هشام عزمي: الصمود والتحدي أبرز العناصر المشتركة بين الشعبين المصري والفيتنامي

  • أحمد حماد
  • الأربعاء 17 مارس 2021, 8:10 مساءً
  • 1064
خلال المؤتمر

خلال المؤتمر

نظم قطاع العلاقات الثقافية الخارجية برئاسة الدكتورة سعاد شوقي، الأمسية العاشرة ضمن سلسلة أمسيات مبادرة: (علاقات ثقافية) تحت عنوان: (مصر وفيتنام)، وذلك احتفاءً بالعلاقات الثقافية المصرية الفيتنامية.

وأدارت الأمسية الدكتورة سعاد شوقي، وتضمنت كلمة تران ثانه كونج سفير فيتنام بالقاهرة، والسفير المصري الأسبق في جمهورية فيتنام رضا الطايفي، بالإضافة إلى مشاركة كوكبة من رموز الثقافة والفنون المصرية، والمتخصصين فى مختلف الجوانب الثقافية المصرية مثل: الفنان الفنان التشكيلي المصري أحمد الجنايني، والمخرجة المسرحية مي مهاب المتخصصة في فن العرائس المائية، والمهندس عبدالعزيز إبراهيم المصور الفوتوغرافي، كما تضمنت الأمسية عرضًا لفيلم تسجيلي قصير، يدور حول أبرز سمات جمهورية فيتنام، وشهدت الفعالية متابعة المجلس الأعلي للثقافة لتطبيق الإجراءات الاحترازية كافة؛ بغرض الوقاية والحد من انتشار فيروس (كوفيد - 19) المستجد، كما بثت الندوة مباشرة عبر حسابات المجلس بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".


افتتح الأمسية الدكتور هشام عزمي، مؤكدًا أهمية فاعلية علاقات ثقافية، التي سبق وأن نظمت في إطارها بذات القاعة عشر أمسيات تطرقت للعلاقات الثقافية بين مصر وعددًا من الدول من مختلف القارات، وبطبيعة الحال كان من أهم أهداف هذه الأمسيات هو الكشف المشترك، ولا شك أن تلك الأمسيات السابقة بهذه السلسلة كشفت عن العديد من الجوانب المهمة الخفية عن الكثيرين، واليوم يتأكد هذا؛ فإذا نظرنا إلى الجانب المشترك الأبرز، نجد أن خير ما يمثله هو مفهوم "الصمود" فيما يتعلق بالحالة المصرية الفيتنامية؛ فقد صمدت مصر وخرجت من حرب انتصرت فيها سياسيًا عام 1956، وصولًا إلى 1967 وما كان في ذلك من صمود وتحدي مصري، وكنّا نسمع في نشرات الأخبار عبر المذياع آنذاك، أصوات إعلاميين أفذاذ مثل "أحمد سمير" و"همت مصطفى"، وهما يؤكدان تتابع الغارات الجوية الأمريكية على فيتنام، وطائرات "الفانتوم" الأمريكية وهي تدكها بوابل من القنابل، وكانت المعارضة لهذا الهجوم واسعة بشكل كبير، حتى من داخل الشعب الأمريكى ذاته؛ فشاهد العالم رفض البطل الرياضى الشهير "محمد على كلاى" الانخراط فى المشاركة في هذه الحرب.

وتشار إلى الأرضية المشتركة الكبيرة والجذور التاريخية بين الجانبين، مشددًا على أن الصمود والتحدي هما أبرز العناصر المشتركة بين الشعبين، ثم أهدى الدكتور هشام عزمي أحر تحياته للشعب الفيتنامي، واصفًا إياه بالشعب العظيم الذي واصل صموده وتحديه حتى خرج منتصرًا في النهاية. 


ومن جانبها أكدت الدكتورة سعاد شوقي التي أدارت النقاش بالأمسية، أهمية هذه الأمسية التي تدعم وتلقى الضوء على جوانب التلاقي والتواصل البناء بين الجانبين المصري والفيتامي، عبر مختلف أوجه الثقافة والفنون.

