هانى موسى يكتب: السادية مرض يصيب الرجال والنساء

  • جداريات 2
  • الأربعاء 16 سبتمبر 2020, 9:57 مساءً
  • 1424
الكاتب هاني موسى

الكاتب هاني موسى

يصاب بعض الرجال والنساء - وهم كُثر  - بمرض نفسي يضرب بجذوره فى شخصية الرجل والمرأة على السواء ويهز بقوة استقرار الأسرة وكيان المجتمع كله، ألا وهو السادية الذكورية والسادية الأنثوية (التلذذ بالسيطرة والخضوع والقهر) فلم يقتصر هذا المصطلح  على الديكتاتور أو المتسلط من الزعماء والحكام كما كان هتلر أو موسولينى.

فعن أى قهر  نتحدث هنا؟ 

وأبدأ حديثى هنا عن الرجال قبل النساء كى لا يظن البعض من النساء أننا نحمل المرأة وحدها كل كارثة وخطيئة فى مجتمع العنصرية  الذكورية.

إن هناك صنفا مريضا نفسياً وسلوكياً  من  الرجال يتلذذ بضعف الأنثى ووقوعها فريسة لرغباته فى محاولة منه لإثبات ضعف المرأة أمامه على الدوام وأنها كائن خلق لمتعته لا أكثر وإثبات لذاته بأن النساء ترغبه، لأنه الأكثر ذكورة ووسامة وجمالاً و قبولاً عن أقرانه من الرجال... فى كل مرة تقع له فريسة يشعر بأنه يعتلى قمة جبل يصعده من الغرور والكبرياء ليرى  ضحاياه من النساء عند سفح الجبل يعانون قربه أكثر من بعده!!.

من هذا الصنف كثيرون لا تعنيهم الكيفية بقدر ما تعنيهم الكمية فليس بالضرورة أن تكون كل الضحايا على قدر عالٍ من الجمال بقدر ما يثبتون  لذواتهم أنهم لا تعصيهم امرأة ولا يقف أمام رغباتهم  حائل فيبحثون  عن النساء فى كل وقت وفى أى مكان.. فى المواصلات، السوشيال ميديا -وما أكثر وأسهل  الضحايا هنا-  بين الجيران ولم يسلم حتى الأقارب منهم!!

وقد لا يقع بعضهم فى ارتكاب جريمة الزنا لأن كل ما يعنيه هنا هو إشباع رغبة نفسية مرضية  ملحة هى بقايا لآثار مرضية نفسية من  مرحلة المراهقة غير السوية التى لم يعبرها هذا الشخص بسلام وظل يعانى ويلاتها طيلة حياته فى ظل غياب لدور مؤسسات التنشئة الاجتماعية الأخرى من أسرة (وهى الأهم)  ومدرسة ودور العبادة والإعلام والقدوة الحسنة... إلخ.

أما عن النساء فبالمثل تعانى بعضهن من هذا المرض النفسى السادى وهو إقهار وإخضاع قوة وجبروت الرجال أمام جمالها وأنوثتها ومفاتنها التى تستجلب بها الضحايا منهم أو إثبات لذاتها بأنها الأجمل مقارنة بأقرانها من النساء وأنها الأفضل  لدى الرجال. 

وهذا  خطأ  وقع فيه حتى بعض المفكرين مثل شيلى الشاعر الإنجليزى حين قال:"أيتها المرأة أنت الغريزة وهو العقل وما دامت الحياة غريزة فأنتِ سلطانة وهو عبد".

وهذا لا نرضاه ولا يرضاه ديننا الحنيف للمرأة التى كرمها وأعلى من شأنها أن تكون موطن الغريزة بلا عقل، بل إننى أرى أن المصيبة هنا مع المرأة باتت أعظم والخطب جلل لأن الله خلق المرأة لمسؤولية عظيمة ودور هام لا يقدر عليه الرجل بمفرده وهو تربية النشء السليم فكيف يتسنى ذلك لمن تعانى خللا وهوة مفزعة فى تقويمها النفسى السليم حتى بعد أن باتت زوجة تحمل شرف رجل ارتبطت باسمه وتربى جيلا للمستقبل، وهى لا تدرى بأن الجنة تدنو من أقدامها حين تحسن صنعتها ودورها الموكل إليها.  


للذين أصيبوا بهذا الداء العضال نصيحة لا أبغى بها إلا وجه الله حين ألقاه ..طهروا قلوبكم من الآثام قبل ثيابكم.. املأوا حياتكم بما ينفعكم فى آخرتكم قبل دنياكم ..أيقنوا أن الإنسان خلق لغاية أسمى فى الحياة من مرتبة الشهوات التى يتساوى فيها مع البهائم وأنه كلما تسامى بعقله وصل إلى منزلة الملائكة حين يعرف حقيقة وكنه وجوده ونهايته التى لا مفر منها .


أما وإن كنا قد وصفنا الداء فلابد من دواء 

  وهذا الدواء  ليس ببعيد ولكنه يحتاج من النفس العزيمة والإصرار فقد قال عز وجل " لا تقربوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو " وفى موضع آخر: "ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشةً وساء سبيلا".

والقرب هنا والخطوات تبدأ رويداً رويداً بمنهج شيطانى مدروس أولها النظرة المحرمة ثم الكلمة ثم اللقاء حتى يقع الإنسان فى المحظور ويفلح الشيطان ويخسر ابن آدم ويظل كل منهما فريسته حتى يمن الله بتوبته على عبده الذى عصاه.

..أما عن النشء فيأتى دور الأسرة المتماسكة البنيان فلابد للأم خاصةً أن تعلم أبناءها أن الروح قبل الجسد والجسد قبل الروح  كلاهما خصوصية وملك لصاحبهما وديعة إلهية يجب أن يحافظ عليهما الأبناء وأنهما أغلى ما يملك الإنسان ولا يقبلان البيع أو المساومة فى ظل التمسك بتعاليم الدين وتقاليد المجتمع .. أما عن دور بقية مؤسسات المجتمع -  الذى بات فاتراً - فلابد وأن تكون التوعية مستمرة و جادة.

والله من وراء المقصد هو حسبى ونعم الوكيل. 

تعليقات