حصاد "جداريات" اليوم

  • جداريات 2
  • الإثنين 27 يوليو 2020, 11:13 مساءً
  • 380
الفنان فريد شوقي

الفنان فريد شوقي

نشر موقع جداريات عددا من المتابعات والأخبار المهمة على مدار اليوم فيما يلي بعض منها:


 الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 9 فلسطينيين في الضفة

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملات انتهاكاتها الغاشمة ضد الفلسطينيين واعتقلت فجر اليوم الاثنين، تسعة مواطنين من الضفة.

من جانبه  ندد نادي الأسير الفلسطيني بعملية الاعتقال لافتا إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة مواطنين من بلدة السموع في الخليل، وهم: عيسى موسى الحوامدة، ومحمد إبراهيم الحوامدة، والأسير المحرر أيمن علي أبو عرقوب.

وأضاف أن قوات الاحتلال اعتقلت: يعقوب قواسمي، وعبد الله البكري، وعلي الرشق، ورأفت كيالي من بلدة عناتا ومخيم شعفاط في القدس، كما أن قوات الاحتلال اعتقلت المواطنين ماهر عبد اللطيف الأخرس من بلدة سيلة الظهر، وعمارة عبد اللطيف فشافشة من بلدة جبع في جنين.

وتزداد وتيرة العنف ضد الشعب الفلسطيني خاصة بعد الإعلان عن مخطط الضم الذي كشفت عنه صفقة القرن مؤخرا، وقد أصيب عدد من المواطنين، يوم أمس، بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والاختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مسيرة مناهضة للاستيطان فوق الجبل، رفضا لإقامة مستوطنين ست خيام فوق قمة الجبل قبل أيام.

 تعرف على أهمية القراءة لجسمك وعقلك!

لا يختلف أحد على أهمية القراءة في حياة الإنسان والمجتمع ، فصدق من قال إن القراءة الغذاء الحقيقي للعقل والروح ، هى أحد متع الحياة ، ويكفي أن هناك مثل صيني شهير "لاتصغى لمن لم يقرأ منذ 3 أيام" لأمية وعظمة القراءة و لذلك لها العديد من الفوائد الصحية الجمة استعرضتها صفحة أنا إنسان الشهير على موقع التواصل الاجتماعي الشهير الفيس بوك فجاء أبرزها  التنشيط الذهني، كون جميع عضلات الجسم تحتاج لرياضة لتحفيزها والحفاظ عليها وكذلك العقل، ورياضة العقل هي القراءة، فضلا عن أنها تُساعده في تحسين مستوى الاتصال وتحسنيه، كما تُساعد في إبطاء تقدم مرض الزهايمر ، ومنع الخرف وتقلل من الآثار الجانبية للشيخوخة.

 وعندما يبدأ الشخص بالـقراءة يُعطي كل تركيزه لأحداث الكتاب وهذا يُساعده بالانفصال عن العالم  الخارجي كل يوم لأوقات مُحددة وهذا يُساعد في تخفيف التوتر بصورة كبيرة جداً.

كما تُساعد القراءة قبل النوم ولو لمدة خمس دقائق بتصفية الذهن وطرد جميع المشتتات التي تمنع

تمنح القراءة الإنسان علماً كبيراً وواسعاً بشكل شبه مجاني، على عكس الدورات والندوات التي قد  تدفع ثمنها الكثير من المال مُقابل معلومات موجودة في كتب لا يتجاوز سعرها بعض الدولارات.

ويستخدم الإنسان عضلات ذاكرته بشكل مستمر أثناء عملية القراءة، فهو يحتاجها من أجل الربط بين  شخصيات الكتاب أو لربط تسلسل الأحداث وهذا من شأنه رفع مستوى عمل الذاكرة وتحسينه.

تُساعد القراءة الإنسان على التركيز فقط على الكتاب الذي ما بين يديه وما يدور فيه، وهذا جيد كون الإنسان يتعرض لمشوشات طوال اليوم والتي تقلل من نسبة تركيزه.

تُعتبر القراءة وسيلة للترفيه عن النفس، فهي غير مُكلفة مقارناً بوسائل الترفيه الأُخرى ومتجددة كل  يوم فعدد الكتب في العالم ضخم جداً ولا ينفذ، هذا بجان أن القراءة المُستمرة يوماً بعد يوم تساعد على تطوير المفردات وتحسين لغة الفرد، فيصبح قادراً على التعبير عن نفسه بصورة أفضل وأوضح.

