باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
صورة تعبيرية
٭٭ «حتى أنت يا بروتس؟! »
جملة -على قصرها- إلا أنها تضمنت كل زفرات الألم وجراحات الخذلان، ومرارة الدهشة من يوليوس قيصر لبروتس أقرب وأحب أصدقائه له، في رائعة وليم شكسبير
«يوليوس قيصر »، والتي صارت مثلٱ يتردد عند الدهشة من خيانة الأصدقاء وغدر وجحود ذوي القربى.!
الخيانة عندما تأتي ممن أحسنت إليه، ومددت له يدك ندية سخية بالعطف والمساعدة وأغدقت عليه من عطائك وحبك.!
حتى أنت يا بروتس.. للصديق الذى باع صديقه بثمن بخس وتنكر لميثاق شرف الصداقة.!
حتى أنت يا بروتس.. للحبيب الذى خان عهد الهوى.. وللقريب الذي تنكر وجحد وذبح صلة الرحم بدم بارد.!
كان يوليوس قيصر من أبرز رجال روما.. كان سياسيٱ محنكٱ وقائدٱ عسكريٱ فذٱ، أدى دورٱ مهمٱ في تحويل الجمهورية الرومانية إلى إمبراطورية عظمى ، بيد أن الطمع وحب السلطة أرق مضاجع الحاقدين عليه، وأثار حفيظة ذوي القربى فخططوا لقتله.!
فكروا.. دبروا بليل مؤامرتهم الخسيسة. وأجمعوا أمرهم على أن يتجمعوا؛ ليطعنه كل واحد منهم طعنة، فيتفرق دمه، ولا يعرف من قتله.!
واغتالوه بدم بارد.. كل منهم وجه طعنته.. وكانت الطعنة الأخيرة من أقرب أصدقائه لقلبه وأحبهم لنفسه، فنظر له يوليوس قيصر وهو يطعنه بخنجر كان قد أهداه إليه فى إحدى المناسبات، وقال وقد أثخنت جسده الطعنات والردى ملء معالم جسمه:
«يا الله.. أيمكن أن يحدث هذا؟!.. بروتس صديقي يطعنني من الخلف؟!.. وبهذا الخنجر الذي أهديته له؛ ليكون قربان محبة ووفاء.؟! ».
وأغمض عينيه وهو يقول:
حتى أنت يابروتس؟!
وكما قال شكسبير :
« أحيانٱ لا تحزنك الكلمات التي تقال عنك، بمقدار حزنك عندما تعرف من قالها.»
ورضي الله عن علي بن ابي طالب إذ يقول عن الخيانة :
أد الأمانة، والخيانة فاجتنب
وأعدل ولا تظلم يطيب المكسب