دار المعالي تُصدر كتاب "إعادة تشغيل" لـ أحمد السوهاجي
- الجمعة 30 مايو 2025
الدكتور عبدالله الغذامي
قال الناقد الكبير الدكتور الغذامي إنه يحاول دائماً الوصول لأبسط وأسهل أسلوب للمتلقي، بعد أن كان يعتقد أن الكتاب الأول الذي أصدره واضح جداً، إلى أن سمع بعض الردود من زملاء وقراء بأنه يحتوي على لغة صعبة، مشيراً إلى أنه اتخذ قراراً في محاولة تسهيل اللغة المستخدمة في كتبه، وساعده في ذلك أمران، الأول سعيه لتبسيط النظريات لطلبته في الجامعة، والثانية كتابته للمقالات الصحفية بطريقة تكون مفهومة لدى جميع القراء".
ونفي الغذامي في لقاء حواري افتراضي له
نظمته هيئة الأدب والنشر والترجمة، مساء أمس، وأداره الإعلامي محمد الطميحي، وذلك ضمن
سلسلة من اللقاءات الحوارية الافتراضية، تنظمها الهيئة على مدى أسبوعين، عدم صحة أن
الناقد الأدبي هو من يوصل النص للجمهور، مستشهداً بالجماهيرية الكبيرة لعدد من الشعراء
، مثل "امرئ القيس" والذي لا يزال شعره يتداول حتى اليوم، وفي مثال آخر الشاعر
محمود درويش الذي اضطر منظمو إحدى أمسياته الشعرية لإقامتها في إستاد رياضي.
وتطرق الغذامي إلى عنصر التفاعلية الذي
غير الكثير من أنظمة القارئ بشكل خاص والتلقي بشكل عام، مستشهداً بظهور الإذاعة في
ثلاثينيات القرن العشرين، وظهور المذيع الذي يقرأ نصاً ليس له، ويقدمه لجمهور ليس له
أيضاً، ليدخل بعدها التلفزيون وينتقل المذيع إلى تلك الشاشة ليقرأ بنفس الطريقة والأسلوب
نصوص الأخبار بنبرة تخفي مشاعره الخاصة، فيما أصبح القارئ في هذا الزمن مطلعاً ويعلم
بشكل دقيق ما يحدث حول العالم، ويشاهد الأخبار التلفزيونية ربما بحثاً عن المصداقية،
أو للتأكد وتأويل ما يطرح من خلال النشرات، وهو ما جعل القارئ أو بمعنى أصح المتلقي
العنصر الأساسي في التحكم بقوة القنوات الإعلامية، رغم الكم الهائل من المعلومات التي
يتلقاها من الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، التي تفوق طاقة الاستيعاب وهو ما تسبب
بانتشار ظاهرة النسيان لدى مختلف شرائح المجتمع.
وأكد أن التقنية الحديثة لا تقلل من أهمية
الكتاب المطبوع بل أسهمت في سرعة انتشاره، ووصوله إلى القارئ النهم، كما أكد أن وسائل
الإعلام والأدب لم تلغ ما قبلها، كلها موجودة لكن السؤال الذي لابد أن يطرح هنا هو
أي من الوسائل الموجودة الآن هي الأقوى والأكثر جاذبية وتتمتع بالإحساس بصوت ومشاعر
الناس، من هنا نجد أن الجماهيرية تزداد في جهة وتقل في جهة أخرى.
والدكتور عبد الله الغذامي صاحب مشروع
نقدي طويل وغزير خاصة في النقد الثقافي، ومن أهم كتبه دراسة عن خصائص شعر حمزة شحاتة
الألسنية، تحت اسم (الخطيئة والتكفير: من البنيوية إلى التشريحية)، وكذلك كتاب أثار
جدلاً يؤرخ للحداثة الثقافية في السعودية تحت اسم (حكاية الحداثة في المملكة العربية
السعودية). يعد من الأصوات الأخلاقية في المشهد السعودي الثقافي، كتب المقالات في
عدد كبير من الصحف والمجلات العربية، وشغل عضو هيئات تحريرها، ومنها: هيئة تحرير مجلة
كلية الآداب والعلوم الإنسانية بين عامي 1401-1403هـ/1981-1983م، هيئة التحرير لمجلة
علامات الصادرة عن نادي جدة الأدبي بين عامي 1411-1418هـ، عضو هيئة تحريرمجلة كتابات
معاصرة ببيروت منذ عام 1996م، عضو الهيئة الاستشارية لمجلة العلوم الإنسانية بكلية
الآداب والتربية في جامعة البحرين منذ عام 1998م، وعلى عدةجوائز منها جائزة مكتب التربية
العربي لدول الخليج في العلوم الإنسانية، جائزة مؤسسة العويس الثقافية في الدراسات
النقدية، عام 1999م.
وقدمت عنه الكثير من الدراسات النقدية،
منها: قراءة في مشروع الغذامي النقدي لمجموعة من الباحثين، كتاب الرياض، 2002م، قرءة في الممارسة النقدية والثقافية عند الغذامي لمجموعة من الباحثين،
وزارة الثقافة والاعلام بالبحرين، دار الفارس، جدل الجمالي والفكري ـ قراءة في نظرية
الإنساق المضمرة عند الغذامي لمحمد بن لافي اللويش، النادي الأدبي بحائل ودار الانتشار
العربي ببيروت، 2010م، التيارات النقدية الجديدة عند عبد الله
الغذامي، رسالة ماجستير، جامعة العقيد الحاج لخضر - باتنة-،الجزائر، وردة ملاح،2011م-2012م، كتاب (الغذامي بين مجايليه وتلاميذه) صدر عن نادي جدة الأدبي عام
2020.