تحسين الكتابة

 تطوير المفُردات بسبب القراءة يُساهم في تحسين الكتابة وإتقان سرد الكلمات بشكل منتظم.

 الاسترخاء

 تُساعد القراءة في تحقيق الاستقرار النفسي والهدوء الداخلي لأنها تمنع تأثير العالم الخارجي عن

 الشخص، كما أنها توصف كعلاج لكثير من مرضى المزاج المتقلب والأمراض العقلية البسيطة.

 منع إهدار الوقت

 يَملك معظم الأشخاص أوقات فراغ لا يعلمون ماذا يفعلون بها وتعتبر القراءة من أفضل الطرق لملأ

 أوقات الفراغ واستغلالها بأشياء ذات فائدة حقيقية.

تُقدم لما القراءة تجارب الأشخاص الآخرين وملخصها دون الحاجة لغوض التجربة في الحقيقة،ولهذا

 دور في تحسين مهارات وتصرفات الإنسان في مواقف لم يتعرض لها من قبل إلا أنها يَملك خلفية

 جيدة عن كيفية التصرف الصحيح.

 

 التوعية

 تُساعد القراءة على رفع مستوى الوعي لدى الشخص القارئ، فهو يَمر على كمية كبيرة من

 المعلومات خلال الـقراءة لكتاب واحد فقط.

 التخلص من إدمان الإنترنت

 يُعاني الكثير من الأشخاص في وقتنا الحالي من إدمان مواقع التواصل الإجتماعي وبالتحديد فئة

 الشباب، لذلك البدأ في القراءة يُساعد في ترك الجهاز الخلوي لمدة محددة كل يوم وبالتالي تقليل

   عدد الساعات وحتى الوصول للتخلص من هذه العادة.

 معرفة التاريخ

 وثقت العديد من الكتب أحداث تاريخية عظيمة قد لا نجدها في أي مكان آخر، حيثُ على مر الزمان

 اجتهد العديد من العلماء والفلاسفة في التوثيق والكتابة لنستطيع فهم ومعرفة الحقائق التي جرت

 في الماضي.

 

 ثورة يوليو بعيون مؤرخين في المجلس الأعلى للثقافة

عقد المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى، ندوة بعنوان: (68 عاما على ثورة 23 يوليو)، نظمتها لجنة التاريخ والآثار بالمجلس، ومقررها الدكتور جمال شقرة؛ حيث أقيمت الندوة إحياءً للذكرى الثامنة والستين لثورة 23 يوليو، وشهدت الندوة مشاركة وحضور نخبة متميزة من أساتذة التاريخ وهم: الدكتور أحمد الشربينى والدكتور خلف الميرى.

كما جاءت مشاركة الدكتور جمال شقرة عبر عرض مقطع فيديو مصور تناول فيه موضوع: (مقدمات ثورة 23 يوليو وتشكيل تنظيم الضباط الأحرار)، وكذلك الدكتور أحمد زكريا الشلق الذى شارك أيضًا بواسطة عرض مقطع فيديو مصور له، تناول فيه موضوع: (ثورة يوليو والحياة البرلمانية فى أعوامها الأولى)، وقد أدار النقاش بالندوة الدكتور عاصم الدسوقى.

