رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

قصة الصول الذي قدم فكرة للرئيس السادات ساهمت في نصر أكتوبر المجيد 1973

  • جداريات Ahmed
  • الثلاثاء 06 أكتوبر 2020, 5:42 مساءً
  • 1204
الصول احمد ادريس

الصول احمد ادريس

 

هو صول وطني حتى النخاع، ومع وطنيته العظيمه كان عبقريا بمعنى الكلمة عندما إصر على لقاء الرئيس أنور السادات قبيل حرب أكتوبر وراح بالفعل يعرض فكرة على الرئيس الراحل محمد أنور السادات اربكت العدو اربكا مذهلا أنه  الصول المصري النوبي البطل "أحمد إدريس " والفكرة تمثلت في فكرة استخدام اللغة النوبية حتى تعجز إسرائيل عن فك الشفرات في حرب أكتوبر وأعجب الرئيس السادات بالفكرة ..جدا والتقى بالرئيس شخصيا وقدم له التحية وظلت تستخدم حتى عام 1994 وإسرائيل لما علمت حاولت تعليم اللغة النوبية وأرسلت أتنين ألمان يهود يتعلمونها في مصر وتم اكتشافهما

هو 'أحمد محمد أحمد ادريس', ابن النوبة ولد بقرية توماس وعافية في الأربعينيات, وحصل علي الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1952, وفي عام 1954 تطوع البطل 'أحمد ادريس' كمجندا بقوات حرس الحدود وفي عام 1971 عندما تولي الرئيس محمد أنور السادات الرئاسة كانت هناك مشاكل تجاه عملية 'فك الشفرات', فأمر الرئيس قياداته بإيجاد حل, في ذلك الوقت كان 'عم أحمد' منتدبا مع رئيس الأركان وسمع حديث دار بينة وبين القائد عن هذه المشكلة, فتبسم ضاحكا وقال: 'أنة أمر بسيط فاللغة النوبية هي الحل لأنها تنطق ولا تكتب ولن يستطيع أحد فك الشفرة نظرا لخلو اللغة من الحروف الأبجدية', فأمر قائد الكتيبة باستدعاء الصول أحمد ادريس وكانت هذه نقطة البداية حيث نالت فكرته أعجاب وموافقة قائدة و تم إصدار أمر بإحضاره عندما أبلغ الرئيس السادات بفكرة استخدام اللغة النوبية كشفرة بين قادة الجيش المصري. وروي 'عم أحمد' اللحظة التي قابل فيها الرئيس الراحل السادات فقال 'انتظرت الرئيس بمكتبة حتى ينتهي من اجتماعه مع اللواءات, وعندما رأيته كنت أرتجف نظرا لأنها كانت المرة الأولي التي أري بها رئيسا لجمهورية مصر العربية ' و تابع قائلا: ' عندما وجد الرئيس الشعور الذي انتابني من قلق و خوف اتجه نحوي و ووضع يده علي كتفي ثم جلس علي مكتبة وقال ' أنت جوابك من المدرعات وأنت حرس حدود أية اللي وداك مدرعات؟' وفقا لموقع المخصص لمجموعة 1973 مؤرخين ، فرد 'إدريس' قائلا 'كان عندي موضوع عام 1967 ' ولكن رفض أن يتحدث عنة وقال 'دة موضوع طويل هحكية بعدين'. وبعد حوار دام طويلا ضحك الرئيس السادات ضحكا هستيريا مما أدي الي شعور 'أدريس ' بالقلق وقال 'هو أنا قلت حاجة غلط؟' فرد السادات 'لا دة شيء في نفس يعقوب', وأكمل 'أدريس' قائلا '

قلت للرئيس اذا كان يريد أفراد نوبيين فعلية أن يستعين بأبناء النوبة القديمة وليس نوبيين 1964 لأنهم لايجيدون اللغة, وهم متوفرون بقوات حرس الحدود ' فأبتسم السادات قائلا ' ' بالفعل فقد كنت قائد أشارة بقوات حرس الحدود'. وتابع أدريس .

عندما أنتهي لقائي بالرئيس السادات أعطاني ظرفا به 100 جنية وضعته في جيبه وتركت المكان'. وبعد عودة 'عم أحمد' إلي وحدته من الأجازة كان عدد المجندين 35 فردا وتم انتداب عدد من أفراد حرس الحدود حتى وصل مجموع الأعداد إلي 72 جندي من بلدتي 'فاديكا' و 'كان' النوبية, وكانت أقل رتبة هي 'النقيب' و قاموا بإرسالهم إلي منطقة مدنية وتم الاتفاق علي الخطة بمنطقة 'أبوصير', مع العلم بأن 'القصاصين' كانت منطقة تمركز قوات الجيش. وقال 'تم تدريبنا علي جهاز صغير وبعد التدريب بدأنا نعدي القناة في المساء مستخدمين الكاوتش المطاط حتى لا يصدر صوتا ' واصفا شعورهم بالقلق والرعب في اليوم الأول, وأضاف ان المنطقة التي قاموا بالذهاب اليها كان يعسكر بها الجيش الإسرائيلي نهارا ولكن في المساء يتركوا المكان متوغلين 5 كيلومترات إلي الخلف ويقوموا بتطويق المكان بالدبابات وتهيئتها كمنطقة دفاع.

 ويذكر عم أحمد أن الإيواء المستخدم للنوم كان عبارة عن صهاريج مياة يغفو بها طوال النهار وفي المساء يقوموا بعملية استطلاع والتبليغ عن عدد الدبابات, وذكر لنا عم أحمد احد المصطلحات التي كانت تستخدم كشفرة فقال ' كنا نقول علي الدبابة 'أولوم' ومعناها تمساح, أما العربات المجنزرة فكنا نقول عليها 'اسلانجي' يعني ثعبان'. وكانت مدة الوردية من سبعة إلي ثمانية أيام ثم تتبدل الوردية.

