اللواء محمد عاصم شنشل يكتب: هل دخلت أمريكا اللحظة السوفيتية؟

  • أحمد عبد الله
  • السبت 30 يناير 2021, 04:42 صباحا
  • 974
اللواء محمد عاصم

اللواء محمد عاصم

هل دخلت أمريكا اللحظة السوفيتية؟

شاوشيسكو .. ميلوسوفيتش .. صدام حسين



جاءَ غورباتشوف برسالةٍ من الأمريكيّينَ مفادُها الآتي: سيّد سلوبودان ميلوسوفيتش فكّكَ يوغسلافيا بهدوءٍ أو سنأتي لتفكيكِها بالقوّة.

بمفهومهم المحاك قالوا حاول الرئيس صدام حسين العبث بالخرائط، ودخل الكويت وقال لرفيق دربه

عزت الدوري  يا رفيق.. طلبوا منّا شيئا ،ً قُلنا لهم لا نقدر عليه. خذوهُ بالقوه لو استطعتم  (طلبوا تفكيك العراق) ليكون ضمن الثوره السوفياتيه ومن ثم 

تم تدبير "الثورة الأميركية" ،  وقتل شاوشيسكو الزعيم الشيوعي الروماني 

حيث تبدو الولايات المتحدة وكأنها تدخل "اللحظة السوفييتية ..

( القليلونَ ) فقط من المحلّلينَ والمتابعينَ- مَنْ يتذكّر اليوم، ما حدثَ في الماضي القريب، عندما شَهِدَ العالمُ ما يمكنُ تسميتهُ باللّحظةِ السّوفيتيّةِ عام (1989-1990) آنذاك كانَ الرئيسُ السّوفياتيّ بوريس يلتسين يترنّحُ من السّكرِ في اللّقاءاتِ الرسميّة، ومعه كانَ الاتّحادُ السّوفياتيّ يترنّحُ دونَ سكرٍ لكون يالتسن " زعيماً كحوليّاً وفاسداً ومُثيراً للسخريةِ، والعالم كلّهُ آنذاك سَخِرَ منهَ ومن بلاده، ومثل عملاقٍ بقدمين من طين ورمال مبعثره حيث  انهارَ الاتّحادُ السوفياتيّ العظيم فجأةً في لحظةٍ ماجنةٍ  حينَ وقعَ الانقلابٌ العسكريٌّ المنتظر والمهيئ و انتهى بتفكّكه وترنح العملاق وسقط وسط ذهول العالم ..


اليوم، تبدو الولاياتُ المتّحدةُ الأمريكيّةُ، وكأنّها دخلت (اللّحظةَ السّوفيتيّة) ذاتها، فثمّة زعيمٌ يترنح، وبلدٌ عملاقٌ يتصدّعُ بطريقةٍ مفضوحةٍ. ترامب الأمريكيّ من هذا المنظور يُكرّرُ صورةَ يالتسن السّوفياتيّ، ولكنْ بدلاً من أنْ يبدوَ ترامب سكّيراً، سيبدوُ او يبدو  مُهرِّجاً  يجوب العالم .. ماذا يعني هذا ؟  هل  ببساطة، أنَّ العالمَ دخلَ من جديد في حالةِ سيولة سبقَ وأنْ دخلَها مع انهيارِ الاتّحادِ السّوفياتي ّ، بيد أنَّ العالمَ مع ذلكَ يُعيدُ تشكيلَ نفسهِ كمادّةٍ صلبةٍ من جديد، لأنّهُ يُغادرُ عصراً ويدخلُ عصراً جديداً. بكلامٍ موازٍ ؛ دونالد ترامب الأمريكيّ هو بوريس يالتسن السّوفياتيّ ، وهما معاً منْ يصنعا ولربما صنعوا  اللّحظة ذاتها  وكلاهما جاءَ للقيامِ بالواجبِ المطلوبِ منه وهو تفكيكُ البلد القديم ببنائِهِ المُتهالِكِ وجدرانِهِ المُتصدّعة. أحدهما اختارَ شخصيّة (السكّير) ، والآخر اختارَ شخصيّةَ ( المهرّج) ، إنّها حفلةُ إعادةِ بناءِ العالمِ من جديد ، وعلى القادةِ أنْ يتقنّعوا اي  ( يتنكرّوا ) في هيئةٍ مُحددّةٍ  تحدد لاحقا ..

