هل رأيت عيون عنكبوت السلطعون الأخضر من قبل؟!
- الخميس 21 نوفمبر 2024
غلاف الديوان
استطاع الشاعر
سامح محجوب في ديوانه " يفسر للريح أسفارها " أن يجسد معاناة ووجع
الإنسان المعاصر من خلال قصائد كتبت بصياغة مفهوم جديد للمجاز ، يقربه أكثر من الواقع
، بل ويوظف الخيال في علائق ملتبسة مع حقائق ثابتة مكرورة، ليصنع المفارقة .
فالديوان هو نمط
جديد للقصيدة المشحونة بالصور والأخيلة المدهشة ، وفي الوقت نفسه القريبة من الواقع
والمعبرة عنه برؤية شعرية مميزة .
إذا كان وجع
الإنسان المعاصر العام هو المسيطر على أجواء القصائد ، فهي لا تخلو أيضا من ألعاب الهوى
والعشق التي يبثها الشاعر في أكثر من قصيدة ، بل ويوظفها داخل قصائد متعددة . بداية
من ضربة البداية قي قصيدة " جالاتيا" التي يعيد فيها الشاعر صياغة حكاية
" بيجماليون" بطريقة شعرية مجازية.
ولعبت المفردات
الموسيقية مثل موسيقى الحجرة . وعازف الكمان الاعمى و" يوهان شتراوس" دورا
مهما في بنية العديد من القصائد، لتصبح الموسيقى رديفا للمحبة . للخيال . للسحر . للحزن
والألم.
بين الحب والحرب
، الخيال والواقع ، الجسد والروح ، القوة والضعف، الملائكة والشياطين ، البراءة والغواية
، تتلمس القصائد ضفة أخرى نحو عقل المتلقي ، لتجعله لا يكتفي بالتفاعل معها ، بل عليه
ان يوظفها ذهنيا في محاولة فهم العالم من زاوية غير اعتيادية .
كأن الشاعر يتجول
على ظهر عاصفة تجوب العالم يأخذ مشهد من هنا ومشهد من هناك. الحرب في اليمن ، اللاجيئن
السوريين في تركيا ، الأمم المتحدة ، كتب التاريخ في شارع المتنبي. تمثال " أبو
نواس" وغيرها من المفردات الدالة سياسيا وثقافيا. ليبني الشاعر قصائده مستخدما
فيها دم ولحم العالم ، الى جانب الاخيلة والمجازات والاساطير والملاحم .
يفسر للريح أسفارها
هو الديوان الخامس لسامح محجوب وصدر مؤخرا عن دار فضاءات ، وصدر له من قبل " لا
شئ يساوي حزن النهر " و" الحفر بيد واحدة " و" مجاز الماء
" و" امراة مفخخة بالياسمين .. ينتظرها عاشق أعزل. "