طبيب: العلماء توصلوا إلى أن للنبات قدرات معرفية ذكية شبه عقلية !
- الأحد 24 نوفمبر 2024
غلاف الكتاب
استشعارا منه بحاجة المكان لدراسة من كل
جوانبه، وفي إطار الوعي بأهمية المكان في حياتنا، ولكي يبني الباحث تصورا عن تأثير
المكان في الإنسان وتأثره به، قام الدكتور على ثويني، وهو معماري عراقي الأصل، قام
بدراسة العلاقة بين الإنسان والمكان والعمران، وذلك في أحدث كتبه الصادر
مؤخرا بالقاهرة عن ( وكالة الصحافة
العربية - ناشرون ) بعنوان "المكان والعمارة".
يبدأ
الكتاب بمقدمة ضافية، تعد توطئة فلسفية وتعريفية للكتاب، أوضح فيها مؤلفه أن مفهوم المكان من أكثر المفاهيم إشكالاً في
التداول المعرفي، لما يتصف به من تعقيد ومفارقة. فهو مفهوم يجيد لعبة الوجه
والقناع والإخفاء بالإبراز، يبدي الوضوح والجلاء والبساطة بل والبداهة الحدسية،
ويضمر اللبس والغموض.وهو بؤرة تقاطعات لعدة معارف متماهية من فلسفة ورياضيات وعلم
نفس وجغرافيا واقتصاد، بل وأنثروبولوجيا وعلم الإجتماع، دون إغفال الفن والعمارة
وعلم الجمال. فما زال التساؤل قائماً حول كينونته وتجلياته وأثره وأبعاده وتمثلاته
وتصوراته وإسقاطاته ومديات إستغلاله ومرجعياته وخلفياته وحقيقته أوهلاميته.
وجاء
الكتاب في أربعة فصول رئيسة يضم كل منها عددا من الفصول الفرعية، يحمل الفصل الأول
عنوانا ملتبسا هو "الزمان المكاني" فالزمان والمكان ظرفين
متلازمين في أذهاننا، ولا يمكن الفصل بينهما، وثمة فروق ظاهرية بينهما، إلا أّنهما
يتفقان في القيمة ويفترقان بين الملموس والمحسوس؛ فالزمان مقياس والمكان حقل
تفاعل، ومن خلال تأثيرهما المتناهي تبنى الحضارة التي للسلطات دور أساسي فيها.
ويناقش
الكاتب في ثلاثة فصول فرعية مفاهيم "المكان الاعتباري والفلسفي"، ثم
"المكان الحضري والتراث" و"المكان الحضري والمعماري"، بعدها
يدلف إلى الفصل الثاني عن "المكان والروح" فيتناوله عبر ثلاثة محاور هي
"عاطفة المكان" و"قدسية المكان" ثم "إعمار المكان في
الإسلام" موضحا أن الدعوة الصريحة لإعمار المكان من أهم ما ميز رسالة الإسلام
عن الأديان الأخرى، كاليهودية والمسيحية. ويعد الإعمار أو استعمار الأرض ثالث
درجات المقاصد بالعقيدة الإسلامية، حيث أولها العبادة وثانيها استخلاف الله
للإنسان في الأرض، وجدارة الإنسان بالاستخلاف تقاس بدرجة قدرته على إعمار الأرض
وتنميتها.
أما
الفصل الثالث فقد اختص بدراسة "المكان والوعي" وذلك من خلال محاور
البيئة، والفضاء الثقافي، والشكل المعماري، ويخلص إلى أن المكان المديني هو أسمى
ما توصل إليه الإنسان في تنظيم المكان، فالمدينة معين لا ينضب في معرفة الفكر
والنظام العقلي واللساني والأعراف الاجتماعية والعقائد الدينية للأمم خارج الإطار
العمراني والمعماري، و الأمكنة سجل الأُمم وذاكرتها الملموسة، وتصنف بعضها متاحف
مفتوحة، تذكر باستمرار الدنيا.
ويختتم
الكتاب بفصل عن "المكان الموروث" يبدأ بدراسة مكان الاحتراب والخراب، مشيرا
إلى عبثية المشهد الإنساني، حيث يتلذذ بإبادة نوعه، ويهدم ما بنت يداه، حتى أمسى
مكان التعمير مسرح التفجير والتدمير. ثم
يتحدث عن "وارثو المكان" وعن " الارتقاء
بالمكان التراثي في الزمان الحداثي"، إن الدعوة إلى تبني القيم الحضرية
والمعمارية التراثية، لن تكون ذات جدوى إن لم تلازمها دعوة لتكريس حالة عامة
أخلاقية ومطابقة عاقلة مع معطيات بيئية، وإلا فقدت مقوماتها الروحية وأصبحت غريبة
في محيطها.