حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
وحدة مسبار الأمل الإماراتي
أعلن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ أن "مسبار الأمل" أنهى بنجاح ثالث المراحل الـ6 من رحلته التاريخية، وهي "الملاحة في الفضاء".
وكانت مرحلة "الملاحة في الفضاء" قد بدأت عقب انتهاء مرحلتي الإطلاق والعمليات المبكرة، وبلغ متوسط سرعة المسبار خلالها نحو 121 ألف كيلومتر في الساعة، وشهدت 3 مناورات رئيسية لتوجيه المسار حتى يكون المسبار في المسار الصحيح صوب مدار المريخ.
وبعد إنهائه مرحلة الملاحة في الفضاء بنجاح، يبدأ مسبار الأمل في مرحلة الدخول إلى المريخ، وهي أصعب مراحل المهمة الفضائية وأكثرها خطورة، وتستغرق 27 دقيقة قبل وصول المسبار بنجاح إلى مداره المحدد حول الكوكب الأحمر، ويواجه المسبار في هذه المرحلة 5 سيناريوهات رئيسية 3 منها تكلل المهمة بالنجاح، والرابع يعد نجاحاً جزئياً للمهمة بوصولها إلى هذه المرحلة المتقدمة، والخامس قد يعني فقدان المسبار في الفضاء أو تحطمه.
وتكمن صعوبة هذه المرحلة في أن الاتصال يكون منقطعاً مؤقتاً بالمسبار الذي يعمل طوال هذا الوقت بشكل ذاتي، إذ يكون الاعتماد في نجاحها كلياً على عمليات البرمجة التي قام بها مسبقاً فريق العمل عند بناء وتصميم المسبار، والتي يصعب تجربتها في ظروف مشابهة على كوكب الأرض، وفي هذه المرحلة يركز فريق العمل على إدخال مسبار الأمل في مدار الالتقاط حول المريخ بشكل آمن.
ومن أجل إتمام هذه المهمة بنجاح سيتم حرق نصف كمية الوقود الموجودة في خزانات المسبار لإبطائه إلى الحد الذي يسمح بإدخاله في مدار الالتقاط، وتستمر عملية حرق الوقود باستخدام 6 محركات للدفع العكسي /دلتا في/ لمدة 27 دقيقة لتقليل سرعة المسبار من 121,000 كم/ ساعة إلى 18,000 كم/ ساعة، ونظراً لكونها عملية دقيقة، فقد تم تصميم المسبار لهذه المرحلة بحيث يتم تشغيله بشكل ذاتي ومستقل.
وبعد إتمام هذه العملية بنجاح سيتم إعادة فحص واختبار جميع الأنظمة والأجهزة العلمية الموجودة على متن المسبار قبل الانتقال إلى المرحلة العلمية التي سيتم خلالها إجراء أول اتصال مع المسبار مع المحطة الأرضية عبر شبكة مراقبة الفضاء العميق من خلال محطتها الرئيسية في العاصمة الإسبانية مدريد.
وأكد المهندس عمران شرف مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" أن مشاريع استكشاف الكواكب دائماً ما تكون محفوفة بالتحديات والمخاطر، وخصوصاً مهام استكشاف المريخ حيث أن تحديات إرسال قمر اصطناعي إلى الكوكب الأحمر تعادل 5 أضعاف القيام بالمهمة نفسها حول كوكب الأرض.
وقال إن فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ كان قد درس كل التحديات المحتملة - الرئيسي منها والفرعي - التي يمكن أن يواجهها مسبار الأمل في رحلته لاستكشاف المريخ، وجرى أخذ جميع هذه الاحتمالات في الحسبان عند تصميم وبناء وبرمجة المسبار لمساعدته على تخطي التحديات التي قد يواجهها، ولكن هذا لا يمنع إمكانية تعرض المسبار لأية ظروف طارئة قد تؤثر على الجدول الزمني للرحلة أو على فرص نجاحها، وخصوصاً في مرحلة الدخول إلى مدار الالتقاط حول المريخ، والتي تعد أصعب مرحلة في رحلة المسبار.
