أرقام ومواقف.. الأزهر في مواجهة الاستيطان والاعتداءات الصهيونية خلال عام 2020

  • أحمد حماد
  • الخميس 17 ديسمبر 2020, 11:14 مساءً
  • 510
شسخ الأزهر

شسخ الأزهر

 خلال عام 2020 لم يترك الأزهر مجالًا إلا وذكًّر العالم بحقوق الشعب الفلسطيني المظلوم، وحث على ضرورة إحياء القضية الفلسطينية في نفوس العقلاء والمنصفين حول العالم، وعقول الأجيال الناشئة بالقراءة عنها والتعريف بها دومًا حتى ينتصر الشعب الفلسطيني، ويعترف المجتمع الدولي بكامل حقوقه على أرضه المحتلة، وذلك لما للقضية الفلسطينية من أهمية محورية لدى الأزهر الشريف على مر تاريخه المليء بالمواقف الوطنية والقومية الداعمة لحقوق المستضعفين في كل مكان وزمان؛ وانطلاقًا من المسئولية التاريخية والدينية التي يحملها الأزهر وإمامه الأكبر فضيلة الدكتور أحمد الطيب، تجاه الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، وبدا ذلك واضحا خلال من خلال المواقف التالية:

 

استخدم الأزهر في إدانته للانتهاكات الصهيونية أشد العبارات لمخاطبة المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسئولياته والتوقف عن اتباع سياسة الكيل بمكيالين، ومناصرة الحقوق الفلسطينية في وجه ما أسماه الأزهر "الإرهاب الصهيوني"، واصفًا كآفة التعديات التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني على الأراضي الفلسطينية بالإرهاب الغاشم الذي لا يختلف عن أشكال الإرهاب الأخرى التي تقوم بها التيارات والجماعات الإرهابية المتطرفة وهو ما يُوجِب على المجتمع الدولي -إن كان حريصًا كما يزعُم على اقتلاع جذور الإرهاب- مواجهته وإدانته والقيام بمسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه تلك الممارسات الجائرة التي تضرب بالقرارات الدولية عرض الحائط.

 

٥ يوليو، أشاد الأزهر الشريف بالاتفاق الذي تم بين حركتي فتح وحماس في الخامس من يوليو من عام ٢٠٢٠م، آملًا أن تكون تلك الخطوة بداية للالتئام والاتحاد الفلسطيني في مواجهة أطماع الكيان لمحتل، وأن يتم تحويلها لسياسات عملية على الأرض تهدف إلى رفض وتقويض سياسة الأمر الواقع التي يحاول الاحتلال الصهيوني فرضها، وتتصدى لأي خطط استيطانية مستقبلية، وطالب المجتمع العربي والإسلامي بدعم وتأييد تلك الخطوة على كآفة الأصعدة وبشتى السبل، من أجل استعادة القرار الفلسطيني الموحد، وهو ما يدعم استعادة الحقوق الفلسطينية.

 

٢ سبتمبر، أعلن الإمام الأكبر استنكاره الشديد لكآفة الانتهاكات الصهيونية التي يمارسها جيش الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، وأدان فضيلة الإمام الأكبر الاعتداء الوحشي الذي قام به بعض جنود الكيان الصهيوني على مسن فلسطيني، أثناء قمع وقفة منددة بالاستيطان على أراضي بلدتي جبارة وشوفة بمحافظة طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة، وذلك استمرارًا لموقف الأزهر الرافض لكآفة سياسات الكيان الصهيوني في التعامل مع الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يُستباح عرضه ودمه وتُنهب مقدراته وتنتهك مقدساته.

 

٢٨نوفمبر، انطلاقًا من مسئولية الأزهر التاريخية في التوعية بقضايا العالم الإسلامي وحماية وإحياء القضية الفلسطينية، حث الأزهر الآباء والأمهات والقائمين على العملية التعليمية والمشاريع الثقافية والتربوية على ضرورة إحياء القضية الفلسطينية والتعريف بها دومًا حتى تظل حاضرة في قلوب وعقول الأطفال والشباب في مواجهة الحملات الممنهجة على مواقع التواصل الاجتماعي الهادفة لطمس معالم القضية، وذلك حرصًا على بقاء القضية الفلسطينية في عقول ونفوس الأجيال القادمة وإيمانًا بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني على أرضه.

