هيثم طلعت: العلمانية خراب العالم
- الخميس 21 نوفمبر 2024
الجمعية الفلسفية الأردنية
أكد الدكتور الدكتور توفيق شومر أستاذ الفلسفة
في الجامعة الأردنية أنه انتشر كثيرا في السنوات الماضية مصطلح "المعرفة قوة"،
لافتا إلى ان هذا المصطلح يستلزم الوقوف عنده وتحليل العلاقات التي تربط بين مفهوم
المعرفة ومفهوم السلطة".
وأشار
إلى انه عند تناول موضوع كموضوع "سلطة المعرفة" لا بد من الانطلاق من ميشيل
فوكو وكتاباته حول السلطة والمعرفة، فكلمة "سلطة" لم تعد تنحسر في السلطة
السياسية ولكن لها مجموعة من الفضاءات تسبح خلالها: سلطة الموروث، وسلطة النص، وسلطة
القانون، وهنا يفتح الباب للتفكير بسلطة المعرفة ، موضحا انه كلما كانت المعرفة متجذرة في الموروث ومتملكة،
أي عندما تكون هذه المعرفة تأسيسية للمعارف اللاحقة تصبح القدرة على التحول عن تأثيرها
وسلطتها على البناء المعرفي للذات العارفة أكثر صعوبة، ويصبح الانفكاك من سطوتها وسيطرتها
يحتاج إلى ثورة معرفية على الموروث وعلى الإطار المعرفي المتملك له .
جاء ذلك خلال ندوة حول "سلطة المعرفة" في مقر الجمعية الفلسفية
الأردنية ، وأدارها الباحث مجدي ممدوح والتي أبرزت تمظهرات
سلطة المعرفة عبر تاريخ العلم حسب وكالة الانباءالأردنية .
وأوضح شومر خلال الندوة أنه يمكن تتبع الكثير من الحالات في العلم التي أمست
بها المعرفة المتملكة للإطار المعرفي في حقل ما هي العائق أمام التمكن من الوصول إلى
معرفة جديدة أو إلى فتح آفاق معرفية جديدة، فكلما كانت المعرفة التأسيسية أقدم، وكلما
كانت المعارف المنطلقة من هذه المعرفة التأسيسية أوسع انتشار ومتراكمة، كلما كانت القدرة
على التحول من الطريق الذي تفرضه أكثر صعوبة ، مؤكدا أن الطريق الذي تتأسس فيه معرفة ما لدينا، يؤدي
إلى الوصول إلى مجموعة من "الحقائق" التي قد تكون متناسبة مع هذا "الطريق"
وتمكننا من الوصول إلى استنتاجات مهمة في الحقل، ولكنها ونظراً للقوة التأسيسية للمعرفة
البدئية تنحرف الرؤية المتراكمة بعيدا عن ما يمكن أن يوصلنا إلى "حقائق"
أقرب إلى الواقع. وختم شومر محاضرته بالقول إن البحث في المعرفة وتأثيرها على الحقول
المختلفة إنما يؤدي بنا إلى النظر في المعارف التأسيسية وإلى التحقق من أن هذه المعارف
التأسيسية لم تحرف المسار ولم تلزم العلماء النظر ضمن قصديتها .