افتتح الحديث الدكتور عاصم الدسوقى الذى قدم تفسيرًا لأهم أسباب قيام ثورة 23 يوليو، حيث حملت كلمته عنوان: (أحوال مصر العامة قبل الثورة)، واستعرض الدسوقى فى كلمته تاريخ مصر قبل قيام الثورة إلى إنفجارها، مستشهدًا بأحد أهم التقارير الأمريكية التى رصدت تردى الأوضاع فى مصر بدقة آنذاك؛ حيث كتب هذا التقرير عام 1949 تحديدًا فى السابع من شهر يناير، وأبرز ما ذُكر فيه تفشى الرشاوى واتساع الفوارق الطبقية فى مصر بسوء بالغ، مما ينبأ بحدوث انقلاب سياسى وشيك وهو الأمر الذى يهدد بقاء الاستعمار الإنجليزى فى مصر بشكل مباشر، وأكد الدكتور عاصم الدسوقى أن مصر كانت تعانى من التفاوت الطبقى، إلا أن ثورة 23 يوليو أعادت للشعب المصرى حقوقه ومقدراته، كما أنها كانت السبب فى تأسيس جيشًا وطنيًا قويًا يحمى مصر، دون تبعية لأى من كان، تحت شعار واحد وهو مصلحة الوطن العليا، فحررت الوطن من الاحتلال، وعملت على القضاء على سيطرة رأس المال، والإقطاع، وبناء اقتصاد وطنى قوى، وتأييد ودعم حركات التحرر الوطنى عربيًا أفريقيًا، وتحقق ذلك على مدى سنوات حكم الراحل جمال عبد الناصر، الذى وضع مبادئ ثورة يوليو آملًا تحقيقها، وأنهى الدسوقى كلمته مستعرضًا مبادئ ثورة يوليو؛ ليشدد على أهمية مبدأ (تحقيق الديمقراطية السليمة)، وأوضح أهمية لفظة السليمة، التى وضعت بغرض التمييز عن الديمقراطية الملكية؛ لأن الديمقراطية الملكية حرمت جماهير الشعب المصرى من عمال وفلاحين من التقدم والتمتع بالحرية بالبرلمان والسلطة التشريعية من واقع قانون الانتخابات الذى صدر مع دستور 1923 والذى نص على أن من يرشح نفسه لمجلس الشيوخ ممن يدفع ضريبة أطيان زراعية قدرها 150 جنيهًا كتأمين يرد بعد نجاحه فى الانتخابات، وهو ما يعنى أن يكون مالكا لحوالى 300 من الأفدنة الزراعية على أقل تقدير؛ فقد بلغت الضريبة على الفدان الواحد آنذاك 50 قرشًا، مما يعنى أن الرابح هو لا محالة سيكون من ملاك الأراضى الزراعية أو ما اصطلح عليه آنذاك بعبارة (أصحاب الأطيان)، فكان جليًا أن هذا القانون قد اختزل مجلس الأمة فى مُلاك الأراضى الزراعية وأصحاب رؤوس الأموال (الإقطاعيين)، وفى هذه الحالة من الطبيعى أن نجد جُل القوانين التى صدرت تصب فى مصلحة الملاك، وعلى النقيض أتت ديمقراطية ثورة يوليو السليمة، فبات للعمال والفلاحين مندوبين فى مجلس الأمة بمجرد إجراء الانتخابات لأول مجلس أمة عام 1957، وهو ما يضاف لأهم استحقاقات ثورة يوليو.

ثم تحدث الدكتور أحمد الشربينى الذى تناول تفاصيل الشِق الاجتماعى قبل وإبان قيام ثورة يوليو؛ حيث جاءت كلمته تحت عنوان: (ثورة يوليو والمسألة الاجتماعية المصرية)، حيث أشار إلى أن ثورة 23 يوليو طرحت حلول اجتماعية وخطط للتنمية الاقتصادية، مما أدى إلى حدوث تغير كبير فر المجتمع المصرى؛ حيث استطاعت أن تواجه مثلث (الفقر والجهل والمرض)، وتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية  للشعب المصرى بمختلف فئاته، كما أن ثورة يوليو كانت بمثابة مشروع لتحرير الوطن وتطبيق العدالة الاجتماعية، عبر رؤية قادة الثورة فى هذا التوقيت، وذلك رغم الاختلاف الذى كان بينهم حول آلية الوصول إلى تلك الرؤية، وتابع مشيرًا إلى أن توقيت قيام الثورة كان حرجًا؛ فقد شهد إعادة تشكيل النظام العالمى بعد الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة.

أخيرًا ذهبت الكلمة للدكتور خلف الميرى الذى فَضَّلَ عرض مقطع  فيديو مصور له بعنوان: (ثورة يوليو والاتجاه شرقًا)؛ حيث تناول فيه أهم محددات تحويل بوصلة القيادة المصرية إبان ثورة يوليو، صوب المعسكر الشرقى - الاتحاد السوفيتى - مرورًا بالتحديات الجسيمة التى مرت باستحقاقات الثورة المصرية آنذاك.