في عام 1987 نشر المستقبليّ الأمريكيّ " آليفين توفلر " ( Eleven Toufler) ثلاثةُ كتبٍ هي الأشهرُ بين كتبه

 1- الموجةُ الثالثةُ Third wave..

 2- خرائطُ العالمِ World maps ..

3- تشظي السلطة  Power distribution .

ففي الكتاب الأوّل تنبأَ توفلر بانهيارِ الاتّحادِ السوفياتيّ في غضونِ بضعِ سنوات، وهذا ما تحقّقَ بشكلٍ مُذهل ، فبعدَ بضعِ سنواتٍ بالفعلِ من صدورِ الكتابِ سقطَ العملاقُ ذو القدمين الطينيتين  في ذلك الوقت ِ، وحين صدرَ كتاب توفلر ، كنتُ ضابطا ذو مسؤوليه ضمن موقع رفيع واعيش  مع أُسرتي في بغداد  (العراق العظيم)، وصادفَ أنّني ومجموعةٌ من الشّبابِ الفلسطينيّينَ قرّرنا القيام برحلةٍ استكشافيه معلوماتيه للاوضاع في رومانيا الشيوعيه ومن الالتقاء بالملحق الثقافي الفلسطيني  في السّفارةِ الفلسطينيّة  ومعي بعض الشباب الفلسطينيين  فقال لي : إنّهُ عَلِمَ من أصدقاءَ لهُ في قيادةِ الحزبِ الشّيوعيّ الرومانيّ أنَّ الرئيسَ شاوشيسكو طلبَ ترجمة كتابِ توفلر ، ثمّ وزّعَ بنفسِهِ عشر نسخٍ منه فقط على أعضاءِ في المكتبِ السياسيّ للحزبِ الشّيوعيّ الرّومانيّ، وكان شاوشيسكو مرعوباً ممّا يجري في العالم، وأيقنَ أنَّ هذه النبوءةَ كما قالها ليست مجرّدَ نبوءه !!؟

 تمت دعوة السفير اليوغسلافي حيث كنّا نسهرُ معاً باستمرار، فجاءَ ثلاثةٌ منهم فقط مع زوجاتِهم ، وكنتُ أُلاحظُ أنَّ زوجاتِ الرفاق اليوغسلاف كُنَّ حزيناتٍ وهنَّ يُحدثنَي عن (تنظيفِ البنادق). انتبهتُ إلى سياقِ الحديثِ لكنّني لمْ أفهم النقاشَ بدقّة ٍ، ولذا بادرتُ إلى طرحِ السّؤالِ الآتي الذي كان يلحُ علي ّ: “هل بدأتم حقاً بتنظيفِ "البواريد !!! ؟ هل هذا يعني أنَّ يوغسلافيا تتّجهُ نحو الحربِ ؟ ..

 ثم سألتهم: “والآن قولوا لي ما الذي جاءَ من أجلهِ غورباتشوف اليوم، لقد رأيتُ في التلفزيون أنّهُ جاءَ لزيارةِ الرئيسِ اليوغسلافيّ  ميلوسوفيتش، لكنّه غادرَ بعدَ ساعةٍ واحدةٍ فقط، وكان مُتجهِماً وبدا عليهِ الانزعاجُ، ما الذي يحدث ؟” فقال لي أحدهم : اسمع يارفيق، جاءَ غورباتشوف اليوم برسالةٍ من الأمريكيّينَ مفادُها الآتي: سيّد سلوبودان ميلوسوفيتش فكّكَ يوغسلافيا بهدوءٍ أو سنأتي لتفكيكِها بالقوه ..

 الرئيس  ميلوسوفيتش الذي قالَ وهو يُخاطبُ شعبه من خلال منصة البرلمان سأموتُ دِفاعاً عن يوغسلافيا الموحده  وسأقاتلُ إلى النهايه لكون  الأمريكيونَ يريدونَ منه تفكيكَ يوغسلافيا إلى (فيدراليّات) وليس تحويلَ يوغسلافيا إلى دوله  فيدراليه  أي كانوا يخطّطونَ لتمزيقِها وتفتيتها ، وكان رسولُهم غورباتشوف هو الدّمية التي تحكّمَ بها السكّير بوريس يالتسن .

