"مصر وألمانيا".. ندوة ثقافية ضمن مبادرات المجلس الأعلى للثقافة

  • د. شيماء عمارة
  • الجمعة 26 مارس 2021, 9:30 مساءً
  • 873
جانب من الأمسية

جانب من الأمسية

نظم المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور هشام عزمي، بالتعاون مع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية برئاسة الدكتورة سعاد شوقي، الأمسية الحادية عشرة ضمن سلسلة أمسيات مبادرة: (علاقات ثقافية)،  تحت عنوان: (مصر وألمانيا)، وذلك احتفاءً بالعلاقات الثقافية المصرية الألمانية.

حيث افتتح الأمسية وأدارها الدكتور هشام عزمي، تضمنت كلمة سيريل نون سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية بالقاهرة، بالإضافة إلى مشاركة كوكبة من رموز الثقافة والفنون المصرية، والمتخصصين في مختلف الجوانب الثقافية المصرية الألمانية ومن بينهم: الفنان التشكيلي حسن الشرق، والكاتبة المسرحية رشا عبد المنعم، والدكتور عاصم العماري، الأستاذ بقسم اللغة الألمانية بكلية الألسن.

كما تم عرض فيلم تسجيلي قصير، يدور حول تفاصيل الحياة اليومية في ألمانيا، ويستعرض أبرز سماتها الثقافية والحضارية والطبيعية، وشهدت الفعالية استمرار المجلس الأعلى للثقافة في تطبيق الإجراءات الاحترازية كافة، بغرض الوقاية والحد من انتشار فيروس: (كوفيد - 19).

بدأت الأمسية بالوقوف دقيقة حدادًا على روح الدكتورة منار عمر، الأكاديمية والناقدة الأدبية والمترجمة البارزة المتخصصة في مجال الأدب الألماني، والأستاذة بقسم اللغة الألمانية بكلية الآداب جامعة حلوان، التي رحلت عن عالمنا منذ بضعة أيام بعد معاناة قصيرة مع المرض، وافتتح الأمسية الدكتور هشام عزمي، مؤكدًا أهمية سلسلة أمسيات مبادرة: (علاقات ثقافية)، التي سبق وأن احتضن المجلس في إطارها بالقاعة ذاتها عشر أمسيات، تمحورت حول علاقات مصر الثقافية مع عددًا من الدول من مختلف القارات.

وأضاف الدكتور هشام عزمي، أن مصر وألمانيا يجمعهما تاريخ طويل حمل علاقات ذات طابع متنوع، سواء ما يخص العلاقات السياسية الدبلوماسية أو التجارية والعلاقات الثقافية التي يتم الاحتفاء بها اليوم، مشيرًا إلى أن أحد أهم أهداف سلسلة أمسيات (علاقات ثقافية) يكمن في ترسيخ جذور التعاون بين مصر والدول الصديقة، التي يتم استضافتها خلال هذه الفعالية المهمة، كما أن هدفها الأهم هو إلقاء الضوء على المشترك، وقد كشفت الندوات السابقة عن الكثير من العناصر المشتركة بين مصر والدول التي شرفنا باستضافتها.

وأكد الدكتور هشام عزمي، أنه سيكون هناك لقاء مخصص لدراسة المقترحات التي وردت في سلسلة ندوات علاقات ثقافية بشكل عام، وفي مقدمتها ما يخص موضوع الترجمة، وقال : لعل أكثر ما يلفت النظر تجاه ألمانيا بالنسبة للكثيرين - في مصر على الأقل - يتمثل في التطور التكنولوجي والصناعي، لكن أيضًا هناك في ألمانيا اهتمام شديد بالتراث.

وأضاف عزمي، كانت لي زيارة العام الماضي إلى ألمانيا، وكنت أشرف برئاسة وفد يتعلق بمبادرة التراث الثقافي: (Curtlure Heritage)، بالشراكة مع جامعة هامبورج، وتمكنا من زيارة العديد من المؤسسات التي تختص باقتناء وحفظ وصيانة وإتاحة جانب كبير من التراث العربي، سواء في لايبزيج أو جوته أو المكتبة الرقمية العربية، والحقيقة إنني سعدت جدًا بمدى الاهتمام والحرص الشديد الذي يتعامل به الأصدقاء في ألمانيا مع التراث، فالكثير منهم يتقن اللغة العربية والكثير منهم قد حصل على الدكتوراه في تخصص اللغة العربية.