وأوضح الدكتور خلف الميرى أنه إبان قيام ثورة يوليو عام 1952، شكل الاتحاد السوفيتى لمصر المساعدة، فكان ظهيرًا دولى راسخ استطاع تدعيم مصر آنذاك فى العديد من المواقف المفصلية على الصعيد الدولى والإقليمى، وتجلى ذلك بداية بتسليح الجيش المصرى، حينما اصطدمت طموحات الجامحة فى تحقيق حريتها واستقلالها بالرفض والتقييد الغربى المفروض عليها، فكان قرار الزعيم الخالد جمال عبد الناصر بتوجيه البوصلة شرقًا نحو الاتحاد السوفيتى، الذى بدوره دعم مصر وتعاون معها على أصعدة عدة؛ فعقب التسليح والتعاون العسكرى السوفيتى، نذكر أيضًا مساندة الخبراء السوفييت لمصر فى إنشاء عدة مؤسسات إنتاجية، وعلى رأسها السد العالى فى أسوان ومصنع الحديد والصلب فى حلوان ومجمع الألومنيوم بنجع حمادى ومد الخطوط الكهربائية، ثم واصل الدكتور خلف الميرى حديثه مشيدًا كذلك بأهمية الدور السوفييتى فى مساندة مصر ضد اتفاق بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على اشتراكهم معًا فى عدوان منظم ضد مصر (العدوان الثلاثى)، وذلك عقب إصدار الزعيم ناصر قرار تأميم قناة السويس شركة مساهمة مصرية، فأصدر الاتحاد السوفيتى إنذارًا بضرب لندن وباريس ملوحًا بترسانته الذرية، وفى مختتم الفيديو أكد الميرى أن ندم الولايات المتحدة على عدم دعمها لمصر فى تشييد السد العالى يكفى لأن يثبت للجميع مدى أهمية إنشاء السد وصحة هذا القرار بالتعاون مع السوفييت وكل هذا بطبيعة الحال ما كان ليحدث لو لم تكن ثورة 23 يوليو.

الجدير بالذكر أن كلمات المتحدثين تخللها عرض لمقطع مصور للدكتور جمال شقرة، تناول فيه موضوع: (مقدمات ثورة 23 يوليو وتشكيل تنظيم الضباط الأحرار)، ومقطع مصور آخر للدكتور أحمد زكريا الشلق، تناول فيه موضوع: (ثورة يوليو والحياة البرلمانية فى أعوامها الأولى).


وزير التعليم العالي: مصر الأولى عربيا في صناعة الدواء

قال الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلميّ، إن مصر تُعد الأولى عربياً وإفريقيا فى صناعة الدواء، مُشيراً إلى أن الدولة تمتلك المقومات الأساسية للريادة فى هذا القطاع، ولا سيما مع وجود أكثر من 150 مصنعاً قائما فى الوقت الحالي، كما أن هناك ميزات نسبية متعددة لهذا القطاع، وهو ما يُؤهله لفتح أسواق جديدة بالقارة الأفريقية، كما أن مصر تُعتبر مصدراً مفضلاً للمنتجات الصيدلية؛ نظراً لانخفاض تكلفتها عن نظيراتها فى مختلف دول العالم.

وأضاف "عبد الغفار" أن الدولة تقوم بجهود كبيرة للعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتى من الأدوية بأسعار تكون فى متناول المواطنين وبجودة عالية، من خلال سياسة وطنية للأدوية تضمن الحصول على الأدوية الأساسية.

 وطرح وزير التعليم العالى والبحث العلميّ بعض التوصيات التى تستند على وضع استراتيجية كبرى لها عدة ركائز، منها ما يتعلق بدعم صناعة الدواء والأبحاث العلمية المتطورة، وكذا عمليات تسجيل الأدوية، ومراقبة عمليات الإنتاج والتخزين، وهو الأمر الذى من شأنه النهوض بصناعة الدواء فى مصر، وزيادة قدرتها على المنافسة فى الأسواق العالمية.

جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، بشأن مناقشة آليات تطوير صناعة الدواء فى مصر، وذلك بحضور كل من الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمي، والدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، والدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، واللواء بهاء الدين زيدان، رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد الطبى وإدارة التكنولوجيا الطبية، والدكتور تامر عصام، رئيس هيئة الدواء المصرية.