في هذهِ اللّحظة، وحين كانَ غورباتشوف يقومُ بتفكيكِ الاتّحادِ السوفياتيّ، تمّ تدبيرُ (الثورةِ الأمريكيّة) ضدّ شاوشيسكو التي انتهت بقتلِهِ بطريقةٍ بَشِعةٍ، وفي يومِ مصرعِه  وياللمفارقة  كانت بوخارست تعلنُ رسميّاً أنّها بلدٌ (دون ديونٍ خارجيّة) ؛ أي صفر الديون

في هذه اللّحظةِ السوفياتيه المأساويّه  كانَ الجيش العراقي وبإيعاز من الرئيس صدّام حسين يدخلُ الكويت َ، وكثيرونَ يعتقدونَ حتّى اليوم أنَّ الرجلَ تصرّفَ دون وعي وبطلب امريكي ..

وبرأييّ المتواضع أن الأمرُ كان مُختلفاً تماما  حيث كان العراقُ يُدركُ أنَّ خرائطَ العالم التي تَنبّأَ بها " توفلر " وُضِعَت قيد التطبيق، ولذا حاولَ الرئيس  صدّام حسين التغيير النمطي  بالخرائطِ، وكان أوّل ما فعلهُ  جعلَ الكويتَ (محافظه عراقيه ) ،وكانت المعادلةُ بالنسبةِ لبلدٍ طرفيٍ  صغير من بلدانِ العالمِ الثّالث ، وهو يراقبُ تفكّك الإمبراطوريّاتِ والدولِ على النحو الآتي: ما دامَ الأمريكيّونَ سيعبثونَ بخرائطِ العالم ، فعلى العالمِ أنْ يعبثَ بخرائطِ أمريكا.

لمْ يكن الرئيس  صدّام حسين  احمق او فوضويا  وفي النهايةِ هو رئيسُ دولةٍ إقليميّةٍ مهمّةٍ كانَ لديها ما يكفي من المعطياتِ عمّا يجري في العالم، ومهما يكن، وأيّاً يكن (ما إذا كانَ غزو الكويت حماقةً كما يدعونها أمْ لا) ، فليسَ هذا الأمرُ المهمُّ في هذا التحليل، المهمُّ أنْ نلاحظَ هذا الجو الدوليّ الذي بدأَ بالتشكّل.

وهكذا، وقُبيلَ احتلالِ العراقِ (مارس/ آذار 2003) بثلاثةِ أشهرٍ تقريباً، وحينَ مضى أكثرُ من عقدٍ من الزّمنِ على انهيارِ العالمِ القديم  .. 

تحركات القياده السياسيه في العراق ومن خلال مشاركاتنا الخارجيه ايضا ومشاركتي بشكل شخصي وحضوري لقاءات عديده اجراها النائي عزة الدوري والسيد طارق عزيز والكثيرين منهم واتذكر منها لقاء مهم مابين السيد طارق عزيز ومبعوث الجامعه العربيه حيث قال

 مالذي يريدهُ الأمريكيّونَ منكم ، أعني ما الذي طلبوهُ منكم بالضبط؟ لماذا هذا الإلحاحُ على إسقاطِ النظامِ في بغدادَ، رجاء قلْ لي ماذا طلبَ الأمريكيّونَ منكم؟ فقالَ له حرفيّاً ما يأتي (وباللّهجةِ العراقية)

– يا رفيق.. طلبوا منّا شيئا ،ً قُلنا لهم لا نقدر عليه بتاتا لاننا تربينا وترسخت دواخلنا عقيدة الولاء للوطن وقلنا لهم  خذوهُ بالقوه ان استطعتم  فكان الرد  على الفور :

– شكراً لكَ . فَهِمت ما طلبوهُ منكم ، لقد طلبوا منكم ما طلبوهُ من بلغراد اي  ماطلبه الأمريكيّونَ من الرئيس صدّام حسين عام 1990 ما طلبوهُ من سلوبودان ميلوسوفيتش عام 1987 (ثلاث سنوات فقط) : تفكيك يوغسلافيا/ تفكيك العراق. بعدَ عشرِ سنواتٍ من العِنادِ والحصارِ الرهيبِ جاءَ الأمريكيّونَ بأنفسِهم لتفيككِ العراق.