وقال السفير الفيتنامي تران ثانه كونج: قبل أن أشارككم قصة فيتنام وكيف أصبحت اليوم فيتنام النامية، أود أن أغتنم هذه الفرصة لكى أقدم خالص شكرنا إلى مصر اليوم على هذا الدعم الكبير للشعب الفيتنامي وللدولة الفيتنامية خلال نضالنا ضد الحروب والعدوان.".

وتابع السفير الفيتنامي كلمته مضيفًا: "تعود قصة التنمية في فيتنام إلى أكثر من أربعين عامًا، إلى أن تأسست جمهورية فيتنام الاشتراكية، وقبل ذاك الوقت كانت فيتنام لا تزال فقيرة وضعيفة، وكان الملايين من الشعب ليس ليهم ما يكفي من الغذاء أو الملبس أو السكن اللائق ولا حتى الحصول على امتیازية التعليم، ولكنكم عندما تنظروا إلى فيتنام الآن، تجدونها تطورت وتقدمت بسرعة مذهلة، بالطبع بفضل تعليمات وتوجيهات زعيمنا الحبيب الراحل هوتشى منه، هذه القصة ليس الهدف منها إبهار العالم، ولكنها تدور حول الشعب الفيتنامي نفسه، فى الواقع تتمحور أهدافنا التنموية حول خلق حياة أفضل لشعبنا، إنني آمل أنه بدءًا من زيارتكم لنا اليوم أن تستمر تجربة الاستكشاف ومعرفة المزيد حول فيتنام المنفتحة والودية والمتطورة بأعينكم وقلوبكم، وأن تعملوا معنا لتنمية صداقتنا وتعزيز التفاهم المتبادل في المستقبل، ستنتهي فاعلية اليوم بتقديم "لقمة من فيتنام"؛ حيث أعددنا لكم جميعًا طعامًا فيتناميًا لذيذًا مرة أخرى، أود أن أشكر المجلس الأعلى للثقافة على تقديم هذه الفرصة ومشاركة تجربتنا وثقافتنا معكم جميعًا؛ لإعطاء الفرصة للجميع للتعرف عن دولة فيتنام والشعب الفيتنامي.".


ثم تحدث السفير رضا الطايفي مشيرًا إلى متانة وعمق العلاقات بين مصر وفيتنام، على مختلف الأصعدة واصفًا إياها بالعلاقات المتجذرة بين البلدين، وأوضح أن التبادل الدبلوماسى بين الجانبين بدأ منذ ما يقارب ستين عامًا، مشيرًا إلى نجاح التجربة الفيتنامية بصفة خاصة؛ حيث وصلت فيتنام بعرق أبنائها إلى مكانة تضعها بجدارة وسط النمور الآسيوية؛ فلا شك أن فيتنام تلك الدولة التى سطرت بطولات مشرفة خلال حروبها ومعاركها المختلفة، تضرب الآن نموذجًا تنمويًا مبهرًا لا يقل أهمية عن نجاحاتها أمام الاستعمار الفرنسي والأمريكي.


ولفت الطايفي إلى أنه بالرغم من أهمية التبادل العلاقات الدبلوماسية، إلا أن قوة العلاقات على المستوى الرئاسي المباشر يعكس بوضوح قوة العلاقات بين الدول، وهو تمامًا ما نجده حاضرًا إذا تحدثنا عن العلاقات المشتركة بين الجانبين المصري والفيتنامي؛ حيث شهدنا منذ أعوام قليلة أولى الزيارات التي يقوم بها الئيس مصري نحو جمهورية فيتنام، وهى زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحديدًا في عام 2017، كما أعقبتها زيارة الرئيس الفيتنامي الراحل "تران داى كوانج" إلى مصر في أغسطس 2018.

تعليقات