآن عبر الإنترنت، دون مبالغة، وهذا يؤكد مكانة هذا الرجل".
"أبوسرية" واصل تصريحاته بمسحة من أسى تبدت في نبرة صوته قائلاً: الحياة والموت سنة الحياة، لكن المبدعين الحقيقيين الذين يحملون على عاتقهم قضايا كبرى ويقضون حياتهم للتعبير عنها، مثل التحرر الفسلطيني يكونون خالدين، ودوريش كان وما زال حيا وعظيما بأدبه وقضيته وما زال يُنشر أدبه بين الناس.
وواصل أبو سرية: بموت درويش حدث فراغ في أدب
المقاومة، حيث إنه انقطع الآن المعبر عن القضية الفلسطينية، فمعروف أن المحطات
الرئيسية في تاريخ الثورة الفلسطينة كان درويش يعبر عنها شعرا، هو كتب أحمد الزعتر
على سبيل المثال هذه القصيدة الملحمة في مواجهة مذبحة "تل زعتر" وكتب أيضا
"مديح الظل العالي" بعد الخروج من بيروت يلخص فيها صمود المقاومة وكانت
تراجيديتها من حيث عدم نصرة الأشقاء العرب.
وتساءل: الآن من يكتب عن حصار غزة؟ من يكتب عن تصدي
المصلين لتهديد الجنود الإسرائيليين في الأقصى؟ من يكتب عن طلبة المدارس والشبان، الذين
يواجهون حواجز الاحتلال الإسرائيلي بصدورهم العارية، فمازال الشعب يقاوم ويسطر
بطولات يومية بحاجة إلى محمود درويش يعبر عن كل هذه البطولات.
وعن اتهام البعض لمحمود درويش أنه كان صنيعة "البروباجندا"
علق أبوسرية: الشخص الناجح يتعرض لملاحظات من هنا وهناك، والشعراء عموما لديهم بعض
النرجسية، ولا شك أن درويش كان مشهورا ونجما ومحط اهتمام القراء عموما، وهذا ليس
ذنبه، علينا أن نتعامل معه كشاعر لا يهمنا أموره الشخصية، مضيفا: لا أعتقد أن "البروباجندا"
يمكن أن تجعل شاعر سطحي أو غير مهم شاعرا تاريخيا، ودرويش الآن رحل لكن يمكنك أن
تضع اسمه على جوجل وراقب حجم التداول وبكل حرية دون توجيه من حكومات أو اتجاهات سياسات
معينة، كذلك الدراسات الجامعية التي كتبت عنه إضافة إلى الترجمات التي وصلت إلى
نحو 20 لغة، ما حقق الانتشار العالمي.
واختتم "أبو سرية" تصريحاته لـ"جداريات": ربما هناك
بروباجندا أو توجيهات قد تنجح في بلد أو ذاك، ولكن لا يمكنها أن تكون سببا في نجاح
مبدع على المستوى العالمي، فدرويش تفوق على نفسه فشعره منذ سطر "أنا عربي"
قطع شوطا بعيد في عمقه الإنساني والشعري، فلم يبقى محصورا في الشعر المباشر، صحيح ظل
منتميا لقضية التحرر لكنه تعمق ونذر كل حياته لمشروعه الشعري والإنساني، فعلى
المستوى الشخصي لم يتزوج ولم يحصل على مناصب رغم أنه كان محط اهتمام من القيادة
الفلسطينية، وفي تقديري شعر درويش قد نفع الناس وبقي وسيبقى دون مبالغة لمئات
السنين قادمة.