حرمان من الأجور وفصل تعسفي.. معاناة العمالة الأجنبية بدول الخليج جراء فيروس كورونا

  • أحمد عبد الله
  • الثلاثاء 31 مارس 2020, 4:40 مساءً
  • 561
أرشيفية

أرشيفية

أثار انتشار فيروس كورونا المستجد، حالة من الذعر والهلع داخل العديد من الدول، أبرزها دول الخليج العربي، التي أثر هذا الذعر فيها بأثر سلبي على العمالة الأجنبية داخل البلاد.


وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا عديدة، لعمال يتم فصلهم فصلًا تعسفيًا، أو منع منحهم حقوقهم الواجبة، بعد إنهائهم للعمل لأكثر من شهر، وذلك تخوفًا من انتشار فيروس كورونا، لا سيما مع تفشي هبوط البورصة العالمية.


ويعيش العمال الأجانب في الخليج حالة من الذعر والقلق بسبب تفشي فيروس كورونا في دول المنطقة، وما نتج عنها من إغلاقات شاملة وعدم دفع بعض المشغلين للرواتب فضلا عن الخوف من الإصابة بالوباء،فيما  حذرت منظمات حقوقية من أن حياة هؤلاء العمال قد تكون معرضة للخطر.


خطر يهدد الملايين


إنه خطر  يواجه الملايين من العمال الأجانب في أنحاء دول الخليج، لا سيما مع انتشار حالة من الذعر وعدم اليقين بعد إعلان هذه البلدان إغلاقات شاملة وعدم دفع بعض المشغلين للرواتب، فضلا عن النظر في إمكانية صرف موظفين، في إطار إجراءات للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.

منظمة العفو الدولية قالت إن العمال "المحتجزون في مخيمات" هم الأكثر عرضة للخطر، إذ يعيشون في ظروف تجعل من التباعد الاجتماعي أمرا مستحيلا.

وحذرت جمعيات حقوقية أخرى من بينها "هيومن رايتس ووتش" من أن المساكن المكتظة ونقص الوصول إلى مياه نظيفة في بعض الأماكن قد يعرض حياة عمال للخطر.

بالإضافة إلى ذلك، فإنهم قد لا يحصلون على رواتبهم وقد يتعرضون للفصل التعسفي أو حتى الترحيل، الأمر الذي ينذر بكارثة لعائلاتهم التي تعتمد على مدخولهم. نظام إدارة العمل يمنح أصحاب العمل سلطات واسعة على العمال وقالت الباحثة في "هيومن رايتس ووتش" هبة زيادين إن "العمال الأجانب في الخليج يتواجدون بالفعل في موقف سيء بموجب نظام إدارة العمل الذي يمنح أصحاب العمل سلطات واسعة على العمال المهاجرين ويؤدي إلى إساءة معاملتهم واستغلالهم".

وبحسب زيادين، فإنه "يتوجب على دول الخليج أن تذهب إلى أبعد من مجرد فرض إجراءات للحد من انتشار الفيروس في مساكن العمال وأماكن احتجازهم". ويتحدر غالبية هؤلاء العمال الأجانب من بنغلادش والهند والنيبال وباكستان. وقال العديد ممن تحدثت معهم إنهم يشعرون بالخوف على صحتهم وأيضا على الأمان الوظيفي.


حالة إغلاق مستمرة

"نحن في حالة إغلاق منذ ثمانية إلى عشرة أيام".. هكذا يروي مهندس باكستاني (27 عاما) في قطر (التي تدخل الأسبوع الثاني من الحجر الصحي الإلزامي): "نحن في حالة إغلاق منذ ثمانية إلى عشرة أيام، ولا نعلم متى سينتهي هذا".

السعودية

واحد من آلاف العمال الأجانب العالقين في المنطقة الصناعية التي تبعد 15 كيلومترا عن وسط العاصمة الدوحة. وسعت قطر إلى إغلاق المنطقة لفترة أسبوعين مبدئيا بعد تسجيل عدد من الإصابات. للمزيد- كورونا: هل نعرف حقيقة ما يجري في الدول العربية؟ في السعودية، التي يوجد فيها 10 ملايين عامل أجنبي، اشتكى عمال أجانب من طلب أصحاب العمل منهم التوجه للعمل، بينما سمح للسعوديين بعدم العمل مع دفع الرواتب.

وقال دبلوماسي عربي في الرياض إن العديد من العاملين في القطاع الخاص "يعانون بسبب إغلاق غالبية هذه القطاعات، بينما يقوم العديد من أصحاب العمل بإجبار العمال على الجلوس في منازلهم بدون رواتب". وأضاف: "على الرغم من تعويضات المملكة للقطاع الخاص، يقوم أصحاب العمل باستغلالها لتغطية خسائرهم بسبب الإغلاق بدون الاهتمام بالعمال".

الخوف من إجراءات عقابية... وبعد السعودية، تستضيف الإمارات ثاني أكبر عدد من العمالة الأجنبية مع 8,7 مليون عامل، ثم تليها الكويت مع 2,8 مليون شخص.

الكويت

وفي الكويت، اشتكت أم صابرين وهي مصرية تدير مركزا للتجميل من أنها لن تحصل على راتب شهر نيسان/أبريل المقبل بسبب إغلاق العمل. وتعتزم السيدة مقاضاة صاحبة العمل، ولكن يتردد كثير من العمال في منطقة الخليج في القيام بذلك خوفا من إجراءات عقابية، بينما يؤكد آخرون أن الوضع الصحي في بلدانهم أسوأ بكثير.

قطر

وأدخلت قطر سلسلة إصلاحات على قوانين وأنظمة العمل المعمول بها منذ اختيارها لاستضافة كأس العالم في عام 2022، الأمر الذي أطلق برنامج بناء ضخما يوظف عمالا أجانب. الأجانب يشكلون 90 بالمئة من عدد سكان قطر ويشكل الأجانب 90 بالمئة من عدد سكان قطر البالغ 2,75 مليون نسمة، وغالبيتهم من دول نامية يعملون في مشاريع مرتبطة باستضافة الإمارة لبطولة كرة القدم.

وأصر مسؤولون قطريون الأسبوع الماضي على أن إغلاق المنطقة الصناعية كان أساسيا لإنقاذ حياة الناس، وقامت السلطات بإدخال مستلزمات طبية وتعهدت بدفع الرواتب. "يقومون بإجبارنا على ارتداء أقنعة وقفازات" وأكد مكتب منظمة العمل الدولية في الدوحة أن العديد من أصحاب العمل قاموا بنقل العاملين إلى مساكن أكبر بسبب مخاوف من انتشار الفيروس في المساكن المكتظة، بينما قام آخرون بتحسين ظروف النظافة فيها.

وقال موظف سيرلانكي في سوبرماركت أن الفيلا المشتركة التي يقيم بها خضعت للتنظيف والتعقيم بموجب الإجراءات للوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد.

وتابع "يقومون بإجبارنا على ارتداء أقنعة وقفازات" موضحا أنه يشعر بحنين إلى وطنه.

وأكد رجل مبيعات تركي (49 عاما) أنه يقوم بعزل نفسه كإجراء وقائي، مشيرا أنه في إجازة غير مدفوعة الأجر، موضحا: "أنا خائف من الإصابة". وتساءلت منظمة العمل الدولية إلى متى بإمكان الشركات دفع رواتب موظفيها مع استمرار الأزمة التي ألحقت أضرارا باقتصادات دول الخليج مع استمرار هبوط أسعار النفط.

تعليقات