وفي مختتم كلمته أوضح الدكتور هشام عزمي إعجابه باعتداد الشعب الألماني بلغته، وتمنى أن تقتدي الأجيال الجديدة في وطننا بهذا الاعتداد بنفس القدر الرائع. 

وقال السفير الألماني سيريل نون الذى تعذر حضوره، وألقاها نيابة عنه المستشار العلمي لسفارة ألمانيا بالقاهرة، فيليب موباي، قائلا: إنني أثمن عاليًا قيمة الثقافة بصفة عامة، وعلاقاتنا الثقافية مع مصر بصفة خاصة، فعندما أتحدث مع بعض المصريين رجالًا ونساءً ويسألونني حول سر نجاح علاقاتنا الألمانية المصرية الطيبة والراسخة، فإنني أذكر علاقاتنا الثقافية المتميزة كأول الأسباب.

وتابع فيليب موباي خلال إلقاءه لكلمة السفير الألماني، مؤكدًا: أليست علاقاتنا الثقافية التي تشكل على مدى أكثر من مائة وخمسين عامًا الركن الركين الذى يرتكز عليه تعاوننا القائم على الثقة في جميع المجالات، دعونى أذكر لكم في هذا المقام عدة أمثلة لا يكاد يكون هناك في ألمانيا طفل لم يتعلم في مدرسته شيئًا عن تاريخ مصر القديمة، ويظل هذا الانبهار المنبثق عن ذلك يصاحب الكثير حتى مرحلة البلوغ، لذا يشعر الكثير من الألمان أنهم يعرفون مصر ويألفونها، وهذا من شأنه أن يفسر تلك القوة الناعمة الثقافية، التي ربما يحلم بها كثير من البلدان.

وأضاف، أن هناك ألمان يأتون إلى مصر ويدرسون علم المصريات أو يعملون في العديد من المشاريع الألمانية والمصرية، وفي المؤسسات الثقافية والتعليمية، وفي المقابل ألمس بصفتي سفيرًا لألمانيا في مصر "القوة الناعمة" لألمانيا، التي تتجلى في مدى التقدير الذي يكنه كثير من المصريين لنظام التعليم الألماني، والعمل بروح الفريق في مشاريع المؤسسات الألمانية بمصر، إن جوهر مقاربتنا هو الانفتاح والتعاون والإنجاز المشترك على قدم المساواة، الكثير يقدرون هذا المنحى مؤسساتنا الألمانية الثقافية والتعليمية في مصر - وأذكر من بينها معهد جوته والمعهد الألمانى للآثار والهيئة الألمانية للتبادل العلمى والمدارس الشريكة.

وقال فيليب موباي مختتمًا كلمة السفير الألماني، في إطار هذه المقاربة التعاونية قمنا بالتعاون مع وزارة الثقافة عام 2019 قبل اندلاع الجائحة، بإعادة إحياء شراكة التوأمة بين مدينتى فرانكفورت والقاهرة عبر إقامة حفل موسيقى كبير شاركت فيه فرقة: "النور والأمل" و"مؤسسة المكفوفين" - (Blind Foundation) بمدينة فرانكفورت، وبالتعاون مع وزارة الآثار المصرية وبتمويل من مخصصات وزارة الخارجية الألمانية، قمنا بدعم متحف مفتوح رائع بحى المطرية، وبالتعاون مع هيئة معرض فرانكفورت للكتاب نقيم بصفة منتظمة "الجناح الألمانى"، الذى يحظى بشعبية كبيرة بمعرض القاهرة للكتاب، كما تقدم الهيئة الألمانية للتبادل العلمى منحًا للعاملين فى الحقل الثقافى، وفى مقدور المهتمين منهم الاستعلام عن برامج المنح بالموقع الإلكترونى للهيئة، كذلك يتعاون معهدا جوته بالقاهرة والإسكندرية مع العاملين بالحقل الثقافى بجميع أنواع الفنون، بداية من رسم الكاريكاتير الكوميدى ووصولا إلى فن التركيب، بغرض دعم أواصر الثقافة والتقارب بين الشعوب، كما ترون حضراتكم إن العلاقات الألمانية المصرية تعزف الألحان والمقامات كافة، تحدوها غاية واحدة دائمًا ألا وهى تعزيز أواصر الثقة والتفاهم فيما بيننا والتعلم من بعضنا البعض، أشكركم من كل قلبى على الاهتمام الكبير الذى تولونه للعلاقات الثقافية الألمانية المصرية، كما أشكركم على تخصيص حلقة اليوم النقاشية لعلاقاتنا الثقافية.

تعليقات