في ذكرى رحيل ملك الترسو.. فريد شوقي من أدوار الشر إلى وحش الشاشة

تحل اليوم ذكرى ميلاد وحش الشاشة وملك الترسو الفنان الكبير فريد شوقي العملاق صاحب التاريخ الفني الممتد لأكثر من 50 عاما في السينما المصرية وظل معطاء للفن حتى رحيله في مثل هذا اليوم عام 1998.

 ولد فريد شوقي في يوم 30 يوليو 1920 بحي البغالة بالسيدة زينب بالقاهرة، ثم انتقل للعيش حي الحلمية الجديدة، حيث انتقلت إليه الأسرة. وهذا الحي، وتلقى دراسته الابتدائية في مدرسة الناصرية التي حصل منها على الابتدائية عام 1937 وهو في الخامسة عشرة من عمره، ثم التحق بمدرسة الفنون التطبيقية وحصل منها على الدبلوم، التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية.

 

 ابن ثورة 1919

في كتابه السينما المصرية.. مائة عام من الفرجة يوكد الروائي والمؤرخ الفني ناصر عراق أنه لا يمكن فهم ظاهرة فريد شوقي - وجيله كله - دون الالتفات إلى الدور العظيم الذي لعبته ثورة 1919 في تغيير وجه الحياة في مصر، هذه الثورة التي انتشلت الشعب من مستنقع القرون الوسطى المتخلف فكريًا وثقافيًا، وقذفت به في نهر الحياة العصرية الحديثة، (بلغ عدد المصريين عام 1927 نحو 14 مليون نسمة وفقا لما ذكره جمال حمدان)، وأظنك تعلم أن فنون المسرح والسينما والموسيقى والغناء بدأت في الازدهار والتألق في الأعوام العشرة التي أعقبت هذه الثورة الفريدة في تاريخنا، فسيد درويش ويوسف وهبي والريحاني وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وروز اليوسف وفاطمة رشدي ومحمد كريم كلهم عززوا حضورهم الفني في هذا العقد المدهش، ومعهم طه حسين وتوفيق الحكيم وشوقي وحافظ والشيخ علي عبد الرازق وأحمد لطفي السيد ومحمود مختار ومحمود سعيد وغيرهم شاركوا في إضاءة أنوار مصر بدءًا من مطلع العشرينيات، فكتبوا ومثلوا وغنوا وأخرجوا ورسموا ونحتوا باعثين روحًا جديدًا في وجدان المصريين.

ابن البلد
يضيف عراق في كتابه: "من حسن الطالع أن فريد شوقي ترك لنا الكثير من اللقاءات التليفزيونية والإذاعية والحوارات الصحفية التي تكشف عن نشأته ونشاطاته وعلاقاته في مطلع حياته، وهكذا علمنا أنه مولود في 30 يوليو من سنة 1920 بحي الحلمية الجديدة، وأنه تربى في السيدة زينب الحي الشعبي الشهير، وأنه شاهد جورج أبيض والريحاني ويوسف وهبي على خشبة المسرح في صباه، ولعل النشأة في هذا الحي الشعبي أكسبته صفات أولاد البلد التي تتمثل في الشهامة والمروءة وخفة الظل، وهو ما انعكس على أدائه لكثير من الشخصيات الدرامية. (أفتح هذا القوس لأذكرك بأنه تجرأ ووقف على المسرح ليتقمص شخصية نجيب الريحاني نفسه التي قدمها في بعض المسرحيات مثل الدلوعة عام 1966). الأمر الذي يكشف حجم موهبته حتى في أداء الأدوار الكوميدية المغلفة بنزعة إنسانية كما كان يفعل أستاذه".

وعن التكوين الجسدي يقول "عراق": أوتي فريد شوقي بنيانًا عملاقًا يتسم بالشموخ والقوة، فهو طويل بشكل لافت... (وصفه أحد الجالسين في المقهى في فيلم جعلوني مجرما بأنه "شحط"/ أي ضخم جدا). كما أن ملامح وجهه اتسمت بالجدية دون جهامة، وخلت من الوسامة الشائعة في زمنه، فالجبين منبسط، والوجنتان بارزتان، والشفاه غليظة دون نفور، والباروكة التي يضعها فوق شعره منذ عام 1952 ليست ناعمة مثل شعر أنور وجدي أو كمال الشناوي الذي يتهدل في أول لفتة مفاجئة، فتزيد من وسامة البطل وجاذبيته، وإنما باروكة فريد شوقي مصنوعة من الشعر العادي، لا ناعمًا مثل الحرير، ولا خشنًا مثل الخيش!