وأضاف أن صعوبة مرحلة الدخول إلى مدار الالتقاط حول المريخ تعود إلى أن المسبار عليه أن يخفض سرعته البالغة 121 ألف كيلومتر في الساعة إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة خلال 27 دقيقة فقط، والتحدي الأكبر في هذه الدقائق هو انعدام تحكم مركز الخوانيج في دبي بالمسبار خلال هذه المدة الحرجة والتي تسمى "الدقائق الـ27 العمياء"، حيث أن المسبار يعالج كافة التحديات التي يواجهها في هذه الفترة بنفسه، وفي حال تعطل أكثر من اثنين من محركات الدفع العكسية، سيتسبب ذلك في أن يتيه المسبار في الفضاء العميق ولا يمكن استرجاعه.
وتابع أنه في حال استطاع مسبار الأمل دخول مدار المريخ بنجاح، ستكون دولة الإمارات الخامسة في تاريخ البشرية التي تصل إلى الكوكب الأحمر، وهذا يؤكد حجم الإنجاز الذي يتحقق، وخصوصاً أن نسبة نجاح الوصول إلى المدار تاريخياً لا تتعدى 50%.
وكان مسبار الأمل أنهى بنجاح 3 مراحل في مهمته التاريخية الأولى من نوعها، منذ انطلاقه من مركز تانيغاشيما للفضاء في اليابان على متن الصاروخ "إتش 2 إيه" يوم العشرين من يوليو 2020 عند الساعة 01:58 فجراً بتوقيت دولة الإمارات، وهي: مرحلة الإطلاق ومرحلة العمليات المبكرة، ومرحلة الملاحة في الفضاء، ويتبقى أمام المسبار ثلاث مراحل أخرى هي الدخول إلى مدار المريخ، والانتقال إلى المدار العلمي ثم المرحلة العلمية التي سيقوم خلالها المسبار عبر أجهزته العلمية بجمع وإرسال البيانات حول الكوكب الأحمر، ولكل من هذه المراحل مخاطرها وطبيعتها الخاصة وتحدياتها النوعية التي تتطلب التعامل معها بكل دقة وكفاءة ومهارة من جانب فريق العمل.
ويعد مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ هو أول مشروع عربي لدراسة الكوكب الأحمر، ومسبار الأمل هو محط آمال مئات الملايين من 56 دولة /عربية وإسلامية/ .. وهو مشروع طموح لتسجيل حضور علمي وبحثي عربي مشرّف في مجال استكشاف كوكب المريخ، وعند وصول مسبار الأمل بنجاح إلى مدار المريخ ستكون دولة الإمارات خامس دولة في العالم تحقق هذا الإنجاز التاريخي، ضمن مشروعها العلمي النوعي لاستكشاف كوكب المريخ، وهذا الوجود الإماراتي يمثّل تطلعات وطموحات دولة الإمارات.
ويخدم هذا المشروع البشرية بشكل عام والمجتمع العلمي بشكل خاص، ويضع المعلومات التي يجمعها من خلال أبحاثه في كوكب المريخ من دون مقابل في متناول أكثر من 200 مؤسسة علمية ومركز أبحاث حول العالم، كما يرسخ مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ اهتمام شباب الدولة والعالم العربي لدراسة العلوم والرياضيات والهندسة والتكنولوجيا والتخصص فيها.
ويسهم مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ أيضا في بناء كوادر إماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء والابتكار والأبحاث العلمية والفضائية، كما يسهم هذا المشروع العلمي الطموح في إحداث تحولات جذرية في تطوير قدرات دولة الإمارات والعالم العربي في مجال البنى التحتية الهندسية والصناعية والعلمية والبحثية.
ويتزامن وصول مسبار الأمل إلى مدار كوكب المريخ مع الذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة.