رويترز: أوغور شاهين وزوجته مسلمان من أصول تركية وراء ابتكار لقاح "كورونا"

  • أحمد عبد الله
  • الأربعاء 11 نوفمبر 2020, 10:08 مساءً
  • 2313
أوغور شاهين

أوغور شاهين

أوغور شاهين وأوزلام توريجي، طبيبان مسلمان من أصول تركية، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أسماءهم بقوة بالغة، بعد اكتشاف لقاح كورونا، وفقا لرويترز.


يكتشف العالم اليوم بإعجاب، بعد ساعات من إعلان شركة "فايزر" الأمريكية تطويرها بالتعاون مع ألمانيا لقاحا مضادا لفيروس كورونا فعالا بنسبة 90 بالمائة، هوية الذي يقف وراء هذا الابتكار.

وراء تطوير هذا اللقاح، تقف شركة "بيونتيك" الألمانية التي يملكها طبيب ألماني وزوجته ينحدران من أصل تركي وهما أوغور شاهين وأوزلام توريجي البالغان من العمر على التوالي 55 عاما و53 عاما.

شاهين وأوزلام هما مؤسسا شركة "بيونتيك" سنة 2008 بدعم مالي من مؤسسة بيل غيتس بقيمة 55 مليون دولار بعد تجربة سنوات اكتسباها مع مؤسستهما الأولى "غانيماد فارماسوتيكل" التي شهدت النور سنة 2001 وبيعت لشركة يابانية بمبلغ 1,5 مليار دولار سنة 2016 .



وبينما كان الزوج وزوجته يبحثان منذ سنوات كيفية تعزيز المناعة البشرية ضد السرطان عندما ظهر وباء كورونا المستجد نهاية العام الماضي، قررا في يناير 2020 تركيز اهتمامهما على هذا الفيروس الفتاك في إطار شركتهما الجديدة "بيونتيك". وبعد أشهر من العمل المكثف، توصلا إلى تطوير اللقاح الذي أعلنته شركة "فايزر" أمس الاثنين وتنتظر الحصول على رخصة إنتاجه وتسويقه.

جاء شاهين إلى ألمانيا مهاجرا مع والده، الذي عمل في مصنع سيارات، وهو في الرابعة من العمر. وبألمانيا نشأ ودرس، ليلتقي لاحقا أوزلام توريجي في الجامعة ويتزوجان حيث لم تجمعهما الروابط العاطفية فحسب بل أيضا حب الدراسات والبحث في علم الأحياء والمناعة.


وفي تقرير ذكرته رويترز، أن أوغور شاهين مسلم، يرجع لأصول متواضعة باعتباره ابن مهاجر تركي يعمل في مصنع فورد في كولونيا، أصبح الرئيس التنفيذي لشركة بيونتك، أوغور شاهين (55 عاما) من بين أغنى 100 ألماني، إلى جانب زوجته وزميلته عضو مجلس الإدارة أوزليم توريتشي (53 عاما) وفقا لما نقلت رويترز عن أسبوعية "فيلت أم سانتاغ" (Welt am Sonntag).

وقال تقرير رويترز إن القيمة السوقية لشركة بيونتك المدرجة في بورصة ناسداك، والتي شارك الزوجان في تأسيسها، قد ارتفع إلى 21 مليار دولار اعتبارا من إغلاق يوم الجمعة من 4.6 مليارات دولار قبل عام، مع استعداد الشركة لتأدية دور رئيسي في التحصين الشامل ضد فيروس كورونا.

وقال ماتياس كروماير، عضو مجلس إدارة شركة رأس المال الاستثماري "ميغ آغ" (MIG AG)، التي دعمت صناديقها شركة بيونتك منذ إنشائها في عام 2008، متحدثا عن شاهين "على الرغم من إنجازاته، لم يتغير أبدا من كونه متواضعا وأنيقا بشكل لا يصدق".

وأضاف أن شاهين عادة ما يسير في اجتماعات العمل، وهو يرتدي الجينز، ويحمل معه خوذة الدراجة المميزة وحقيبة الظهر.

سعى شاهين بإصرار لتحقيق حلم طفولته في دراسة الطب ليصبح طبيبا، وعمل في المستشفيات التعليمية في كولونيا، ومدينة هومبورغ الجنوبية الغربية، حيث التقى بتوريتشي خلال مسيرته الأكاديمية المبكرة، وأصبح البحث الطبي وعلم الأورام شغفا مشتركا لهما.

وقالت توريتشي، وهي ابنة طبيب تركي هاجر إلى ألمانيا، في مقابلة إعلامية إنه حتى في يوم زفافهما، خصص كلاهما وقتا للعمل في المختبر.

في 2001 أسسا شركة "غانيمد فارماكيوتيكالز" (Ganymed Pharmaceuticals) لتطوير أجسام مضادة لمكافحة السرطان؛ لكن شاهين -الذي كان حينها أستاذا في جامعة ماينز- لم يتخل أبدا عن البحث الأكاديمي والتعليم.

تم بيع هذا المشروع لشركة "أستيلاس" (Astellas) اليابانية في 2016 مقابل 1.4 مليار دولار. بحلول ذلك الوقت، كان الفريق الذي يقف وراء غانيمد منشغلا بالفعل ببناء بيونتك، التي تأسست في 2008، لمتابعة مجموعة أوسع بكثير من أدوات العلاج المناعي للسرطان.

وأخذت قصة بيونتك منعطفا عندما صادف شاهين في يناير/كانون الثاني ورقة علمية عن تفشي فيروس كورونا الجديد في مدينة ووهان الصينية. ثم قامت شركة بيونتك بسرعة بتعيين حوالي 500 موظف للعمل على عدة مركبات محتملة، وفازت بعملاق الأدوية "فايزر" وشركة الأدوية الصينية "فوسن" (Fosun) كشريكين في مارس/آذار.

وقال ماتياس ثيوبالد، أستاذ علم الأورام بجامعة ماينز، والذي عمل مع شاهين لمدة 20 عاما، إن ميله نحو التقليل من شأنه يتناقض مع طموح لا هوادة فيه لتحويل الطب، يتجلى في قفزة الإيمان إلى لقاح كوفيد-19.

وأضاف "إنه شخص متواضع للغاية. المظاهر تعني القليل بالنسبة له؛ لكنه يريد إنشاء الهياكل التي تسمح له بتحقيق رؤاه، وهذا هو المكان الذي تكون فيه التطلعات بعيدة كل البعد عن التواضع".

تعليقات