 وبالرغم من كل ما قيل علي عرب سيناء وتصرفاتهم المسيئة لأفراد الجيش ولكن قال عم أحمد ' بالعكس دول كانوا بيجيبولنا الأكل و الشرب في الصهاريج '. وأستمر الحال حتي عام 1973,

أكد عم أحمد أن في ذلك الوقت حدث شيء غريب , أحضر الجيش الإسرائيلي 'تريلات' وعند الخروج للاستطلاع بالرغم من عدم استطاعتهم الخروج بالنهار ولكن قال 'إدريس': ' طلعنا زي الحرامية ووجدنا أن هناك 200 'تريلا' مع كل واحدة دبابة جديدة' فقاموا بالتبليغ علي الفور وعندما علم أبو العز قام بإفساد انابيب ضخ المواد الملتهبة 'النابلم'والتي أقامها الاسرائيليون علي شاطئ القناة وقد صممت هذه الاجهزة بحيث تضخ علي سطح المياه علي امتداد القناة مزيجا من النابلم والزيوت سريعةالاشتعال مع كمية بنزين لتكون حاجزا رهيبا من النيران كالجحيم يستحيل اختراقة,

. في اليوم الخامس من أكتوبر قامت القوات بالانسحاب من الضفة الشرقية متجهة إلي الإسماعيلية وفي الساعة الثانية صباحا 'اشتغلت المدفعية والدبابات' علي حد قول عم 'أحمد', وتم احتلال الضفة الشرقية واستمرت الحرب حتي يوم 22 أكتوبر. وحدثنا 'أدريس' عن الثغرة فقال: حدثت الثغرة كنتيجة مباشرة لأوامر الرئيس السادات بتطوير الهجوم شرقًا نحو المضايق، رغم تحذيرات القادة وخاصة الفريق سعد الدين الشاذلي - بأنه إذا خرجت القوات خارج مظلة الدفاع الجوي المصرية فستصبح هدفًا سهلاً للطيران الإسرائيلي. وبالفعل في صباح يوم 14 أكتوبر عام 1973م تم سحب الفرقتين الرابعة والواحدة والعشرين وتم دفعهما شرقًا نحو المضايق. الجدير بالذكر أن الفرقتين الرابعة والواحدة والعشرين كانتا موكلاً إليهما تأمين مؤخرة الجيش المصري من ناحية الضفة الغربية لقناة السويس وصد الهجوم عنها إذا ما حدث اختراق للأنساق الأولي، وكانت هناك ثلاث ثغرات تتضمنهم خطة العبور المسماة بـ المآذن العالية، ومن بينها ثغرة الدفرسوار التي حدث عندها الاختراق. بعد فشل تطوير الهجوم رفض الرئيس السادات مطالب رئيس أركان القوات المسلحة المصرية الفريق سعد الدين الشاذلي في إعادة الفرقتين إلي مواقعهما الرئيسية للقيام بمهام التأمين التي تدربوا عليها. عندما وجد السادات ذلك قال 'أنا لا احارب أسرائيل ولكني في حرب مع أمريكا' وفي نهاية الحرب عمل وزير الخارجية الأمريكي هنري كسنجر كوسيط بين أطراف الحرب، ونجح في التوصل إلي اتفاقية هدنة

. كوفيء 'ادريس' بمد فترة خدمته إلي أربعة سنوات وقال ' كانوا رافضين خروجي من الجيش ولكني اضطررت نظرا لظروف مرضية'. وأمد عم أحمد أن اللغة النوبية هي الشفرة الرئيسية في حرب أكتوبر وليست شفرة المورس, الأمر الذي جعل الرئيس السادات بتحذير عم أحمد بعدم الإفصاح عم هذا السر العسكري و أكد 'ادريس قائلا ' انا لم أفصح عنة سوي السنة الماضية لمفاجأتي بشخص نوبي عمرة 40 عاما كان يدعي انة هو الذي ادخل فكرة اللغة النوبية كشفرة ' وتابع ' ذهبت الي وزارة الدفاع وحكيت القصة ولكن كان الرد 'هذا القانون لا يطبق عليك', فلا أدري أي قانون, مافيش حد قدرني والجواب عندي في البيت,

 بعد علم دولة إسرائيل بمعرفة اللغة التي كانت تستخدم كشفرة, قاموا بمحاولة لدراسة اللغة النوبية, حيث كان هناك رجلا يدعي ' محجوب الميرغني' كان يدرس اللغة النوبية بمعهد النهضة النوبي لفردين حاملين الجنسية الألمانية, وعند حضور 'ادريس' احدي صفوف الدرس وجد أنهم يسألون عن معني كلمتي 'دبابة و طائرة' باللغة النوبية, مما أثار شك عم أحمد والأمر الذي دعي إلي توجية تحذير ل 'محجوب' من اعطاء اي معلومات لهؤلاء وهدده بتقديم بلاغ لوزارة الدفاع مؤكدا أن 'محجوب' كان يقوم بذلك بدون مقابل او 'بحسن نية' علي حد قولة. مضيفا ' قلت لة الطريقة الصحيحة هي إحضار جواب من الجيش او القوات الحربية كتصريح لتعلم اللغة', واستمرت هذه الشفرة حتى عام 1994 وكانت تستخدم في البيانات السرية بين القيادات واللواءات.

 

تعليقات