ما دامَ سلوبودان ميلوسوفيتش لم يُفككّ يوغسلافيا بهدوء، فقدَ جاءَ الأمريكيّونَ بأنفسِهم وقاموا بتفكيكِها وحين امتنع الرئيس صدّام حسين عن تنفيذِ ما طلبهُ الأمريكيّونَ جاؤوا بأنفسِهم، وكانت هناك (خرائط العالم) الجديدةِ التي تنبّأ بها آلفين توفلر.

الأمريكيّونَ كانوا يعرفونَ أنّهم سوفَ يتفكّكونَ كبلدٍ عملاق، بعدَ عقودٍ ثلاثةٍ ، أو أكثرَ قليلاً من تفكّكِ الاتّحادِ السّوفياتيّ، لكنّهم قرّروا أنّهم يجبُ أنْ يُفكّكوا العالمَ كلّه خلال 30 عاماً ..

هذه رؤيه ملخصه درست من قبلي وبتمعن ومن خلال سنوات عملي المهني العسكري الامني .. ملخص الفكرةَ الجوهريّةَ في كتبِ "آلفين توفلر " الثلاثة ، ولمن لا يعرف؛ فإن المؤلّفُ كانَ عاملاً في مصانعِ سيّاراتٍ من أصولٍ تروتسكيه لكنّهُ درسَ وأصبحَ أستاذاً جامعيّاً ، ثمَّ انضمّ إلى فريقِ المستقبليّين ؛ وهو فريقٌ متخصّصٌ مهمّته التنبؤ بالمستقبلِ ضمن الرؤيا الرأسماليه الماسونيه 

توفلر قالَ وداعاً للشيوعيّةِ وأصبحَ مُوالياً للرأسماليّةِ.

ببساطة، مرّت البشريّةُ -برأي توفلر- بثلاثِ موجاتٍ كُبرى، الزراعيّة قبلَ 10 آلاف عامٍ، ثمَّ الموجةُ الصناعيّةُ قبلَ بضعةِ قرون، والآن، يدخلُ العالمُ عصرَ الموجةِ الثالثة (ما بعدَ العصرِ الصناعيّ: عصرُ السّلعةِ النّاعمةِ، أي الـ Software). برأي توفلر، إنَّ العصرَ الصناعيّ انتهى واختفى ولمْ يَعُد لهُ وجود، حتى تعبير (لندن مدينةُ الضبابِ) اختفى؛ لأنَّ لندن لمْ تَعُد كما كانت في القرنِ التاسعِ عشر تستخدمُ الفحمَ في التدفئةِ، وبحيث تتشكّلُ سحابةٌ من الضبابِ في سمائِها، لقد اختفى عصرُ المداخنِ والمحتشداتِ العمّاليّة، والأيديولوجيّاتِ الثوريّة  ؛ الشّيوعيّة ، واليساريّة ،ِ وثورات اللّاهوت الثوريّ في أمريكا اللّاتينيّة. وفي هذا السّياق وكما اختفت النّازيّةُ، فسوفَ تختفي الصّهيونيّةُ بما هي نتاجُ هذا العصرِ، وكما تزولُ المصانعُ والمحتشدات ويتلاشى الدُّخانُ، ويحلُّ محلّها نمطٌ جديدٌ من إنتاجِ (السّلعِ الناعمةِ) فسوفَ تذهبُ هذه الأيديولوجيّاتِ هباءًا مع الدُّخان، والعالمُ سينتقلُ بالفعلِ إلى عصرِ السّلعةِ الناعمةِ؛ أي أنّه سوفَ يتحوّلُ إلى وادي سيلكون ؛ ولذا، اختفى الاتّحادُ السّوفياتيّ من الوجود.