 

٥ ديسمبر، رفض الأزهر كآفة الاعتداءات الصهيونية على كل دور العبادة والمقدسات الدينية، وأدان الأزهر اقتحام إرهابي صهيوني لكنيسة الجثمانية بالقدس المحتلة ومحاولته إضرام النار بالكنيسة، ما تسبب في إلحاق الضرر بها، ووصف ذلك بـ "العمل الإرهابي الجبان"، ليبرهن أن دفاعه عن القضية الفلسطينية لم يكن قاصًرا على كونها قضية تخص العالم الإسلامي فقط، وإنما كان إيمانًا مترسخًا لدى الأزهر أن للأراضي الفلسطينية خصوصياتها الدينية إسلاميًا ومسيحيًا، وخصوصياتها التاريخية والجغرافية والديمغرافية والتراثية، كما أنها قضية تتصل بعقيدة ومشاعر وكرامة كل عربي.

 

كما أوصى فضيلة الإمام الأكبر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، بضرورة المتابعة والرصد الدائم والمستمر لكآفة تطورات القضية الفلسطينية؛ لذلك أصدر المرصد تقريرًا شهريًا يرصد كآفة التطورات الخاصة بالقضية، فضلًا عن توثيق كل ما يرتكبه الكيان الصهيوني من انتهاكات وتعديات في حق الشعب الفلسطيني، واقتحامات المسجد الأقصى المبارك.

 

كما أعلن الأزهر الشريف وإمامه الأكبر الدكتور  أحمد الطيب، رفضا قاطعا لسياسة التوسع في بناء المستوطنات التي ينتهجها الكيان الصهيوني من خلال الاستيلاء واغتصاب الأراضي الفلسطينية، من خلال عدة مناسبات:

 

٢٨ فبراير، أدان الإمام الأكبر إعلان الكيان الصهيوني بناء ٣٥٠٠ وحدة سكنية استيطانية جديدة بالضفة الغربية المحتلة شرق القدس، معتبرًا هذا القرار تعديًا صارخًا على أراضي الدولة الفلسطينية المحتلة، واستفزازًا لمشاعر الفلسطينيين مسلمين ومسيحين، مصرحًا "إن سياسة فرض الأمر الواقع لن تُغيِّر من حقيقة عروبة الأرض وأنَّ الكيان الصهيوني مغتصب لأراضي غيره من الشعوب صاحبة الحق".

 

٩ مايو، أدان الأزهر قرارات مصادقة الكيان الصهيوني على إقامة مشروع استيطاني جديد في البلدة القديمة في مدينة الخليل ومصادرة أراضيها، معتبرا ذلك ضمن السياسات التصعيدية التي ينتهجها الكيان الصهيوني ضد المعالم الدينية والتاريخية الفلسطينية؛ وذلك لدور تلك القرارات في تسهيل اقتحام الحرم الإبراهيمي ومواصلة تهويده.

 

١٧ نوفمبر، استنكر الأزهر وإمامه الأكبر، في شهر يوليو، استيلاء الاحتلال الصهيوني على أجزاء من الضفة الغربية معتمدًا على سياسة فرض الأمر الواقع، فضلًا عن قراره بطرح عطاءات لإنشاء ١٢٥٧ ‏وحدة ‏استيطانية جديدة قرب مدينة القدس، واعتبر الإمام الأكبر تلك القرارات تشويه للواقع السكاني والعبث بالهوية ‏الفلسطينية الأصلية وتهديدًا للسلام في المنطقة وانتهاكًا خطيرًا للقوانين والمواثيق الدولية، وتعديًا صارخًا على حقوق وأراضي الشعب الفلسطيني المظلوم.

 

وعمل الأزهر على التعريف بحقوق الشعب الفلسطيني في كآفة المناسبات الدولية، وبدا ذلك واضحا من خلال:

 

٣٠ مارس، ذكَّر الأزهر العالم أجمع بذكرى «يوم الأرض الفلسطيني»، والذي تعود أحداثه إلى عام 1976م عندما صادرت سلطات الكيان الصهيوني أجزاءً ومساحات من أراضي الشعب الفلسطيني، وأكد الأزهر أن نضال الشعب الفلسطيني المتواصل منذ طغيان الكيان الصهيوني واغتصابه للأراضي الفلسطينية هو نضال تاريخي مشروع يجب دعمه من كل المنصفين حتى يسترد هذا الشعب أرضه المسلوبة التي اختطفها الاحتلال بسياسة القوة والسلاح والجور على حقوق الآخرين.

