"وردة التخييل الذاتي".. متتالية شعرية لـ أشرف يوسف

  • د. شيماء عمارة
  • الإثنين 08 فبراير 2021, 9:23 مساءً
  • 527
غلاف الديوان لأشرف يوسف

غلاف الديوان لأشرف يوسف

صدرت حديثا في طبعة ورقية وأخرى إلكترونية عن مدونة بيت النَّص، ديوان "وردة التخييل الذاتي"  للشاعر أشرف يوسف، وهو الديوان السادس الذي يعد بحسب المؤلف متتالية شعرية أو رواية شعرية بضمير المتكلم، ورسوم الفنانة كارولينا، ويأتي الديوان فى 245 صفحة ويحوي قسمين، هما: "يَوميَّاتُ حَظْرِ التِّجوال"، و"مُفْرَدَةٌ في مُتْحَفِ اللَّيل"، وبتصدير من الكاتبة المصرية مي زيادة في مستشفى العصفورية للصحة النفسية ببيروت: "باسِمِ الحَياةِ أَلْقاني هَؤلاءِ الأَقارِبُ في دارِ المجانِين".
 
وجاء في مقدمة الديوان: "اُنجز كتاب وردة التخييل الذاتي، مشاهد طويلة بين اَربعة جدران في الشهور الأولى من عام 2020، وفي ظروف عزلة جائحة كورونا".

ومن أجواء الديوان: 
رَسمَت لي سيِّدةُ القوافي ومَليكتي الحسناءُ طريقًا، 
لم يكن لطرَفَيْه مَقاصِدُ، 
لإقامتى الجبريَّة في كباريه العَدَم، 
كنت أتحدَّث لرفاقي الليليِّين بودٍّ عن راقصاتٍ خليعاتٍ، 
وأتدرَّب بيني وبين نفسي
على زَوالِ نُقطةِ حُبٍّ وإقامة بداخلي
في تقاطُع مكتبة سندباد وشارع شريف. 
أتدرَّب بيني وبين نفسي
ألَّا تتحرَّك في أنحائي الشَّاسِعة؛ 
أنا الابن القاسي للمَوَدَّة... 
أخاف تلك النُّقطةَ تَحديدًا، 
ولا أخاف خُلُوَّ الشارع من الأصوات؛ 
فهي تَملؤني عن آخري، 
وبودِّي إخفاؤها حتى عن عَينيّ
عندما أجلِبُ تلِّيسكوبًا كأي طفل سجين 
في بلكونة شقَّةٍ مُستَأجَرة* 
وأُسلِّطه حول هالة النور التي تتوسَّطها؛ 
لكوني لم أرها يومًا ما بالعين المجرَّدة... 
ثم أَكُفُّ فجأةً عن هذه الألعاب 
وأبني أكاذيبَ جديدةً لتَنفِرَ منِّي، 
ويظلَّ مَكانُها فارغًا في منطقة البورصة، 
وشوارعها الجانبية، وبين ضلوعي، 
بينما يُوقِفني كمينٌ لِشرطَةِ المدينَةِ الصَّديقَةِ، 
وأَشلحُ هُويَّتي لِتُكتَبَ لي السَّلامَةُ والنَّجاة.. 
كَرَايَتي البيضاءِ التي نَجوتُ بها 
من خَطَرِ امرأةٍ شَهيَّةٍ وجَميلَةٍ، 
ولم أُصادِفها بَعدُ، 
ولا حتى في الأحلام، 
ولا بين دِفَّتَي كتابِ أعزَّائي الموتى 
في ثَورةٍ شعبيَّةٍ لم تَندلِع بَعدُ
وأشرف يوسف من مواليد السبعينيات بإحدى قرى محافظة الدقهلية، ويقيم حاليًا في القاهرة، عمل محررا أدبيا بأكثر من دار نشر مصرية وعربية بالقاهرة، ومدرسا للغة عربية لغير الناطقين بها، بشكل حر، صدر له من قبل: "مقهى صغير لأرامل ماركس"، دار شرقيات، القاهرة 2015، "حَصيلتي اليوم قُبلَة"، دار شرقيات، القاهرة 2007،"يَعملُ مُنادِيًا للأرواح"، دار شرقيات، القاهرة 2002، "عبور سحابة بين مدينَتَيْن"، مطبوعات أدب 21، المنصورة 1997، "ليلة 30 فبراير، قصائد منسوخة"، دار أدب الجماهير، المنصورة 1995، كما نُشِرَت له العديد من الكتابات في جرائد مصرية وعربية، وترجمت مختارات من أعماله إلى الفرنسية.

تعليقات