هذه الملامح المتميزة أهلته لأن يلعب أدوار "الفتوة"... ابن البلد... الصنايعي... بائع ألبان... سائق شاحنة... جندي مقاتل... تاجر مخدرات... أي أن ملامحه أبعدته عن أدوار صاحب المهنة المرموقة والعاشق المتيم الغارق حتى النخاع في هوى محبوبته كما كان يفعل أبناء جيله مثل عماد حمدي وكمال الشناوي وشكري سرحان وعمر الشريف وأحمد مظهر، ما يعني أنه اختط لنفسه مسافة عن البطل الشائع في ذلك الزمان، ولعل لقب (وحش الشاشة) الذي منحه له جمهور البسطاء يؤكد صحة ما نقول، فرواد السينما في الخمسينيات كانوا من أولاد البلد الذي يحلمون برؤية (بطل) يخلصهم من الشر الرابض في المجتمع، بعد أن خلصهم جمال عبد الناصر من شر(الملك)، و(الإنجليز)!


ويؤكد عراق أن من مفارقات القدر أن أول ظهور لفريد شوقي على الشاشة لعب دور ضابط مباحث، وذلك في فيلم (ملاك الرحمة/ 1946) ليوسف وهبي، ثم راح يتقمص شخصية الشرير في أكثر من خمسة وعشرين فيلمًا حتى عام 1952، وكلها أدوار نمطية لا تكشف حجم موهبته، فهو قابع في كباريه أو بار يتجرع الخمر، ويسطو على أموال الراقصات، ويدبر المكائد للبطلة أو البطل، ويرفع حاجبه الأيسر منذرًا ومتوعدًا، ثم يقسم - كذبا - بشرف أمه!
حتى اقتنع به صلاح أبو سيف ومنحه البطولة المطلقة في (الأسطى حسن) الذي عرض للمرة الأولى في 23 يونيو من عام 1952، ثم توالت بطولاته بعد ذلك حتى يمكن القول إنه أحد أهم علامات حقبة الخمسينيات، وقد ترافق صعوده السينمائي مع صعود جمال عبد الناصر في عالم السياسة، ففريد شوقي في الأفلام يقهر الشر ويقاومه، وعبد الناصر في الواقع يحارب الظلم ويقاوم الاستعمار، وكأنهما صنوان. واحد في الحلم - أي على الشاشة - والآخر في الواقع، وهكذا نال نجمنا لقب (وحش الشاشة) عن جدارة.


محطات في أدائه
يرى ناصر عراق أنه رغم غزارة الأعمال السينمائية التي شارك فيها فريد شوقي، إلا أنه لم يكن يتمتع بمهارات فذة في التمثيل مثل زكي رستم أو حسين رياض أو محمود المليجي أو حتى يحيى شاهين ومحمود مرسي وصلاح منصور وعبد الله غيث، إذ ظل يتأرجح طوال الوقت بين الأداء المقبول، والأدء الجيد، ولم يذق طعم الأداء المدهش إلا مع صلاح أبوسيف الذي تمكن من تفجير طاقات التمثيل لديه.
البداية الرائعة انطلقت مع (الأسطى حسن)، ثم (الفتوة/ 1957) الذي وصل فيه فريد شوقي إلى ذرى غير مسبوقة ولا ملحوقة في فنون الأداء، وجاء فيلم (بداية ونهاية/ 1960) ليؤكد أن صلاح أبوسيف هو المخرج الوحيد الذي حرر موهبة فريد المتدفقة من أسر النمطية والتكرار.
عشرات الأفلام التي قام ببطولتها ملك الترسو بعد ذلك، حتى عندما استعانت به تركيا في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي فسافر إلى هناك ليقوم ببطولة مجموعة من الأفلام مثل (عثمان الجبار)، و(مغامرات في اسطنبول) وغيرهما... كل ذلك لم يظهر فريد شوقي بالكفاءة المرجوة إلا في سنة 1977 عندما تألق مرة أخرى مع صلاح أبوسيف أيضًا في (السقا مات).


تعليقات