لكنَّ آلفين توفلر أضافَ ما يأتي : انتبهوا، بعدَ خمسة وثلاثينَ أو أربعينَ عاماً سوفَ تختفي الولاياتُ المتّحدةُ الأمريكيّة أيضاً، فقط لأنَّ العصرَ الذي وُلِدَت فيه ووُلد فيه الاتّحاد السوفياتي قد تلاشى وجاءَ عصرٌ جديدٌ، سوفَ يتمزّقُ المجتمعُ الأمريكيّ بثوراتِ السّودِ " الزنوجِ " ، وطموحِ الولاياتِ الغنيّة، وفي هذا الكتابِ أيضاً، تنبّأ توفلر بـ(أيديولوجيّاتٍ جديدةٍ) سوفَ تحلُّ محلَّ إيديولوجيّاتِ العصرِ الصناعيّ، وفي خرائطِ العالمِ تنبّأ بأوروبا أُخرى غير التي نعرفها، سوف تختفي أوروبا الغربيّة التي نعرفها ؛  هذه التي قالَ عنها وزيرُ الدّفاعِ الأمريكيّ " رامسفيلد " بعدَ أسبوعٍ فقط من احتلالِ العراقِ ، ومن العاصمةِ بغداد: “وداعاً أوروبا العجوز”.

كثيرونَ لمْ يصدّقوا ما قالهُ " وليد المعلّم " وزيرِ خارجية سوريا   حين خاطبَ الصّحفيّينَ في مكتبةِ الأسد قبلَ أعوام : انسوا أوروبا ، لقد شطبناها من الخريطةِ، هناك أوروبا جديدةٌ تولدُ  ؛ هي أوروبا الشّرقيّة (الأرثوذكسيّة من بلغاريا حتّى اليونان) ؛ ولذا يحاولُ "الناتو " نشرَ أسلحتهُ في أراضيها بيأس.

إنّها أوروبا الجديدة التي سوفَ تُلاقي روسيا الجديدة وأمريكا الجديدة (بعدَ عشرِ سنوات)، ولأنَّ الولاياتِ المتّحدةَ الأمريكيّةَ هي اليوم في اللّحظةِ السوفيتيّة، فهذا يعني أنَّ العالمَ دخلَ عصرَ (توريعِ السّلطةِ) ،  أو تشظي  السلطه .. 

في قلبِ هذه اللّحظةِ التاريخيّةِ أصبحت سوريا مطبخَ العالمِ الجديد - ويا للأسف لانه  المكان الذي سوفَ تتقرّرُ فيه حصصُ وأحجامُ الدولِ. إنّها المكانُ الذي سوفَ يتمكّنُ فيه العالمُ من الانتقالِ النهائي ؛ ّ من (حالةِ السيولةِ) إلى (حالةِ الصلابه ) بالجهود الصهيونيه الاسرائيليه 

لقد لَعِبَ بوريس يلتسن دوره كسكّيرٍ ، ثمَّ سلّمَ الأمانة بثقة عمياء لبوتين.  

في مزحةٍ عابرةٍ ؛ قال بوتين تعليقاً على قراراتِ ترامب “  إنّهُ ينفّذُ ما تطلبهُ الآلة  نعم، هناك (آلةٌ) تأمرُ الرئيسَ أنْ يبدوَ  مُهرِّجاً، ولكن شرطَ أنْ ينفذَ ، ليس مهمّاً يكون سكّيراً  أو مهرّجاً، ليخترَ ما يشاء. المهمُ أنْ ينفذ وبقوه ..

في نبوءةِ توفل نقرأ الآتي : الولاياتُ المتّحدةُ الأمريكيّةُ على طريقِ الاتّحادِ السوفياتيّ سوف تختفي وتتفكك ّ، لكنّها سوفَ تَعودُ في شكلٍ آخر َ. عاملُ السيّاراتِ التروتسكي الذي أصبحَ من أنبياءِ أمريكا، لا ينطقُ عن هَوى ؛  إنّهُ مُتنبئ ، وليسَ نبيّاً ؛ أي كاهنٌ في المؤسّسةِ الرأسماليّةِ التي تقبضُ على عنقِ العالمِ ، وقد خرجَ إلى الأسواِق ليتنبأَ مُحذِّراً أنَّ أمريكا دخلت اللّحظة السوفيتيّة، وسوفَ تنهار لا محال ..

القوى العظمى - كما قالَ "ماو تسي تونغ " ذاتَ يوم -  "عملاقٌ بقدمينِ من طين  ، وحين يترنّحُ العملاقُ في لحظةِ سكرٍ أو تهريجٍ  ، لا فرق َ؛ فإنَّ القدمينِ الطّينيّين سوفَ تتداعيانِ وتتلاشى (الماده  الصمغيه )  اللّاصقةُ فيهما  وما خفي سيكون الأعظم أو القوى.


تعليقات