 

١٧ أبريل، ذكَّر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، المجتمع الدولي بالذكرى الـ46 لـ«يوم الأسير الفلسطيني»، وما يعانيه الأسرى الفلسطينيون من شتَّى أنواع البطش والتعذيب الجسدي والمعنوي في سجون الكيان الصهيوني، معربا عن ضرورة أن ينتبه العالم لمعاناة نحو 5 آلاف أسير فلسطيني في سجون الكيان الصهيوني، وإنه رغم إصابة عدد من الأسرى الفلسطينيين بوباء كورونا «كوفيد- 19»، فإن الكيان المغتصب لا يزال مصرا على احتجاز هذا العدد الكبير من الفلسطينيين من الأطفال والنساء والشباب وكبار السنِّ؛ لتتجدَّد صعوبات الأسرى والتنكيل بهم في ظل مخاطر الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد.

 

١٦ مايو، لم يغفل الأزهر عن إحياء الذكرى الـ72 للنكبة الفلسطينية، وإعلان الاحتلال الصهيوني قيام دولته المزعومة على الأراضي الفلسطينية، واحتلال ما يزيد على ثلاثة أرباع مساحة فلسطين التاريخية، وتدمير 531 تجمعًا سكانيًّا، وتشريد حوالي ٨٥٪ من السكان الفلسطينيين للدول المجاورة لفلسطين وبعض الدول الأجنبية، حيث أكد الأزهر أن هذا اليوم يمثل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي لا يزال غافلًا أو متجاهلًا لحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه المحتلة منذ 72 عامًا، وأوضح الأزهر أن العالم بأسره يتحمل المسؤولية الكاملة عن إنهاء هذا الاحتلال الصهيوني الغاشم على أرض فلسطين المباركة، ورد الحقوق إلى أصحابها ومحاكمة المحتل الغاصب على جرائمه ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدراته ومقدساتنا العربية والإسلامية.

 

٢١ أغسطس، وجه الأزهر الشريف أنظار العالم للذكرى الـ ٥١  لحريق المسجد الأقصى، والتي تعود إلى عام 1969، حينما قام المجرم «مايكل دنيس روهان» بإشعال النيران عمدًا بالمصلى القبلي بالمسجد الأقصى، ليلتهم الحريق ما يقرب من ثُلث مساحة المسجد المبارك، بما فيه من محتويات أثرية وتاريخية، واعتبر الأزهر أنَّ تلك الحادثة هي واحدة من أبشع حوادث الإرهاب التي جعلت من أماكن العبادة والمقدسات الدينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مرمى لنيران الاحتلال الصهيوني، وشدد على أن تلك الجريمة كانت وستبقى ذكرى أليمة ألقت بظلامها على كل الأمة.

 

٢٩ نوفمبر، ذكَّر الأزهر العالم أجمع بأحد أسوأ المناسبات في التاريخ الحديث وهي "ذكرى اغتصاب الأراضي الفلسطينية" أو ما يعرف سياسًيا بـ "ذكرى قرار تقسيم فلسطين"، مطالبا المجتمع الدولي بضرورة الاعتراف الكامل بحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ودولته المستقلة وعاصمتها القدس.

 

ختامًا، يمكن القول أن تلك المواقف توضح بشكل صريح اهتمام الأزهر الشريف وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بالقضية الفلسطينية خلال عام 2020م، وتعد امتدادًا لتاريخ أزهري طويل من الدعم والمساندة والتذكير بحقوق الشعب الفلسطيني وبالقضية الفلسطينية باعتبارها القضية الأولى للعرب والمسلمين، وتأكيدًا على كون تلك القضية وكآفة تطوراتها هي  محل رصد ومتابعة دقيقة ودائمة من فضيلة الإمام الأكبر؛ وذلك انطلاقًا من المسئولية التاريخية والدينية التي يحملها الأزهر الشريف تجاه تلك القضية العادلة والمنصفة إلى أن يتم الاعتراف الدولي الكامل بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

تعليقات